مصرع 49 جندياً أميركياً منذ مطلع الشهر الحالي
بغداد/ وكالات:جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الاحد تصميم حكومته على حل الميليشيات المسلحة ونزع اسلحتها.وقال المالكي في كلمة اصدرها مكتبه ببيان انه بمناسبة الذكرى السنوية الاولى للاستفتاء على الدستور فان "الحكومة مصممة على حل الميليشيات فالدولة والميليشيات نقيضان لا يجتمعان وان السلاح لابد ان يكون بيد الحكومة فقط."واضاف المالكي "لا احد له الحق في ان يكون فوق القانون وان الميليشيات لن تكون بديلا للحكومة واجهزتها الامنية كما انها لا تشكل ضمانا لأي جهة او فئة."ومضى المالكي يقول في كلمته "ان الحكومة هي وحدها القادرة على توفير الامن لجميع المواطنين دون استثناء."وقال المالكي انه على الرغم من الفترة الزمنية القصيرة التي مرت على تشكيل الحكومة العراقية "فقد تمكنت من تفكيك العشرات من الخلايا الارهابية وقتل واعتقال المئات من الارهابيين من بينهم قادة بارزون للزمر الارهابية الضالة."وكشف المالكي عن ان محافظة عراقية "ستشهد خلال الايام القليلة المقبلة صحوة شبيهة بماشهدته محافظة الانبار... ستتخلص قريبا باذن الله وقدرة قواتنا المسلحة من التكفيريين والصداميين، ولم يسم المالكي الاقليم العراقي.واعترف المالكي بتدني مستوى الخدمات التي تعمل الحكومة على تقديمها للعراقيين وقال عنها "انها ليست بالمستوى الذي يليق بالشعب العراقي."ووعد المالكي "ببذل اقصى الجهود لتسريع عملية اعادة البناء وتطوير الاقتصاد وتوفير الخدمات.. وايجاد فرص عمل مناسبة لجميع العراقيين."وقال المالكي ان "الشهور المقبلة ستشهد قفزة نوعية ان شاء الله في القضاء على البطالة كما ان الحكومة مصممة على التصدي للفساد الاداري الذي يعتبر احد اخطر التركات الثقيلة للنظام البائد." في غضون ذلك فرضت السلطات العراقية أمس حظرا للتجول على مدينة بلد شمال بغداد وأرسلت تعزيزات أمنية إلى المناطق المجاورة في محافظة صلاح الدين خشية امتداد أعمال عنف طائفية إليها إثر العثور على 26 جثة وجدت عليها آثار تعذيب في بلد. وقال المتحدث باسم الداخلية العراقية عبد الكريم خلف إن جميع القتلى من السنة، مشيرا إلى أن الحادث يبدو انتقاما لمقتل 17 من الشيعة وجدت جثثهم في ضواحي بلد يوم الجمعة الماضي. وسبق أن أعلن مصدر في الداخلية العراقية مقتل عشرات المدنيين من أهالي منطقة الضلوعية شمال بغداد وإصابة آخرين في اشتباكات اندلعت مساء أمس الاول بين الأهالي ومليشيات مسلحة، وقد تسلم مستشفى المنطقة أربعين جثة. وجاءت هذه التطورات في وقت بدأت فيه الحكومة العراقية عملية تطهير لمؤسساتها من البعد الطائفي، فقد أعلنت وزارة الداخلية العراقية إقالتها ثلاثة آلاف من موظفيها منذ شهر مايو الماضي لاتهامهم بالفساد ومساعدة ما يسمى بفرق الموت. وقال المتحدث باسم الداخلية إن الوزارة أجرت هذه التغييرات لضمان قيام الشرطة بعمل أفضل لوقف العنف. وكان وزير الداخلية العراقي قد أعلن أنه سيحدث تغييرات واسعة في قيادات الوزارة لتخليصها من النفوذ الطائفي. ويأتي هذا الإعلان بعد ضغوط من مسؤولين غربيين وسياسيين عراقيين تدعو إلى تطهير الوزارة من العناصر التي ارتبطت أسماؤها بأعمال العنف الطائفي.وقد تزامن تأجيج العنف الطائفي مع استمرار مظهر آخر من مظاهر الوضع الأمني المتدهور والمتمثل بتفجير سيارات مفخخة وعمليات اغتيال. وقالت مصادر في الشرطة العراقية إن 11 شخصا على الأقل قتلوا وجرح 62 آخرون في خمس هجمات بسيارات مفخخة وقعت في كركوك شمالي العراق. واستهدفت إحدى التفجيرات دورية لجهاز حماية المنشآت وسط كركوك ما أسفر عن مصرع خمسة أشخاص وجرح 10 آخرين. وانفجرت سيارة أخرى في سوق شعبي جنوب المدينة ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وتسعة جرحى، في حين قتلت طالبتان وأصيب 25 شخصا آخر بانفجار ثالث أمام دار المعلمين في حي التسعين.