استراحة 14 اكتوبر
نيويورك / متابعات :تتناول مسرحية (ذوات العيون السُّود ) للكاتبة الاميركية الفلسطينية الاصل بيتي شامية التي تعرض على مسرح الورشة في نيويورك حاليا عدة قضايا شائكة ومثيرة للجدل مثل العنف كرد فعل للقمع واخلاقيات الارهاب وازمة الهوية .وتجري احداث المسرحية في الحياة الآخرة خلال حوار بين أربع فلسطينيات مختلفات من اماكن وعصور مختلفة وردود فعلهن تجاه العنف عبر التاريخ.والشخصيات الاربع هن دليلة في قصة شمشون المذكورة في العهد القديم ومهندسة اميركية من أصل عربي وامرأة محبة للسلام عاشت في فترة الحملات الصليبية ومفجرة انتحارية.وراودت الفكرة بيتي شامية بعد ان رأت رد الفعل المناهض للعرب الاميركيين في الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر/ايلول 2001.وقالت الكاتبة : لم ينظروا (الاميركيين) بالفعل الى 11 سبتمبر (ايلول) من منظور تاريخي ،أعني بذلك أننا كبشر صبغنا بصفة عسكرية ودموية وعنيفة للغاية وتاريخنا مليء بقضاء أحدنا على الاخر. اردت ان ابدع عملا يعالج هذا نوعا ما ولهذا بدأت بدليلة المذكورة في العهد القديم. اردت ان اتحدث عن طبيعة العنف وعلاقة النساء به. وكانت محاولة جسر الفجوة بين ميراثي الفلسطيني واميركيتي أحد الاشياء المهمة بالنسبة لي".واعجبت الممثلة الاميركية الفلسطينية الاصل لميس ايزاك بمسرحية "ذوات العيون السُّود" التي تؤدي أحد الادوار فيها لانها تعالج قضايا حساسة تتعلق بحياة العرب في الولايات المتحدة ينفر الناس غالبا من الحديث عنها.وقالت لميس "اعتقد اننا نسمع دوما ان قصصنا تُدفَن، توارى ولا أحد يريد ان يتحدث عنها. وهذه هي الطريقة التي نشأت عليها: انكفئ على نفسك واعتن بامرك وواصل تعليمك ولا نريد أن نتحدث عن الامر. لذا يبدو رائعا ان نرى قصصا تحكى عن الفلسطينيين الان".ويأتي عرض المسرحية في وقت مناسب في غمرة الجدل الدائر بشأن طبيعة الارهاب والحرب التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان والعراق والعنف المتزايد في الشرق الاوسط. وتركز المسرحية على القضايا المتعلقة بأسباب ونتائج العنف.لكن الكاتبة لم تحاول الاجابة عن اي من الاسئلة التي تطرحها "ذوات العيون السُّود" وتركت للمشاهدين تفسير الحوار في المسرحية كيفما يريدون ، ويستمر عرض "ذوات العيون السُّود" في نيويورك طوال شهر اغسطس/آب.