للحفاظ على منسوب المياه :
نجيبة معمر الشميريإنّ الخزانات الجوفية هي مورد مشترك بين المنتفعين منها وأنّ الاستغلال لأمثل هذه الموارد المشتركة يتطلب وجود إدارة لتنظيم هذا الاستغلال وإلا فإنّ المنتفعين من الموارد سيتسابقون لاستغلاله بشكل يؤدي إلى الإضرار بالموارد حيث كل منتفع سيرى أنّ عليه استخراج أكبر كمية من المياه واستغلالها لصالحه قبل أن يستخرجها غيره، وأنّ هذا التنافس إذا لم توجد الإدارة المناسبة للموارد سيؤدي إلى هبوط منسوب المياه وارتفاع تكلفتي الحفر والضخ والأهم استنزاف الموارد ونضوبها المستمر.وإذا غابت الإدارة المناسبة للموارد قد يتجه بعض إلى استخدام المياه استخدام غير مرشد ولا يشجع على الاقتصاد في استخدامات المياه، لأنّه لن تكون هناك ضوابط على كميات المياه التي تضخ ولذا لن تلقى الطرق الحديثة في الري أية استجابة من قبل المزارعين أو التطبيق لعدم الحاجة إليها ولهذا نجد أنّ الإدارة السلمية للموارد المائية لها عدة فوائد منها :1 – حماية الموارد المائية.2 - تؤدي إلى رفع المردود من عملية الإنتاج الزراعي باختيار محاصيل اقتصادية للمياه واستخدام طرق الري الحديثة.ولذا أصبح من الضروري وجود جمعيات مياه تضمن للمنتفعين في كل حوض وتعني بشؤون المياه (مياه الري ومياه الشرب).ويستحسن أن تضمن هذه الجمعيات كل مالكي الآبار أو أي مصدر للمياه وتقوم بدور رقابي على مستوى الحوض المائي وتحدد للمنتفعين كميات المياه المسموح لهم باستغلالها حسب حالة الحوض المائي وعلى الدولة أو الجهة المختصة تشجيع تكوين مثل هذه الجمعيات وعملها من خلال :- تحديد كميات المياه المسموح بها وجعل الصلاحية بمراقبة ذلك لهذه الجمعيات ومراقبة الاستهلاك المائي نيابة عن هيئة الموارد المائية.- تدريب أفراد الجمعيات ومساعدتهم في وضع اللائحة المنظمة لعلاقتهم بالمنتفعين وعلاقتهم مع الجهات المختصة.- تحديد مهام هذه الجمعيات في توعية مجتمعاتهم الريفية وإرشادهم إلى الطرق الصحيحة للحفاظ على المياه إلى جانب ا لإشراف على عملية استغلال المياه في هذه المجتمعات الصغيرة.- ومن شروط الاستفادة من خدمات هذا المشروع (جماعات المياه) يطلب من المزارعين المشاركة والانضمام إلى مجموعة مستخدمي المياه التي ستكون همزة الوصل بين الوحدة الحقلية والمزارعين حيث لن يتم التعامل مع المزارعين خارج هذه المجموعات أو الجمعيات.-وهذه الجمعيات شكلها مشروع تطوير الري في وادي تبن بعدد (16) جمعية كما شكل أيضاً (230) مجموعة لمستخدمي المياه وهي موجودة في إطار الجمعيات.ويتمركز دور جمعيات مستخدمي المياه في الحفاظ على المياه الجوفية على :(1) مشاركة الجهات ذات العَلاقة في إدارة وحماية المياه الجوفية.(2) مساعدة ومشاركة الوحدة الحقلية لمشروع الحفاظ على المياه الجوفية.(3) حماية مصالح الأعضاء بما يتعلق بتحمل مسؤولية ترشيد استخدام المياه وتوفيره للمستقبل.(4) رفع كفاءة المحاصيل بإدخال أنظمة ري حديثة.(5) التواصل مع المزارعين في إطار مناطقهم والجهات المعنية بنشاطهما في مجالات الزراعة والمياه.ولهذه الجمعيات الحق في معرفة ما تمّ تنفيذه من أنشطة في مناطقهم خصوصاً بما يتعلق بحفر الآبار وتعميقها وأخذ تصاريح وتعميم تقنيات الري الحديثة.قال تعالى : "وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا".