إصدارات
عمان / متابعات : صدر مؤخرا كتاب «أزمة نظام.. الرأسمالية والعولمة في مأزق» للدكتور عبدالحي زلوم، يستعرض فيه سلسلة من المقالات والأبحاث التي أعدها لتبيان أن الرأسمالية ومنذ نشأتها قبل 500 سنة عاشت على الأكاذيب والحروب والعبودية واستعباد الشعوب، تديرها فئة قليلة جدا من بارونات المال العالميين، حيث وظف هؤلاء في خدمتهم الإعلام على مدى القرون فملكوه وأداروه.ووفقا لصحيفة «الرأي» الأردنية يحاول المؤلف تفسير ما يجري من أحداث في منطقة الشرق الأوسط إلى عدة عوامل من أبرزها العولمة حيث يعرفها بأنها العملية التي تسعى لتحويل دول العالم إلى جمهوريات موز في خدمة الإمبراطورية الأمريكية، وذلك عن طريق المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة الحرة، والأمم المتحدة إن أمكن، وعن طريق القوة العسكرية عند اللزوم.وتطرق إلى مفهوم العولمة الاقتصادي مبينا أنها تطور حتمي لطبيعة النظام الرأسمالي الغربي الذي تطور من اقتصاد محلي الى اقتصاد إقليمي، فاقتصاد وطني، وأخيرا إلى اقتصاد العولمة هذه الأيام، ذلك لان عماد هذا النظام هو النمو الدائم وما يتبع ذلك من التوسع بسائر الوسائل، فعند استقلالها كانت الولايات المتحدة تتكون من 13 ولاية في القسم الشرقي من القارة الأمريكية الشمالية، إلا أنها ما لبثت بالتوسع بحروب إبادة على السكان الأصليين ممن أسموهم بالهنود الحمر، ثم بالحروب على الجوار حتى امتدت الولايات المتحدة لتشمل الأراضي الممتدة ما بين المحيطين الأطلسي والباسيفيكي. في الفصل الثاني يتطرق الباحث إلى الاقتصاد الرأسمالي الغربي الذي قام على مؤسسة العبودية، بالإضافة إلى استعراض أسباب الثورة الأمريكية ، والاضطراب الاقتصادي والسياسي في القرن التاسع عشر، وقوانين نظام الاحتياط الفدرالي والبورصات.يتناول الفصل الثالث دور الإمبراطورية الأميركية من كولومبس حتى الرئيس الأمريكي الحالي الجديد باراك اوباما، من خلال استعراض إجراءات روزفلت للخروج من الكساد الكبير في عهده وطباعة أمريكا لدولارات أكثر من تعهدها، وإلغاء التزاماتها في هذا الشأن، وسياسة إنتاج المستهلكين عبر ثقافة استهلاك جديدة.وفي الفصل الرابع يشير الباحث الى موضوع نذر العولمة بعد عشر سنين، مبينا أن موضوع ازدهار اقتصاد الكذب كان مؤشرا واضحا على تفشي العولمة، إضافة إلى أحداث سبتمبر وديون الإمبراطورية الأميركية.أما الفصل الخامس فخصص لموضوع احتلال العراق والسيطرة الأميركية على النفط، ويقول المؤلف إن حجم إنتاج دول الخليج من النفط لعام 2001 ، طبقا للتقارير، كان يمثل 29% من إجمالي الإنتاج العالمي، في حين أن التوقعات تشير إلى أن حصة دول الخليج سترتفع إلى 60% من الإنتاج العالمي بحلول عام 2025، مما يعني بأن الحياة الاقتصادية للولايات المتحدة ستعتمد وبشكل كبير على الشرق الأوسط، وكذلك الأمر بالنسبة لنجاح أجندتها الخاصة بالرأسمالية والعولمة والإمبراطورية، ولهذا لم تعد الهيمنة على المنطقة بالوكالة بواسطة الأصدقاء أو العملاء كافية بحد ذاتها، بل حان وقت الاحتلال المباشر، وقد وقع الاختيار على العراق لتوافر ظروف مواتية جعلت من هذا البلد الضحية الأولى والأسهل للمخطط الأمريكي الكبير.وفي الفصلين السادس والسابع أنهى زلوم بحثه بالقول إن الأمير كيين أصبحوا ضحايا نظامهم ، مستشهدا بحادثة بيرل هاربر التي تعد الوجه الآخر للحكاية الأمريكية الكاذبة، فيما أشار إلى دور أمريكا الآن في العالم ، مبينا أن بوش هرب من فقاعة إلى أخرى اكبر منها، ولعل قصة سيتي غروب هي القصة الأمريكية الدالة على هذا الهروب.