في فعالية إحياء ذكرى رحيله بمنتدى الباهيصمي
متابعة/ عبدالله الضراسيضمن فعالياته الثقافية والفنية مساء كل خميس، كرس منتدى الباهيصمي الثقافي والفني فعاليته الأخيرة للوقوف أمام الذكرى السابعة عشرة لرحيل الفنان الكبير (محمد عبده زيدي) بغية تقديم قراءات فنية في إبداعات هذا الفنان الجميل الذي يعد قامة فنية وطربية كادت لوحاته الغنائية أن تفضي به إلى (اختزال) اللون العاطفي عبر تلحينه لمجمل (الكلمات الشعرية) التي قدمت له خاصة وأنها كانت لقامات شعرية غنائية منهم من لا يزالون أحياء (عبدالله عبدالكريم وكذا (المهاجر) في دولة الكويت مصطفى خضر) والراحلون مثل ناصر الحميقاني ومحمد عبدالله بامطرف ليتربع عرش اللون العاطفي كما أن تفاعله الغنائي الصادق ودخوله (حالة) من السلطنة الغنائية واللحنية جعلته إطاراً غنائياً عاطفياً ظل ولا يزال له (دفئه وعبقه) .ولهذا حاولت فعالية منتدى الباهيصمي الارتقاء إلى ذكرى رحيله السابعة عشرة لتدون في أجندة هذه الذكرى جملة عناوين فنية وهي (مشروع منطوق وفاء) من المثقفين المشاركين، بدءاً من الشاعر الجميل شوقي شفيق وكذا الإخوة القادمون من آفاق الجهد الإعلامي الذي يوثق لهذا الفنان الكبير الراحل الزيدي أمثال المعد التلفزيوني والإذاعي صالح الوحيشي والإعلامي المعروف عمر مكرم . وكذا رئيس المنتدى الشاعر الغنائي محمد سالم باهيصمي ومعهم الأديب القاص أحمد السعيد (عريف) فعاليات منتدى الباهيصمي مساء كل خميس وبمشاركة الفنان المخضرم (علي حسن دعبش) المستشار الفني للمنتدى والفنان الجميل (عبدالله الصنح) و رواد المنتدى وفرقته الموسيقية التي (صاحبت) الفنان (فضل العوذري) في تقديم نماذج من أعمال الراحل محمد عبده زيدي.وقد افتتح الفعالية كالعادة وأدارها الأديب القاص أحمد السعيد..[c1]من مفتتح ذكرى رحيل الزيدي[/c]أولى مفردات فعالية الاحتفاء بذكرى رحيل الفنان الكبير (محمد عبده زيدي) كان حديث الشاعر الغنائي رئيس المنتدى الأخ/ محمد سالم باهيصمي الذي جاء فيه: (كما عودنا رواد المنتدى مع ذكرى قممنا الفنية الكبيرة الراحلة أهمية الوقوف أمامها وتذكرها وتقديم ما أمكن من (قراءات) إزاء رحيلها وما كانت تمثله وما شكلته في سلم (ذائقتنا) وكذا صداها وانعكاساتها في (مدماك) المشهد الفني ، نقف أمام ما مثله الفنان الكبير الزيدي من مكانة فنية كبيرة في رحاب فننا لهذا أصبح من الأهمية بمكان أن نعطيه حقه من الوفاء على الأقل بفعالية فنية (أهلية) متواضعة لأنه كان وسيظل قامة فنية لها وضعها الفني المعروف.وقال الباهيصمي: يسرنا في فعالية الاحتفاء بالذكرى السابعة عشرة لرحيل الفنان الكبير محمد عبده زيدي صاحب اللون العاطفي الرقيق في مشوار الغناء العدني الجميل منذ أكثر من نصف قرن والذي جعل لنفسه لوناً غنائياً مميزاً بالطابع العاطفي المشوب بالحب والدفء والحنان وتغنى على مدى عقود من زمن الفن الجميل وساهم في تنمية ذائقة الغناء لدى جمهوره المعروف، وساعده في ذلك (إتكاؤه) على دفتر الغناء الشعري الجميل الشعراء كبار معروفين على رأسهم الشاعران مصطفى خضر وعبدالله عبدالكريم وكلاهما أنتج مع الفنان الكبير الراحل محمد عبده زيدي أجمل العطاءات الفنية التي عرفها مشهد الغناء العدني الجميل .