الفلسطينيون يحيون يوم الأسير و يطالبون بإطلاق 10 آلاف معتقل
القاهرة - فلسطين المحتلة / 14 أكتوبر - حازم خالدأكدت مصادر دبلوماسية مصرية أن هناك مفاوضات لإبرام صفقة تبادل للأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل، إلا أنه لم يعلن بشكل نهائي عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، ونوعيتهم حسب الاتهامات التي حوكموا إسرائيليًا وفقًا لها ، مشيرة إلي أنه هناك تقدم ملموس في الصفقة التي سيتم فيها إعادة العريف جلعاد شليط، إلي إسرائيل، مقابل إطلاق مئات من الأسرى الفلسطينيين· وأشارت نفس المصادر إلي أن الطريق لإنهاء هذا الملف ما زال طويلاً وتكتنفه صعوبات عديدة، خاصة وأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحتفظ بشاليط تنازلت عن مطالبها السابقة بالإفراج عن 1450 أسيرًا، وتطالب الآن بالإفراج عن 450 أسيرًا ·وأفادت مصادر صحفية فلسطينية أنه تم فعلاً تسليم قائمة بالأسري الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، وإن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) شكل طاقمًا خاصًا لفحص الأسماء التي أعدتها حماس، ليقرر من الذي سيفرج عنه، ومن الذي سيبقي في السجن ، في الوقت الذي تؤكد فيه المصادر الإسرائيلية الرسمية أنها لا يمكن أن تفرج عما تطلق عليهم وصف " الملطخة أيديهم بالدماء" أي المتهمين بقتل أو التخطيط لقتل إسرائيليين ·وأوضحت إنه يبدو أن إسرائيل ستبدي ليونة في تعريفها لمصطلح الملطخة أيديهم بالدماء، وفي هذه الحالة تزيد احتمالات الإفراج عن مروان البرغوثي المعتقل منذ خمس سنوات، والمدرج اسمه في القائمة التي رفعتها حماس، مع قادة آخرين مثل أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولكن الصحيفة استبعدت موافقة إسرائيل علي إطلاق سراح سعدات ورفاقه الذين تصفهم بالمتورطين باغتيال وزير السياحة الإسرائيلي الأسبق رحبعام زئيفي ،وأنه في حال اضطرت إسرائيل لإبداء ما تصفه بالليونة في تعريفها للملطخة أيديهم بالدماء، فإنه سيتعين علي مجلس الوزراء الالتئام لبحث المعايير الجديدة الخاصة بذلك ، وأنه بعد أن يتم الطاقم الذي شكله الشاباك عمله، سيتم رفع الأسماء، بعد دراسة القائمة، إلى أولمرت، الذي سيبلور موقفه النهائي منها خلال أيام· ومن جانب آخر ، شددت الصحف الإسرائيلية على أن إسرائيل لن توافق بأي شكل من الأشكال على إطلاق سراح أسرى تلطخت أيديهم بالدماء، وردت أسماؤهم في قائمة حماس مثل منفذي العمليات التفجيرية في العمق الإسرائيلي، كعملية فندق باراك في نتانيا ، التي وقعت قبل خمس سنوات، وأدت إلي مقتل نحو 30 إسرائيليًا، وكانت مبررًا لإسرائيل في إعادة احتلال مناطق السلطة الفلسطينية في عملية السور الواقي، والتي أرتكب خلالها الجيش الإسرائيلي عدة مجازر في مخيم جنين، ونابلس، ورام الله، وبيت لحم وغيرها، وأيضًا استبعدت إطلاق سراح مروان البرغوثي·وأشارت مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن هناك تقدماً ملموساًً على صعيد الجهود المبذولة لإطلاق سراح شاليط ، أن هناك الكثير من العقبات تحول دون إتمام صفقة مع خاطفي شاليط بسرعة، وتوقعت أن تستغرق العملية وقتًا طويلاً ·وأوضحت أن إسرائيل لن توافق علي إطلاق سراح بعض الأسري الذين وردت أسماؤهم في القائمة ، وأن إسرائيل قد توافق علي إطلاق سراح أسري "ملطخة أيديهم بالدماء" ولكن ليس عما وصفتهم بـ "كبار الشخصيات" التي تطالب حماس بالإفراج عنهم· وقالت : إن