خطاب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في الندوة العلمية التي نظمتها جامعة عدن في قاعة ابن خلدون تحت شعار (اليمن أولاً) وحول الأبعاد السياسية والقانونية للاستحقاق الدستوري لدولة الوحدة كان درساً بليغاً ويكمن هذا الدرس في عفوية الإلقاء وصدق الحديث وثقة المتحدث. علماً أن هناك كثيرا من الشخصيات والأشخاص ممن يفخرون بأنهم حملة مؤهلات علمية ودراسية أو ثقافية يفتقرون إلى الصدق فنراهم يشطحون ويقفزون بمصطلحات لا يفهمها المواطن البسيط فتحولت نعمة المؤهلات إلى نقمة وحاجز فأصبحوا محشورين ومتقوقعين في بيئة من شاكلتهم وأصبحت تجاربهم المعاشة فاقدة للإحساس بالأخر . ولذلك يجب على من يرغب في الوصول إلى قلوب وعقول الناس من السياسيين ممن يتولى مركزا قياديا أن يستفيد من بساطة الإنسان اليمني الأصيل ممثلاً بالقائد الوحدوي الحكيم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والعودة إلى خطاباته التي تتميز بسلاسة وانسياب طبيعي وسرعة الوصول معتمدة على الصدق والوفاء بالوعد ولذلك نجد المواطن البسيط مشدوداً ومعتزاً بما يسمعه ومستشهداً بكثير من خطب رئيس الجمهورية في مناسباتهم الخاصة أو العامة. وصدقوني يزداد حبنا وإعجابنا بالقائد الحكيم يوما بعد يوم ويعتقد كثير من مرضى القلوب والمهووسين بالتشكيك أن مثل هذه الآراء مدفوعة الثمن وأتحدث عن نفسي شخصيا وبكل فخر أن ما أكتبه وبحمد الله هو عن قناعة وحب سواء اطلع على هذا المقال فخامة الأخ الرئيس أم لا لأنني أؤمن أن هناك أمانة على عاتقي وأن اعبر عن مشاعري ومدى اعتزازي بشخص فخامة الأخ الرئيس وبالصفات القيادية والإنسانية على حد سواء مذكراً القارئ أنني قد كتبت مقالا سابقا وعن قناعة أيضاً في هذا الموقع موضوعا بعنوان (عذراً فخامة الرئيس ...لم نعرف قدرك). وعودة إلى خطاب فخامة الأخ الرئيس فقد عايشت جزءا من ذلك التاريخ وقرأت وتابعت جزءا منه فعلى سبيل المثال تلك الأحداث الدامية التي جرت في المناطق الوسطى وما خلفته من دمار وقتل ودماء وتشريد بأيدي المنتسبين للجبهة الوطنية كما إنني قد عايشت حرب الانفصال في العام 1994 ومدى الغرور والصلف منذ بدء الاعتكاف الأول والحنق مرورا بمبادرة الثلاث نقاط وتمددها لتصبح 18 نقطة التي هي مطالب الناكصين بعهود الوحدة والمرتمين في أحضان أعداء اليمن وصولاً إلى اتفاقية العهد والاتفاق ومع اتفاق كل الفر قاء السياسيين وعلمهم بمدى ما كانت تحويه تلك الوثيقة من مطالب تعجيزية ولم تكن سوى وثيقة الابتزاز والانفصال فلم تمر لحظات يجف فيها حبر التوقيع وإذ بخرق الاتفاق يأتي بالاعتداء على نقاط معسكر العمالقة . تلي ذلك زيارة قادة الانفصال إلى دول الجوار والتزود بالمال والسلاح لإعلان الانفصال بدءا من أحداث 27 ابريل1994 في عمران مرورا بالانفجار الشامل في 5/5/ 1994م وإعلان الانفصال في 21 /5 /1994م ولم ننسى صواريخ سكود التي أرسلت إلى العاصمة من قبل عصابة الردة والانفصال وكل تلك الأحداث والمؤامرات قوبلت بإعلان العفو العام عمن حمل السلاح وبالتفاف الشعب حول القائد الحكيم في صف الوطن. تلك الشفافية والمصارحة كشفت عن وقائع وحقائق كثيرة من الأحداث المريرة التي ينبغي الاتعاظ من فصولها وحلقاتها وما شهدته من المآسي والكوارث أكان ذلك على مستوى كل شطر أو على نطاق الصراع بين الشطرين وتلك الأحداث لم تكن اليمن لتتمكن من تجاوزها أو إيقاف شلالاتها النازفة بالدماء والأشلاء والأرواح في ظل حالة العزلة القائمة آنذاك، وكيف كانت حياة اليمنيين الذين كانوا يهربون من ذلك الواقع الصعب والمؤلم إلى المصادمات ودورات العنف التي كانت أشدها ضراوة ودموية المذبحة المأساوية التي جرت يوم 13 يناير عام 1986م، والتي اتجه فيها «الرفاق» إلى تصفية بعضهم البعض بشكل بشع وغير مسبوق. من هنا نستطيع القول إن الأخ الرئيس قد أعطى الضوء الأخضر للمؤرخين ومناضلي الثورة اليمنية أن يتحدثوا بكل أمانة عن التاريخ اليمني وبكل صدق وحياد، واعتبار خطاب الأخ الرئيس وثيقة من وثائق الندوة وشهادة على العصر من الرجل الأول في الدولة وبرغم المرور السريع على الأحداث إلا أن المحاضرة كشفت أحداثا لا يستطيع أحد إنكارها وأسقطت الكثير من الأقنعة.. ووضحت الكثير من الحقائق وعلى القوى الوطنية ومن لا يزال مغررا بهم الالتفات إلى صوت العقل وتغليب المنطق وتطبيق نداء التسامح والتصالح والذي دائما ما ينادي به فخامة الأخ الرئيس حرصاً على اليمن، يمن الإيمان والحكمة.[c1] أستاذ البيلوجيا الجزيئية المساعد بكلية الطب جامعة صنعاء[email protected] [/c]
|
تقارير
عرفناك قائداً صادقاً وحكيماً
أخبار متعلقة