[c1]دويتو فني متميز[/c]بداية الأوراق الفنية النقدية كانت للشاعر الكبير شوقي شفيق وجاء فيها :ظاهرة (الدويتو) الفنية الغنائية عرفها مشهد الغناء العربي منذ عقود وهي ظاهرة غنائية شعرية تؤكد تلاقح الكلمة مع الأداء وعلى صعيد عدن منذ عصرها الذهبي الفني برزت هذه الظاهرة على السطح وعندما نتأمل (منطوق) دويتو الزيدي / خضر نجده أجمل (دويتو) فني غنائي -وقد بدأت أولى علامات هذا الدويتو بأغنية (ياقلبي كفاية) ثم تلتها (أغلى عتاب) و (فقدان كثير) و (أنا عارف ظروفك) و (عتاب) و (السعادة) و (باراعي لك).[c1]حديث صالح الوحيشي[/c]أما المعد التلفازي والإذاعي المخضرم صالح الوحيشي فجاء حديثه ممتلئاً بالوفاء والصدق خاصة وأنه تطرق على هامش فعالية الزيدي إلى أحد فرسان الشعر الغنائي الجميل وهو الشاعر الغنائي الكبير الراحل (ناصر الحميقاني) الذي غنى الفنان الكبير الراحل الزيدي أجمل أشعاره الغنائية وهي أغنية (ياحبيب العمر) وقد كانت لفتة ولمسة إعلامية وفية وكريمة للحميقاني الذي لم يأخذ حقه من التقدير والتكريم سواء في حياته أم بعد رحيله وهي دعوة لنجله الدكتور نجيب الحميقاني إلى الوفاء بوعده منذ فترة طويلة بجمع أعمال والده الشعرية وطبعها ...[c1]انطباعات عمر مكرم[/c]الكاتب والصحفي الكبير عمر مكرم عنتر كعادته في كل فعالية لم يكتف برمي سطوره بل هرع إلى ما بين السطور منقباً وفاحصاً والدليل على ذلك انه قدم شاعراً عقائدياً عملاقاً لم يعرفه%95 من رواد الفعالية رغم أنه كان أحد رفاق المفكر الكبير الراحل عبدالله باذيب باتحاد الشعب الديمقراطي قبل الاستقلال، وهو الشاعر والمربي الراحل محمد عبدالله بامطرف شقيق المثقفين الكبيرين د.عبدالعزيز بامطرف وطه بامطرف ـ وكاتب السطور كان أحد تلاميذه ـ وقد جاءت انطلاقة الفنان الزيدي على (مدماك) أغاني بامطرف لأنه (رحمة الله عليه) كان شاعراً وأديباً ومثقفاً كبيراً بيد أنه كان خجولاً ومنزوياً وبعيداً عن (بهرجة الأضواء) حتى مات، ورغم شموخ تجربته الحياتية أدباً وفكراً وسلوكاً فلم تجمع أعماله الشعرية وكلنا أمل في إخراجها عرفاناً بمكانته الأدبية بعد رحيله !!!ويمكنني القول إن فعالية منتدى الباهيصمي الثقافية والفنية عن ذكرى رحيل الزيدي السابعة عشرة حملت (لمسات الوفاء) لبا مطرف الذي بالتأكيد جيل (نانسي عجرم وهيفاء وهبي) لا يعرفون عنه شيئاُ!!! وكذلك الحميقاني الذي كان وهو حي بعيداً عن الذاكرة بالإضافة إلى الشاعر مصطفى خضر .. حقاً إنها فعالية الوفاء من قبل الأوفياء ..[c1]مسك الختام[/c]وقد اكتملت فضاءات الفعالية الفواحة بروائح المسك والوفاء بحديث أحد (مثلثات الكورس الموسيقي) الجميل قبل 50 عاماً الفنان علي حسن دعبش مستشار المنتدى الموسيقي حالياً وكذا حديث الفنان عبدالله الصنح وغناء الفنان (فضل العوذري) عدداً من أغاني الفنان الراحل الكبير الزيدي بمصاحبة فرقة (نسائم عدن) التابعة للمنتدى.