وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس يتحدث خلال مؤتمر صحفي عقب انتهاء اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في اسطنبول .
أنقرة/ميونيخ (المانيا)/14 أكتوبر (رويترز) : قالت الولايات المتحدة وألمانيا إنهما لا يريان أي علامة على أن طهران ستقدم تنازلات بشأن برنامجها النووي على الرغم من تصريحات منوشهر متكي وزير خارجية إيران المتفائلة بشأن احتمالات التوصل لاتفاق.وقال متكي انه عقد “اجتماعا جيدا جدا” مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن خطة لمبادلة اليورانيوم الايراني منخفض التخصيب بوقود نووي اعلى تخصيبا يستخدم في مفاعل بطهران لانتاج نظائر طبية مشعة.وأضاف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو انه يريد تسريع خطى الحوار مع ايران.وأضاف أمانو للصحفيين على هامش اجتماع امني سنوي في ميونيخ “الحوار مستمر ويجب تسريعه وهذا هو المهم.” واضاف انه لم يقدم مقترحات جديدة بشأن خطة المبادلة خلال اجتماعه مع متكي.ويمكن ان يمثل التوصل لاتفاق بشأن مبادلة الوقود انفراجا كبيرا في النزاع الدائر منذ فترة طويلة حول برنامج ايران النووي الذي يخشى الغرب من أنه قد يستخدم لانتاج قنبلة ذرية.ولكن وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس قال ان ايران لم تعالج المخاوف الغربية واشار الى ان الوقت حان لفرض مزيد من العقوبات على ايران التي تنفي ان برنامجها النووي له هدف عسكري.وأضاف جيتس للصحفيين في أنقرة حيث التقى بقادة أتراك “لا أشعر أننا نقترب من اتفاق.”وكان متكي قال يوم الجمعة ان ايران ترى احتمالات قوية للتوصل لاتفاق لكنه أعاد تأكيد شرطين قد يكونا عقبتين كبيرتين في سبيل الاتفاق وهما أن أي مبادلة للوقود يجب أن تكون متزامنة وأن ايران ستحدد الكميات التي ستتم مبادلتها.وأضاف متكي بعد محادثاته يوم السبت مع امانو ان ايران ربما تريد مبادلة اقل من 1200 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب التي تطالب القوى العالمية بنقلها دفعة واحدةواردف قائلا للصحفيين في ميونيخ “حددنا الكمية على أساس احتياجاتنا.. وسنبلغ الاطراف بمتطلباتنا.”واجتمعت القوى الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي بالاضافة الى ألمانيا يوم الجمعة لبحث الجهود المبذولة لاقناع ايران بتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي تقول طهران انه لاغراض سلمية ولكن الصين أوضحت أنه من المبكر جدا بحث فرض عقوبات أخرى.وصرح نائب رئيس الوزراء الروسي سيرجي ايفانوف ان اي عقوبات جديدة على ايران يجب ان تتركز على منع الانتشار النووي وليس استهداف الاقتصاد الايراني.وقال ايفانوف للصحفيين في ميونيخ “اذا افترضنا ان عقوبات جديدة فرضت في المستقبل (على ايران) فاننا يجب ان نحرص على ان تقتصر على منع الانتشار النووي وألا تتوسع لتشمل الجوانب الثقافية والانسانية والاقتصادية للانشطة الايرانية.”ومن جانبه قال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله ان ايران لم تنجح حتى الان في تبديد شكوك الغرب في استعدادها لتقديم تنازلات ذات معنى فيما يتعلق ببرنامجها النووي.وأضاف “يدنا لا تزال ممدودة اليهم. لكنها حتى الآن ممدودة في الفراغ ... ولم أر منذ أمس أي شيء يدفعني الى أن أغير هذا الرأي.”وأضاف جيتس ان الرد الايراني مخيب للآمال ملمحا الى أن الوقت حان للمضي قدما في فرض عقوبات على ايران التي فرض عليها بالفعل مجلس الامن التابع للامم المتحدة ثلاث جولات من العقوبات لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم.وقال جيتس “اذا كانوا (الايرانيون) مستعدين لقبول الاقتراح الاصلي لمجموعة الخمس زائد واحد وهو تسليم 1200 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب لديهم مرة واحدة الى طرف متفق عليه فأعتقد أنه سيكون هناك رد على هذا الامر.”واستطرد “لكن الواقع يقول انهم لم يفعلوا شيئا لطمأنة المجتمع الدولي الى استعدادهم للامتثال لمعاهدة حظر الانتشار النووي أو وقف تقدمهم في صنع سلاح نووي ولذا أعتقد أن دولا عدة بحاجة للتفكير فيما اذا كان الوقت قد حان لاتباع نهج مختلف.”وترى القوى الغربية في التبادل المحتمل وسيلة لضمان ألا تزيد طهران من تخصيب اليورانيوم الموجود لديها بدرجة من الممكن أن تستخدم في انتاج سلاح نووي. وتنفي ايران أن لديها نية لانتاج أسلحة ذرية ولكن بعض المسؤولين في طهران أبدوا معارضة قوية للاتفاق.ونقلت وكالة أنباء فارس الايرانية عن علي لاريجاني رئيس البرلمان قوله “في هذا الاطار فأنتم تسعون وراء شكل من الغش السياسي وتعتزمون انتزاع اليورانيوم المخصب من الايرانيين.”ويفسر بعض المحللين الرسائل المتضاربة من طهران على أنها علامة على وجود انقسامات مرتبطة بالاضطراب الذي أعقب انتخابات الرئاسة الايرانية المتنازع عليها. ويراها آخرون تكتيكا للمماطلة.قال ستيفن بيرلينج أستاذ العلوم السياسية في جامعة رجينسبرج “انها اللعبة القديمة على ما يبدو. انهم يستغلون عامل الزمن بينما المجتمع الدولي منقسم.”قال مستشار الامن القومي الامريكي جيمس جونز ان “تحدي ( ايران) المحير” بشأن برنامجها لتخصيب اليورانيوم يجبر الولايات المتحدة وحلفاءها على المضي في “مسار ثان بتكثيف الضغوط.”