مع الأحداث
تعاني بلادنا جملة من القضايا البيئية شأنها في ذلك شأن كثير من دول العالم وتتمثل في نقص المياه الجوفية.فان مواردنا المائية وما ينتاب مخزونها المائي من نقص مستمر تشكل واحدة من أهم المشكلات البيئية التي تعاني منها بلادنا وتواجه ندرة في المياه الجوفية وأن عدداً من الأحواض الجوفية كما يعتقد المتخصصون في هذا المجال تعاني من هبوط مستمر ونقص في المخزون المائي ويتهددها الجفاف بسبب الاستنزاف الجائر لمياهها الجوفية.إن هذه المشكلة التي لا تعد حكراً على بلد بعينه من البلدان الفقيرة خصوصاً وهي محط معاناة أكبر الدول وأكثرها سكاناً، الهند والصين وغيرها رغم موفور المياه لديها فما بالنا بمثل حال بلادنا التي هي من أفقر بلدان العالم في مخزون المياه.عموماً ما نعانيه على هذا الصعيد يكون كارثياً إذا ما ظلت الأمور عند حدود الوضع الراهن المقتصر على ما هنالك من دراسات وندوات تشخص المشكلة ولأتقدم حلاً ًلها. فالوضع هنا لا يتعلق بأمر ثانوي في أمور الحياة بقدر ما هو عصب الحياة وعنصرها الذي لا يمكن العيش بدونه.فإذا كان الحديث يجري عن نقص حاد في المياه المستخدمة عند الإنسان في سد احتياجاته الشخصية فكيف والحال حين نفكر في تطوير المشاريع السكنية والمشاريع الزراعية وتحسين المنتجات وزيادتها حتى تلبي الاحتياجات.على كل حال هي سلسلة حياتية مترابطة عنصرها الماء مصدر الحياة ومعينها.فما يجري هو عدم الاخذ بجدية المشكلة التي هي في الأصل قائمة حتى أن الحديث المستمر عن استنزاف مخزون المياه في أكثر من منطقة يمنية بصورة عبثية لا يكون الامن باب اللغو. إذ لم يقترن الأمر بمعالجات جدية خصوصاً ما يتعلق بوقف الحفر العشوائي للابار عند السكان والري العشوائي وغيرها من عوامل الإهدار التي لا شك أنها تسرع في إنحدار ما هو متاح من مخزون مائي لدينا إلى مستويات مخيفة للغاية.وخصوصاً والظاهرة متلازمة بندرة سقوط الأمطار وتغيرات مناخية لاتبشر الابما هو أشد خطورة على البيئية من كافة الاتجاهات. فمن العبث أن نطيل الوثوق بحدود دراسات نظرية لا تنسجم خصوصاً أن مثل هذه الدراسات لا تعد مرجعية عمل للدائرة المعنية في المحافظة على ما هو متاح من مخزون مائي والتفكير العملي بالبحث عن المصادر الجديدة التي تمكن من تجاوز حدة المعضلة المائية.إذ إن ما يشهده واقعنا من تبدلات مناخية وزيادة غير معهودة في عدد السكان وتحديداً سكان المدن الحضرية يفرض التفكير بجدية ومسؤولية بالأمر حتى لا نجد أنفسنا في أتون وضع يجعل من غير الممكن تجاوزه الابمقدرات مالية هائلة في بلد هو في أمس الحاجة لتنمية موارده وردم الهوة القائمة في أو ضاعة المعيشية اما أن تظهر بذور أزمات على ذلك المستوى من الحدة في أهم الحياة فذلك ما لاطاقة لنا به.