خلال ثلاثة أعوام كررت القول إن على الدول العربية أو الحكومات العربية أن لا تبقى بعيدة عن العراق .. في هذه الدولة أطيح بنظام عربي بقوة خارجية وجاء الى الحكم رجال ونساء بمساعدة الاحتلال الأمريكي، بالطبع هذا مدعاة لعدم التعاون مع أولئك الحكام لان الذين جاء بهم «دخلاء» .. وهذا من الناحية العاطفية محل تقدير طبعاً إذا اردنا مجاراة وجهة النظر السائدة لكن التخلي عن العراق من الناحية الاستراتيجية كان خطأ قاتلاً وأسوأ من هذا هو ذلك التشفي بما يحدث للحكومة وللشعب في العراق على ايدي الإرهابيين أو السماح لهم بالسفر الى ذلك البلد بدون أي اعتبار.وقلت إن الإرهابيين الذين تركوا بلدانهم الى العراق سيتركون العراق لا محالة ذات يوم كما تركوا افغانستان، وسيعودون الى بلدانهم ليمارسوا نفس التسلية التي صارت تحمل (ماركة الجهاد) وبالفعل كان الذين اضطلعوا بأعمال إرهابية في السعودية والجزائر واليمن موريتانيا وغيرها هم ممن ذهب الى العراق ثم أخذوا في العودة الى بلدانهم بعدما فاتت عليهم فرص (القتل) هناك، وعندما يتحرر العراق سيعود الدخلاء الى بلدانهم.في الماضي عندما كانت الجماعات الاسلامية الجهادية لديها أمل في السلطة طرقت أبواب مثل الانقلابات واغتيال الحكام ومرات جربت ذلك عن طريق الانتخابات رغم كفرها بها، وعندما يئست من ذلك ولاحظت ان مشروعها مرفوض من العقلاء والمجانين على حد سواء، تحولت الى سلوك يشبع ما هو شخصي وانتقامي.. صار هدفها قتل أي شيء يتحرك وأي كائن يسهل تدميره أو قتله.. شرطي.. سائح.. موظف عام.. مواطن.. سفارة.. دبلوماسي .. وإذا لم يكن ذلك لابأس بعرس أو تمثال أقيم قبل ألفي عام.بعض الذين يشرحون أسباب الإرهاب يقولون إن الفقر أحد أهم الأسباب، وأنا اقرأ مثل هذا الكلام دائماً، وأشعر ان اصحابه لا رسالة لهم سوى إثارة غضبي.. الفقراء في بلدي يمشطون تربة وطنهم، ويجوبون العالم بحثاً عن فرص عمل.. بينما الإرهابيون لديهم ثروة وأموال لشراء تذاكر وسيارات مفخخة وقنابل ومتفجرات ويبحثون عن (فرصة للقتل).
|
تقارير
غضون
أخبار متعلقة