الفقر بشقيه المادي والمعنوي، يكاد يكون جوهر مشكلة عالمنا اليوم، وقديماً قالوا لو كان الفقر عدواً لقتلته، وقد أزداد الفقر بين سكان المعمورة بسبب تحول الثروات العامة إلى ثروات خاصة لدى البعض، بحكم استعباد واستغلال الذين يملكون للذين لا يملكون، بصورة متزايدة البشاعة والجشع، سواء عن طريق زيادة الأسعار، وانعدام الضوابط الاقتصادية والقوانين العقابية على الممتهنين للتجارة، أو بسبب ضعف دخل ألأغلبيه السكانية، الذي يجري اقتصاص دمائهم وعرقهم بأبخس الأجور والمرتبات.وبين هذا وذاك تظهر ثقافة الغنى والفقر، كظاهرة ملازمة لا نعدام العدل والمساواة، في هذا المجتمع أو ذاك، وبين مختلف الفئات والطبقات داخل المجتمع الواحد، وعلى المستوى الآخر يأتي نمط الحياة، ومستوى المعيشة المتفاوت بين الناس، وطغيان النزعة الاستهلاكية العبثية لتكون مؤشراً على استيطان ثقافة الفقر، الذي يفرض على الناس التقشف، وأحياناً على عدم القدرة على تحديد الأولويات، وما هو أهم على ما هو مهم، وفي تحديد الحاجات الضرورية والمصالح المعقولة عند الناس.لا أحد يحب الفقر، ولا أحد يكره الغنى، وإنما هي الظروف التي أفرزت الناس بين غني وفقير، فمن منا لا يحلم أن يأتي إلى الدنيا، وتتوفر لديه وللآخرين ظروف صحية واحدة للجميع، ومن منا يأتي للدنيا دون اختياره ، ويرى آخرين يحصلون على التعليم ومواصلته ، ولا يريد هو أيضاً أن يكون كذلك ، او أن يأتي إلى الدنيا وليس أمامه غير أن يشقى ويتعب لمجرد الحفاظ على البقاء وليس الاستمتاع بكل معطيات الحياة الطبيعية والإبداعية ، وفي أن يشبع كل احتياجاته المادية والروحية بصورة سهلة مثله مثل الآخرين.لسنا ضد التملك الخاص ، شرط أن يكون للجميع وان تبقى الأرض والثروة ملكية اجتماعية عامة يتوارثها الجميع وتكون من أجل خير الجميع ، لتسود ثقافة الفن المادي والروحي عند الجميع ، ويعيش الجميع حياة سوية خالية من الصراعات والنزاعات والقتل والتدمير ويسود السلام الاجتماعي وبحيث تلبى كل احتياجات الناس بصورة عادلة ومتوازنة بحيث يتوفر السكن للجميع، ونعم الطرقات والمياه والمجاري والكهرباء والاتصالات كل أنحاء الأرض، وتصبح الصحة والتعليم للجميع.هكذا تتلاشى ثقافة الفقر بين الناس، وتحل محلها ثقافة الثراء والغناء ،و تتلاشى العطالة والبطالة، ويحل محله الإبداع في العمل والإنتاج ونرتقي ونتطور ونتقدم في نمط معيشتنا وحياتنا .
|
مقالات
ثقافة الفقر وعكسها
أخبار متعلقة