غضون
- قبل سنوات كانت إحدى المحاكم في بيروت تحاكم متهمين باغتيال أحد قادة المنظمات الفلسطينية، واستجوب القاضي أحد المتهمين حول اعترافاته، فرد بالقول إن تلك الاعترافات أدليت بها تحت التعذيب، وقد كان التعذيب قاسياً بحيث لو سألوني هل أنت الذي فجرت طائرة شركة (بان أم) فوق (لوكربي) الاسكتلندية لاعترفت اني فجرتها!! وكان أحد مراسلي وكالات الأنباء العالمية موجوداً في المحكمة، لكن يبدو انه كان (أحمق اصنج أدور)، فخرج يحرر خبراً ويرسله إلى وكالة الأنباء يقول فيه إن أحد المتهمين اعترف أمام قاضي المحكمة بمسؤوليته عن عملية تفجير طائرة الركاب التابعة لشركة (بان أم) عام 1988م.. ونشرت الوكالة الخبر فتناقلته وسائل الإعلام في شتى أنحاء العالم.. وسارع محامي المتهمين الليبيين عبدالباسط المقرحي والأمين فحيمة يشكر الله، ويؤكد أن اعتراف المجرم دليل على براءة موكليه، وأقيمت احتفالات بالمناسبة، وصرح الناطق باسم الخارجية الأمريكية بان بلاده ستعيد فتح ملف (لوكربي) وعبر الناطق الرسمي للحكومة البريطانية عن دهشته من هذه المفاجأة، وفي طهران قال الناطق إن هذا الاعتراف يؤكد كذب الاتهامات الموجهة إلى إيران، وصرح المسؤول الإعلامي لإحدى المنظمات الفلسطينية أن ظهور هذه الحقيقة يؤكد كذب الاتهامات حول تورط المنظمة في عملية (لوكربي).- ذلك الخبر الذي (سبكه) صحفي (أصور أدور) وتسبب في تلك الضجة الإعلامية وتلك الشائعات ـ وكل خبر كاذب هو شائعة- ذكرني بالأخبار التي تداولتها صحف يمنية الكترونية وورقية ومئات المواقع ووكالات الأنباء والصحف العربية حول مباراة في الشطرنج تمت بين لاعبين من اتحاد لعبة الشطرنج في اليمن ولاعبي شطرنج إسرائيليين في مدينة (مينسك) الروسية.قال الخبر الأول إن فريق اليمن لعب مع فريق إسرائيل.. ولأن هذه (عيبة) كبيرة بنظر اليمنيين والعرب بما في ذلك المطبعون علاقاتهم مع دولة إسرائيل.. فقد ترتب على الخبر الأول ألف خبر.. فقرأنا: وزير الشباب والرياضة يقول إن هذا التصرف كان فردياً وشخصياً.. وكيل الوزارة يؤكد إقالة الاتحاد اليمني للشطرنج.. الوزير أعلنها (كش مات) وأطاح باتحاد الشطرنج.. الوزير يشطب جميع لاعبي منتخب الشطرنج.. إقالة مجلس إدارة الاتحاد وطرد اللاعبين بعد المواجهة مع الفريق الإسرائيلي.. وهكذا.. وهكذا.- بينما الحكاية هي أن صحفياً قرأ جداول المباريات قبل أن تبدأ ووجد أن احدى المنافسات سوف تتم بين لاعبي اليمن ولاعبي إسرائيل فنشر خبراً حول ذلك دون أن يلاحظ أن الفريق اليمني الذي أوقعته القرعة في مواجهة إسرائيل لم يقبل المواجهة فانسحب.. وهذا ما حدث في الأصل، ولكن كم من (أصور أدور) في اليمن وخارجها انساق وراء الشائعة أو الخبر الكاذب، وأعجب من هؤلاء مسؤولو الشباب والرياضة في اليمن الذين بنوا على الشائعات أحكاماً جائرة بحق شبابنا وهزموهم قبل أن يلتقوا بمنافسيهم من الدول الأخرى غير إسرائيل.