لدي إسرائيل خشية من تعقيدات قد يحدثها الجناح العسكري لحركة حماس ولجان المقاومة الشعبية، لإفشال صفقة لا ترضي عنها ، فإسرائيل تعمل بحذر، دون وضع آمال كبيرة علي تصريحات المسؤولين الفلسطينيين، الذين تري إسرائيل أنهم لا يستطيعون البت في مصير شاليط· وأضافت: إن ما يؤكد مخاوف إسرائيل هذه هو عدم التزام احمد الجعفري، مسؤول الجناح العسكري لحركة حماس في شمال قطاع غزة بالتهدئة، وإنه مسؤول عن هجمات وقعت في الأسابيع الأخيرة، علي طول السياج الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل· أما مصطفي البرغوثي وزير الإعلام الفلسطيني فقال : إن الكرة في ملعب إسرائيل بشأن صفقة التبادل المرتقبة، وأن الجانب الفلسطيني أبدي مرونة في هذا الملف، واستجاب للمطلب الإسرائيلي، بتقديم قائمة بأسماء الأسري، والحكومة الإسرائيلية هي التي ستقرر الآن السرعة التي سيتم فيها إطلاق شاليط· وأضاف : أبلغني رئيس الوزراء إسماعيل هنية أن الجانب المصري أبلغه بأنه سلم قائمة الأسماء للجانب الإسرائيلي، وهو ما أعلنته· وأمس شدد اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني على ضرورة الإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين مؤكدا أن قائمة الأسرى التي قدمت للجانب الإسرائيلي تتضمن اسم النائب مروان البرغوثي.وقال هنية في مؤتمر صحافي خلال اعتصام لمئات من أهالي الأسرى إمام مقر الصليب الأحمر الدولي في غزة بمناسبة يوم الأسير "نؤكد على ضرورة الإفراج عن أسرانا وليس الأسرى فقط في إطار صفقة التبادل" التي يجري التفاوض حولها حاليا.واعتبر هنية أن تقديم القائمة التي تضم أسرى للإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل مع الجانب الإسرائيلي تمثل "الخطوة العملية الأولى في اللحظة الحالية".وأشار إلى أن القائمة التي قدمتها المجموعات العسكرية التي خطفت الجندي جلعاد شاليت للجانب الإسرائيلي عبر مصر "تضمنت اسم مروان البرغوثي القيادي البارز في حركة فتح".وكان مئير شتريت وزير الإسكان الإسرائيلي صرح الأسبوع الماضي أن مروان البرغوثي ليس على قائمة الأسرى التي تقدمت بها حماس في إطار تبادل الأسرى مع إسرائيل.ويقضي البرغوثي الذي يعتبر الرأس المدبر للانتفاضة الفلسطينية الثانية, خمسة أحكام بالسجن المؤبد بتهمة التخطيط لشن هجمات ضد إسرائيليين.وكان مسلحون فلسطينيون اسروا جلعاد شاليت في 25 يونيو قرب غزة.إلى ذلك قال هنية "إننا نتابع عن كثب الموضوع ولا نريد أن نتحدث عن عقبات تعترض التفاوض (...) ونترك المفاوضات تأخذ مداها".ودعا هنية الشعب الفلسطيني وفصائله ان "يهبوا هبة واحدة ليقولوا كلمتهم اننا لا ننسى أسرانا". وتساءل "من يعرف عشرة آلاف أسير يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي .. ربما لم تمر دولة من هنا إلا وتحدثت عن شاليت هذا الاسم من أشهر الأسماء ".وأكد هنية انه "يجب أن تتحمل امتنا العربية والمجتمع الدولي المسؤولية تجاه الإفراج عن الأسرى" ، معربا عن أمله بان "تعم الفرحة في كل بيت حينما نرى صفقة مشرفة لتبادل الأسرى بموجبها نكسر القيد عن أعداد كبيرة من الأسرى".من جهة ثانية وحول لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت أمس الأحد في القدس قال هنية انه لم ير "نتائج لهذا اللقاء وغيره".وكان الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بحثا أمس خلال الاجتماع الذي عقد في القدس الأفق السياسي لعملية السلام وذلك لأول مرة منذ العام 2001.