جانب من جماعة جهيمان بعد استسلامها .. ويشير السهم في أعلى يسار الصورة إلى مقبل الوادعي الأب والمرشد الروحي لشيوخ الجماعات والجمعيات والمراكز السلفية في اليمن
تلقت الصحيفة اتصالات تضامنية من جميع محافظات الجمهورية عبر من خلالها المئات من الذين اتصلوا بها عبر الهاتف والإنترنت والبريد الألكتروني عن استنكارهم للحملة التكفيرية الشرسة التي تتعرض لها صحيفة (14 أكتوبر) ورئيس تحريرها وكتابها من قبل بعض خطباء المساجد الجهيمانيين، برعاية ودعم وزارة الأوقاف.وفي بعض هذه الاتصالات طلب بعض القراء مزيداً من التوضيح للجيهمانية تعميماً للفائدة.وتعود صفة الجهيمانية إلى جهيمان العتيبي الذي أقتحم مع جماعة مسلحة متشددة الحرم المكي الشريف عام 1979م بحجة أن المملكة السعودية لا تطبق الشريعة الإسلامية، وأراقوا على جوانب الكعبة المشرفة دماء المصلين والمعتمرين الذين جاؤوا من شتى أنحاء الأرض ، قبل أن تطردهم قوات الأمن السعودية.. وكان من بين الذين اقتحموا الحرم المكي الشريف مقبل الوادعي الذي تعلم شيوخ الجمعيات والمراكز السلفية في اليمن على يديه، ولا يزالون يحملون رايته بعد رحيله تحت مسميات مختلفة.وكان جهيمان بن محمد بن سيف الحافي العتيبي المولود في16 سبتمبر 1936الموافق 1 رجب 1355 موظفا في الحرس الوطني السعودي لثمانية عشر عاماً. بعد ان درس الفلسفة الاسلامية في جامعة مكة المكرمة الإسلامية، وانتقل بعدها إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، حيث أصدر بعد تخرجه كتاب (الرسائل) على نفقة الجامعة ، وهو الكتاب الذي تبنت إحياءه الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والنصارى عام 1992 باسم (رسائل جهيمان) واصبح أحد المصادر الفكرية الأساسية لتنظيم (القاعدة ) وحركة (-طالبان).وفي المدينة المنورة، التقى جهيمان بداعية وهابي إسمه محمد بن عبد الله القحطاني، أحد تلامذة الشيخ عبد العزيز بن باز . وتأثر به كثيرا ثم وهبه أخته واصبحت تربطهما علاقة مصاهرة زادت من تأثره بأفكار صهره القحطاني الذي شاركه في حادث اقتحام الحرم المكي الشهير بالسلاح عام 1979م. وقد بدأت وقائع تلك الأحداث الدموية بعد صلاة الفجر في غرّة محرّم من العام 1400 هـ، الموافق 20 نوفمبر 1979 ، حيث دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء صلاة الفجر متظاهرين بحمل نعوش لأداء صلاة الجنازة بعد صلاة الفجر.وعندما انفضت صلاة الفجر، طلب جهيمان وصهره من المصلين في المسجد مبايعته أميرا للمؤمنين لإقامة الشريعة الاسلامية بعد خطبة اتهم فيها الحكومة السعودية بموالاة دار الكفر ونشر القيم العلمانية والكفرية وتشجيع النساء على العمل والتعليم وعدم التحرك لايقاف ظاهرة انتشار الاغاني والفرق الموسيقية التي يحرمها الاسلام بحسب قوله .، ثم أوصد أبواب المسجد الحرام، ووجد المصلّون أنفسهم محاصرين داخل المسجد الحرام. وروى بعض شهود العيان الذين نجوا من تلك الحادثة آنذاك ان جهيمان وجماعته كانوا قناصة ماهرين لدرجة إنهم قاموا باقتناص الجنود السعوديين الذين أنيطت بهم مهمة تحرير الحرم المكي من أعلى المنارة . وكانت أحياء مكة ترى الأدخنة من جهة الحرم بكل وضوح نتيجة لتبادل اطلاق النار داخل الحرم . وقد روى آخرون لوسائل الاعلام السعودية والعالمية حينها أنهم بقوا في حالة توتر شديدة في المسجد الحرام 3 أيام ، والتي من بعدها أخلى جهيمان سبيلهم لمرافقتهم النساء والأطفال ، فيما وقع عدد كبير من المصلين والقادمين للعمرة رهائن في أيدي جهيمان وجماعته المتطرفة في داخل الحرم المكي. ويذكر أن الجيش السعودي استخدم المياه والكهرباء لشل حركة جهيمان وجماعته المتطرفة ، واستطاعت بعدها القوات السعودية دخول الحرم المكي وتخليصه بعد ان سقط الكثير منهم ومن بينهم محمد القحطاني وكانت قوات الأمن الداخلي في السعودية حاولت تخليص الحرم المكي الشريف في بداية الحادث وفشلت في ذلك ، و سقط أكثر من 60 جندياً بعد ان فشلت عملية نوعية كان الهدف منها تسميم جهيمان بالغاز السام ، ما أدى الى تدخل قوات الحرس الوطني بالمدرعات والمدافع الرشاشة.ويذكر أيضاً أنه تم الأستعانة بالقوات الفرنسية بعد أن عجزت قوات الحرس الوطني عن التقدم، وتم قصف جماعة جهيمان المتحصنين في المآذن ، وبعد ذلك تم قصفهم في سطوح المسجد الحرام ليختبؤوا بعد ذلك في الدور الأرضي. وبعدها تم اقتحام المسجد الحرام ، بعد ان هربت جماعة جهيمان وتحصنت في بئر زمزم.وبعد ذلك تم تطويقهم واستسلامهم ، ثم جرت محاكمة سريعة لهم في محكمة مستعجلة قضت بقطع رؤوس 61 من أفراد الجماعة بينهم جهيمان العتيبي وسجن آخرين من ضمنهم مقبل الوادعي الذي تم الافراج عنه بعد عام من سجنه حيث توجه الى صعدة وفتح هناك معهد دماج السلفي الوهابي التكفيري الذي درس فيه وتخرج منه عدد كبير من السلفيين وعلى رأسهم شيوخ الجماعات والجمعيات والمراكز الدينية السلفية التي دار ـــ ولا يزال ـــ يدور حولها جدل كبير حتى الآن، بمن فيهم الكثير من اتباع تنظيم (القاعدة) والدعاة السلفيين المتشددين الذين قامت وزارة الاوقاف بتمكينهم من السيطرة على المئات من منابر المساجد على طول وعرض الجمهورية اليمنية لنشر أفكارهم الضالة التي تتعرض للحصار والمواجهة والملاحقة في المملكة العربية السعودية، خصوصا بعد تزايد أعمال الارهاب في المملكة الشقيقة خلال العقد الأول من الألفية الثالثة تحت تأثير انتشار الافكار السلفية المتطرفة.