الحياة معركة
عبد الكريم قاسم صالح (فئة الإعاقة الحركية)كنت طالباً في الصف السادس ولم افهم أهمية التعليم وكنت أميل أكثر إلى اللعب والخروج من البيت مع الأصدقاء مهملاً واجبات المدرسة وبدأت مأساة حياتي حين كنت أتمشى في منطقة البستانين وأنا في ذلك العمر فانفجر لغم ولم أشعر بنفسي واستيقظت من الإغماء الذي انتابني والذين حولي يقولون : الحمد لله أنه قد قام وحين حاولت التحرك لم استطع ونظرت إلى أسفل جسمي وكانت الصاعقة الكبرى : لقد فقدت رجلي من منطقة الحوض وأصبحت معاقاً في يوم وليلة. في البداية أصبت باليأس والإحباط ولكني تقويت مع الأيام بإيماني بالله وقررت وتحدي الصعوبات وحين سمعت بهذا المركز التحقت به وكنت طالباً ثم أصبحت موظفاً متعاقداً اتلقي 17 ألف ريال. وهذا الكرسي أصبح رفيق دربي يساعدني في حياتي اليومية في التحرك بكل حرية.. اعمل في هذه الورشة وأتقن عملي بكل أمانة وضمير كما كنت من قبل العب كرة القدم مع فريق في المنصورة في حي بن سليمان وكونت رغم إعاقتي فريق كرة قدم والآن هذا الفريق يلعب البطولات على مستوى المنصورة ويفوز والحمد لله وأنا اعتز بفريقي ومهاراتهم وقدراتهم والاهم أنهم وثقوا بي وأنا أتبث جدارتي والإعاقة لا تشكل أي مشكلة في الخروج إلى المجتمع والمشاركة في انجازات المجتمع والذي نحن نشكل جزءاً منه هذا المجتمع. وفي الحقيقة الصعوبة الكبيرة كانت في نظرات الناس وهم ينظرون إلي وأنا في مقعدي المتحرك، في البداية تحسست من نظراتهم وتألمت كثيراً وكنت ارفض الخروج من البيت أو استقبال احد من اصدقائي فالشفقة أحيانا مضرة للإنسان. تم قررت أن أتعدى هذه المرحلة وأصبحت اخرج إلى أي مكان حتى الجبال أطلعها وهكذا أثبت للجميع أنه إذا أنت الذي تملك أرجلاً لا تستطيع انجاز شيء أنا سأنجزه، وهكذا ابتسمت لي الدنيا في التحاقي بهذا المركز والذي استطعت من خلاله أن أرى خطة جيدة استطيع من خلالها تعلم الكثير وتعرفت على عدد من الأصدقاء منهم معاقين وغير معاقين فانا لم أولد معاق ولكن الحادث حولني إلى معاق والحمد لله أنا ألان سعيد جدا لأني هنا تعرفت على إنسانة رائعة ليست معاقة بل تعرج عرجه بسيطة ولكنها قررت الالتحاق بهذا المركز وتعرفنا ببعضنا ثم طلبت يدها ووافقت على الزواج مني وكان الكل في حيرة وأخبرت والديها باني معاق وأريد الزواج منها وكان أكثر الأهل في العائلة رافضين ولكني قابلت الوالد وأقنعته باني قادر أن اسعد ابنته فوافق الأب أمام دهشة الجميع وتزوجنا والحمد لله على هدية القدر، وألان زوجتي تنتظر مولوداً. وطلبي الرئيس هو التوظيف أولا ثم أن أعالج فمازال في جسمي شظايا واشعر بآلام فظيعة واحتاج إلى عملية جراحية لأنعم بصحة جيدة وتنتهي معاناتي اليومية والليلية ولا اعتراض على حكمة ربنا.