أضواء
طالما أننا لا نملك القدرة على إزالة الأنا من نفوس الناس وإقناعهم بأن يكون هدفهم المصلحة العامة في كل ما يعملون، فإن علينا أن نحتاط بمنع فرص تحويل كل شأن عام إلى مصلحة خاصة، وذلك بعدم ترك الحبل على الغارب في تنفيذ القرارات لأشخاص أو لفئة مهنية، وعدم الاعتماد في تنفيذ ما يرسم من استراتيجيات على فرد أو فئة مهنية قد تتعارض مصالحها مع ما رسم ليخدم المصلحة العامة فلا تنفذه أو تؤجل تنفيذه.لقد أصبحنا بكل أسف في زمن زاد فيه استغلال الفرص وتوظيفها لمصالح شخصية، وشاع فيه طبع (حوش النار إلى القريص) فأصبح المثل الشعبي (كل يحوش النار لقريصه) ينطبق في صور عديدة ؛ حتى أصبح من ضروب التجارة على حساب مآسي الناس ومشاكلهم والأمثلة كثيرة. تجارة الأسهم قامت على أساس من هذا النوع حتى وصل الأمر إلى ترويج الهامور لأخبار صحفية وشائعات اجتماعية عن سهم شركة لأنه يملك جل أسهمها فإذا أراد الشراء روج الشائعات السلبية وإذا أراد البيع استخدم منصبه للترويج للسهم بكلمة أو تصريح (هذه صورة اكتشفها الناس بعد خراب بصره). عدم قيام المستشفيات الخاصة بواجبها بتقديم العلاج الاسعافي لجميع الحالات الطارئة حسب ما نص عليه نظام المؤسسات الصحية الخاصة في مادته السادسة عشرة أهمل تنفيذه أطباء إداريون لا يخدم تطبيقه مصالح المستشفيات الخاصة التي يملكونها أو يشتركون في ملكيتها، بل إن بعض التصريحات ألغت مفعول النظام وأوجدت الحجج للمستشفيات الخاصة بتعويم الموضوع في شكل إجراءات إضافية أعدها أطباء يعتمد مستقبلهم ومستقب أبنائهم على تجارة المستشفيات الخاصة فأصبح ضحايا الحوادث يموتون على بوابات المستشفيات الخاصة التي دعمتها الدولة ومنحتها القرض والأرفتنكرت وسُهل لها التنكر. عدم الجدية في محاربة ارتفاع الأسعار وترك التجار يستغلون كل تصريح وعبارة لرفع أسعار سلع غير ذات علاقة، بل استغلال حتى إعانات الدولة لبعض السلع وإبقاء الزيادة، ما هو إلا مردود لترك المتابعة للتي كانت هي الداء. ترك الحبل على الغارب من قبل وزارة التربية والتعليم للمدارس الخاصة بعدم توظيف السعوديات والسعوديين، أو توظيفهم بأجر زهيد واستغلال حاجتهم بشروط ظالمة وعقود منحازة، دون استخدام هذه الوزارة لصلاحياتها في فرض سعودة التعليم أو ضمان حقوق المعلمة والمعلم. لقد وصل شيوع ظاهرة (حوش النار للقريص) إلى حد جعل المواطن البسيط يدركه ويخشاه حتى أن أحد الظرفاء علق على عدم تحقق توقعات الأرصاد بسقوط الثلج في الرياض شتاء هذا العام، وهو ما راج كثيرا وخرج الشتاء دون أن يتحقق، علق بالقول: (قد تكون مجرد إشاعة من شخص اشترى له (تريلتين) حطب ويبي يبيع). أما أنا فأقول إنه بات من المهم جدا أن لا نترك أي إجراء أو تنفيذ قرار لشخص أو فئة مهنية أو مجموعة مستفيدة إذا أردنا أن نحوش النار لقريص المستهلك سواء كان مستهلكاً لعلاج أو دواء أو غذاء أو حتى حطب.!!* عن/ جريدة ( الرياض) السعودية