وقد نجت وكيلة وزارة الداخلية العراقية للشؤون المالية من محاولة اغتيال إثر تعرض موكبها في بغداد لتفجير عبوتين ناسفتين خلف سبعة قتلى. وقالت مصادر أمنية وطبية إن موكب المسؤولة العراقية هالة شاكر كان يسير في شارع فلسطين قرب الجامعة المستنصرية شرقي بغداد عندما تعرض للهجوم صباح أمس الاحد مما أدى إلى مصرع اثنين من مرافقيها وخمسة مدنيين وجرح ستة آخرين وتدمير سيارتين في الموكب. كما قتل عراقيان وأصيب خمسة آخرون بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارات رباعية الدفع في شارع الغدير ببغداد الجديدة. وفي حي العامل جنوبي العاصمة قتل عراقي وجرح خمسة آخرون بانفجار عبوة ناسفة. ولقي خمسة أشخاص من عائلة واحدة مصرعهم في هجوم مسلح استهدف منزلهم في حي البكر شرقي الموصل شمالي العراق صباح أمس. وفي مدينة النجف فرضت إجراءات أمن مشددة مع توافد ما يقرب من مليون زائر على المدينة للمشاركة في إحياء ذكرى استشهاد الإمام علي أمس الأحد. في هذا الصدد نشر أكثر من 20 ألف جندي في النجف كما فرضت أجهزة الأمن حظر التجول طوال الليل تحسبا لأي تفجيرات.ومقابل سقوط عشرات القتلى العراقيين تكبد الجيش الأميركي في العراق خسائر فادحة في صفوف قواته منذ بداية أكتوبر الشهر الحالي. وأعلن بيان عسكري أمس مصرع ثلاثة جنود أميركيين من قوة بغداد بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم جنوب العاصمة أمس الاول. وفي وقت سابق قتل طيار أميركي أثناء عمله مع الشرطة العراقية بمنطقة بغداد، بينما توفي جندي من مشاة البحرية بعد أن أصيب بجروح في مواجهات مع مسلحين بالفلوجة في محافظة الأنبار. وبمقتل العسكريين الأميركيين الخمسة يرتفع عدد قتلى الجيش الأميركي منذ بداية الشهر إلى 49 جنديا، وبهذه الوتيرة سيكون الشهر الجاري هو الأكثر دموية بالنسبة للقوات الأميركية منذ يناير 2005م. على صعيد اخر أعلن "مجلس شورى المجاهدين"، الذي يضم 8 فصائل عراقية مسلحة أبرزها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين عبر تسجيل صوتي على شبكة الانترنت عن تأسيس إمارة إسلامية في العراق أمس الاحد، جاء ذلك بعد أيام على إعلان المجلس عن تأسيس "حلف المطيبين" والذي ضم 3 جماعات مسلحة صغيرة وزعماء قبائل سنية "موالية". ويتزامن هذا الاعلان مع حديث عن تصاعد الخلافات داخل قيادة تنظيم القاعدة في العراق بعد شريط "أبو أسامة العراقي" الذي دعا زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الى حل بيعة الفرع العراقي للتنظيم، معلنا احتجاجه على التعرض لبعض زعماء العشائر والقبائل السنية من قبل زعيم التنظيم في بلاد الرافدين أبو حمزة المهاجر. وفي هذا الإطار ، كشف خبير عراقي بشؤون تنظيم القاعدة عن معلومات بحوزته حول شخصية "أبو أسامة العراقي" قائلا إنه ضابط سابق في الجيش العراقي(سلاح المشاة). إلى ذلك دعا ابو اسامة العراقي زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن في شريط فيديو بث على شبكة الإنترنت الى خلع أبو حمزة المهاجر من قيادة التنظيم في العراق. وعدد ابو أسامة سقطات ابو ايوب في العراق في الشريط الذي بثته مؤسسة تدعى "كلمة حق" على الإنترنت، ومنها "زرع العبوات في المنازل والمدارس والمستشفيات ومطاردة المسلمين من اهل السنة في لقمة عيشهم ورزقهم، وتصفية العلماء والائمة والخطباء، في إشارة إلى مواجهة التنظيم مع عدد من القبائل وزعماء العشائر في العراق. ورغم نفي تنظيم القاعدة لصحة هذا الشريط، يرجّح الخبير العراقي محمد عبد الرحمن "صحته" ، ويقول: هناك خلاف قديم داخل قيادة هذا التنظيم حول مدى التغيير في استراتيجية وضعها التنظيم منذ البداية وهي الحفاظ على العلاقة مع العشائر العراقية خاصة غربي العراق ولكن الآن خسروا دعم عدد من زعماء العشائر. ويضيف : تنظيم القاعدة لا يمكن أن يتواجد أصلا في العراق دون موافقة ودعم تنظيمات مسلحة عراقية هي الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين والبعثيين الذين أصلا كانوا ضد حملة المهاجر على عدد من زعماء العشائر. ويشير إلى أنه في الانتخابات العراقية السابقة لم تسجل عمليات للقاعدة وكان هذا وفقا لتعليمات للجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين