تنتاب المرء حيرة عندما يسمع فتاوى غريبة بعض الشئ في تحريم الفنون والأعياد غير الدينية ، لقد عشنا حيناً من الدهر توفرت له أفضل إمكانيات الاتصال ، وبرزت فنون وثقافات جديدة تواكب هذا العصر ولا تسسء للدين الإسلامي بشيء ، وتطور الفن وكذا الأغاني والأفلام الجيدة التي أصبحت تخاطب وجدان الإنسان ، وظهرت أعياد إنسانية تهتم بشؤون الإنسان ووجدانه .. مثل عيد الحب الذي يهتم بشؤون الأسرة والجمال الروحي للإنسان ، والحب موجود في الإنسان منذ أن خلقه الله وشمله برعايته وحفظه ، والحب هو حب الإنسان لأخيه الإنسان والاهتمام برعاية الأسرة ، والحب هو الفن والجمال والقيم الإنسانية ولا أريد أن أطيل هنا الحديث عن عيد الحب وتحريمه من قبل بعض حملة الأفكار المتشددة التي تحرم الغناء والموسيقى والمسرح والسينما وتحرم الفنون والثقافة بشكل عام.والغريب أن هذه الفئة ممن يدعون أنهم حريصون على الدين الإسلامي وهو بريء منهم يقفون صامتين أمام العصابات التي ترتدي القمصان البيضاء والذقون الطويلة ويمارسون المنكرات التي حرمها الدين الإسلامي مثل السحر والشعوذة ومطاردة النساء في شوارع تحت ما يسمى الجني العاشق وتقوم نساؤهم بمطاردة الشباب لما يسمى الجنية العاشقة ونشر الفساد في المجتمع ، إن هذه الأعمال تمثل الإثم والفساد والحرام بعينه وإن هؤلاء المتطرفين والمتشددين الذين يثرثرون في العالم الغيب والذين يسعون لعزل بلادنا عن الكون والتقدم التكنولوجي في العالم ، ليعيدوا للمجتمع الفساد من السحر والشعوذة والدجل والخرافات والأقوال الباطلة التي ليس لها علاقة بالدين الإسلامي الحنيف هي جريمة بحق الإسلام وأهله ، وان تأييد الحق الذي شرفه الله لا يتم ألا بالتفسير الصحيح لكتاب الله والسنة النبوية .. إن الإيمان بالغيب ليس ثغرة ينفذ منها أهل الخرافة وعشاق الأوهام كي ينفثوا سمومهم .. ويقومون بتحريم هذا وتحليل ذاك إن هؤلاء أناساً يكرهون المكتشفات العلمية الحديثة لكي تنتشر العصابات التي تقوم بعملية السرقة لمحلات بيع السيديات الخاصة بالأفلام السينمائية والموسيقى والغناء مطاردة النساء والشباب من أجل ابتزازهم مالياً والدخول بأعراض الناس ..مثل انتشار عصابات ممارسة السحر والشعوذة والاحتيال والنصب .. إن الفن والموسيقى والغناء والمسرح والسينما هي من الفنون الإنسانية التي تدعو إلى القيم والفكر الإنساني ، وما عيد الحب الا دعوة لتوطيد شمل الأسرة ورفع معنوية الإنسان واحترام الكبير ورحمة الصغير إن عيد الحب هو الكلام الجيد والطيب عن حقوق الإنسان وهو نوع من التربية الإنسانية للقيم والمبادئ التي دعا اليها الدين الإسلامي الحنيف ، وان الكلام عن حقوق الإنسان ليس بدعة كما يعتبرها هؤلاء المتطرفون الذين لا يقفون بالمرصاد أمام المنكر الذي حرمه الله ورسوله والدين الإسلامي في انتشار عصابات ممارسة السحر والشعوذة والدجل والسرقة والنصب والاحتيال . إن الأستفادة من التقدم العلمي والثقافي والفني للدول التي سبقتنا بالتطور التكنولوجي ليس عيباً ولا حراماً والاحتفالات بالأعياد الإنسانية ليس حرام .. إن قهر إنسانية الإنسان هو الحرام بعينه .* وهناك قول أعجبني ويشرح صدري حين أقرؤه ، سئل مارك توين: ما الحياة ؟ فقال : الحياة صورة إذا عرفنا كيف نرى الوجه الجميل فيها فقد عشنا، وإذا لم نره ، فخير لنا أن نبحث لأنفسنا عن حياة أخرى في كوكب آخر..
|
ثقافة
اقواس
أخبار متعلقة