عمر السبعكانت الطبيعة قادرة على معالجة أسقامها البيئية عندما كانت الكوارث الطبيعية سبباً في الظواهر البيئية العارضة.. ولكن بعد الثورة الصناعية واستخدامات الوقود الأحفوري للطاقة وتدخل البشر زادت نسب الكربون وغازات الدفيئة في الطبيعة حداً جعل تدخل الإنسان أمراً طبيعياً لمعالجة هذا الخلل الضار بالكرة الأرضية والكائنات الحية التي تعيش فيها.لهذا هب العلماء يناشدون الدول الغنية الحد من استخدامات الطاقة التقليدية والارتكان إلى الطاقة الصديقة للبيئة كطاقة الرياح والطاقة الحيوية وتشجيع التكنولوجيا الجديدة مثل تجميع الكربون وتخزينه.إنّ عالم اليوم أشد حراً مما كان عليه العالم منذ ألفي سنة، وهناك إجماع عالمي واسع معزّز من بحوث علماء البيئة وعلماء المُناخ على أنّ نشاطات الإنسان مسؤولة بنسبة عالية عن هذا التغير المُناخي، إذ ترتفع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتمنع الإشعاعات المنبعثة من الأرض من الخروج إلى الفضاء الخارجي وينجم عنه ارتفاع حرارة الكرة الأرضية.. كما يؤكد علماء الطبيعة أنّ الدول الأكثر فقراً هي الدول الأكثر عرضةً لتغير المُناخ، فارتفاع حرارة الأرض يزيد من ذوبان الجليد في القطبين (المتجمد الشمالي والمتجمد الجنوبي) وتمدد المحيطات مما يفاقم من ارتفاع مستوى 10 - 20 سم وكذا 40 سم بحلول عام 2080م، وهذا يؤدي إلى تقلبات غير طبيعية في المُناخ وفيضانات يعقبها نوبات جفاف وانخفاض في الإنتاج الزراعي، كما يحدث غالباً في جنوب وجنوب غرب آسيا في كل من باكستان والهند وبنجلادش وتايلاند وفيتنام وسريلانكا واندونيسيا.إنّ تغير المُناخ قضية متعلقة بالبيئة والتنمية معاً، ويظل السؤال كيف يمكن خفض انبعاثات الكربون المضرة البيئة مع تلبية الطلب على الطاقة في دول نامية لا تفتأ تعتمد على الفحم والوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة؟!إنّ استثمار الطاقة النظيفة من أجل بلدان العالم النامي بات مطلباً ملحاً من قبل دول الشمال الغنية وأضحى البنك الدولي يموّل خفض انبعاثات الكربون بإنشاء صندوق الكربون النموذجي P C F وصندوق الكربون البيولوجي BIO CF الذي يقدم التمويل لمشروعات الحراجة واستخدام الآراضي إذ أثبت العلماء أنّ ما نسبته 20 % من غازات الدفيئة مرجعه سوء إدارة الآراضي لاسيما إزالة الغابات التي تهدد البيئة وتدمر الحياة البرية وتعمل على تآكل الثروة الطبيعية.إنّ البنك الدولي هو الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المُناخ (I P C C) والجهة العلمية الرئيسة المعنية بتغير المُناخ، ويؤدي دوراً نشطاً في أعمال إطار الأمم المتحدة المعني بتغير المُناخ (UNFCC)، ويعمل البنك الدولي على مساندة التنمية التكنولوجي في ظل إرشادات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المُناخ (UNFCCC) من خلال سياسة عامة سليمة وتنمية تكنولوجية نظيفة، واستثمار في مجال الطاقة البديلة في البلدان النامية.كما أنّ قمة الثمانية، الذي انعقد في 6 - 8 يونيو 2007م في ألمانيا الذي حضره ممثلو أكثر من مائتي دولة ناقشوا فيها قضية تغير المُناخ، بعد أن أوشك بروتوكول كيوتو على الانتهاء بحلول عام 2012م، فأبدوا قلقهم عما سيحدث عندما ينتهي مفعول الاتفاقية الذي يضع إطاراً لمعالجة قضية الانبعاثات الحرارية.. التي لم يوقع عليها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا... بل إنّ إدارة بوش أبدت عدم موافقتها على تحديد جدول زمني لخفض معدلات غازات الانبعاث الحراري في هذه القمة بل وعملت تعديلات كثيرة على البيان الختامي والأنكى من ذلك أنّها تدافع عن فكرة اتخاذ إجراءات طوعية لا توقيع اتفاقيات دولية ملزمة.فهل يعي الفقراء والدول النامية ما هم مقبلين عليه.. وهل تلوح في الأفق إجراءات من شأنها الحفاظ على البيئة وصحتها وتعزيز التنمية.
|
ابوواب
هل تحقق الاجراءات الطوعية تعديل المناخ ؟!
أخبار متعلقة