أضواء
آخر اختراعات الزواج، بعد “المسيار” و”المسفار”، زواج “الوناسة”.فبحسب ما نشرته إحدى الصحف على لسان مأذون شرعي سعودي فإن زواج “الوناسة” تتلخص فكرته في ارتباط رجل كبير السن بامرأة في كامل صحتها ونشاطها لتعتني به، متنازلة عن حقها في المعاشرة الزوجية، مع تمتعها بكامل حقوقها الأخرى مثل المهر والإنفاق والسكن وحسن المعاملة..وفي تقديري هي خادمة بمسمى زوجة، ولنا جميعا أن نتصور حجم الحاجة التي تدفع بامرأة في كامل صحتها ونشاطها لتعتني بمسن. ولست أدري أية “وناسة” في مثل ذلك الزواج بالنسبة للمرأة إلا أن تكون “وناسة” من جانب واحد، يحظى بها الرجل المقتدر ماليا على حساب الزوجة التي تدفعها الحاجة لقبول هذا الزواج الكابوس..ويقولون بعد ذلك إن نسبة الطلاق مرتفعة، وإن الحياة الزوجية في خطر، وإن ثمة تفككا أسريا، فهل نتوقع أن ينتج لنا زواج “المسيار” و”المسفار” و”الوناسة” أسرة مستقرة، يسودها التراحم والمودة؟كل أنواع الزواج هذه التي اخترعها “سي السيد” لتحقيق “وناسته” تعكس نظرة غير منصفة للمرأة، واستغلالا لحاجتها وضعفها، ولا شيء يمكن أن يشجع المرأة على رفض هذه الممارسات سوى استقلالها الاقتصادي، الذي يوفره العمل بالنسبة لها، فعمل المرأة سوف يسهم كثيرا في تحريرها من ضغط الحاجة، وبالتالي عدم قبول ما لا ينبغي القبول به، وإلا فما معنى أن تقبل المرأة زواجا تتنازل فيه عن حقها في المعاشرة الزوجية؟!بعض الكبار في السن يأكلون بعقولهم “حلاوة”، وهم يظنون أن كل ما تحتاجه المرأة من الزواج بهم سكن مريح، وغذاء نظيف، و”ظل راجل ولا ظل حيط”، فالمرأة السوية قد تفضل ظل الـ”حيط” من الاقتران برجل لا “يهش” ولا “ينش”..كم تمنيت من ذلك المأذون الصديق عدم الترويج لهذه الأنواع من الزواج خاصة زواج “الوناسة”، الذي يفتح شهية شبه الموتى لمعاودة “الفر” بعد زمن “الكر”، فتصبح الحياة الزوجية مجرد ملحق من ملاحق أقسام الطوارئ والعناية المركزة..في الفحص الطبي قبل الزواج يبحثون أمراض الدم والإيدز والكبد، وينسون فحوصات أخرى تتصل بالقدرة، وهي مطلوبة لكي لا نغرق في “الوناسة”.. وحسبنا الله. [c1]عن / صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية[/c]