تتعرض كثير من الدول للجفاف بسبب عدم سقوط الأمطار لزمن طويل أو سقوطها بشكل متقطع وبنسب قليلة، ولهذا تتعرض كثير من الخزانات الجوفية للاستنزاف لعدم وصول التغذية عليها التي تحصل عليها من الأمطار أو السيول الناتجة من الأمطار الغزيرة، حيث أنّ كميات من مياه الأمطار الساقطة على الأرض تتسرب خلال حبيبات التربة إلى الخزانات الجوفية وتغذيها.وعند استنزاف هذه الخزانات الجوفية يقل مستوى الماء في الآبار الموجودة في حرم هذا الحوض المائي (الخزان الجوفي) وبالتالي تقل كميات المياه المستخرجة لأغراض الري وبذا تتعرض كثير من النباتات للجفاف بعد أن تتعرض التربة أيضاً للجفاف وتموت النباتات أو يقل إنتاجها الزراعي.وبعد دراسات عديدة وما زالت مستمرة قد تلجأ بعض الدول التي تملك الإمكانيات المختلفة إلى طريقة جديدة تسمى (الاستمطار الصناعي).وطريقة الاستمطار الصناعي تتم بحقن جسيمات مسترطبة (ممتصة للرطوبة) مثل : (يوديد الفضة ويوديد الصوديوم) في السحب في مواقع ملائمة.وتقتضي هذه العملية وجود سحب ممتدة طولياً بسبب حركة الهواء المرتفع إلى أعلى مع محتوى رطوبي عالٍ.والجدير بالذكر أنّه حتى بالنسبة للحالات التي تؤدي فيها عملية الاستمطار الصناعي إلى هطول كمية من الأمطار لا يزال هناك جدلاً قائماً فيما إذا كانت هذه العملية قد أدت إلى إنتاج أمطار إضافية فيه أو أنّها عملت فقط على إعادة توزيعها.إنّ الهطول الإضافي قد يؤدي حتماً إلى زيادة تغذية الخزانات الجوفية مما يقلل من كمية الاستنزاف التي تتعرض له وهنا تظهر فائدة طريقة الاستمطار الصناعي.لقد أصبح من الضروري إجراء المزيد من الدراسات والبحوث والتجارِب العلمية قبل التطبيق العملي لطريقة الاستمطار الصناعي بشكل واسع.وقد تصبح مستقبلاً طريقة الاستمطار الصناعي من ضمن الحلول المستخدمة لمشكلة شح المياه في كثيرٍ من الدول التي تتعرض خزاناتها الجوفية للاستنزاف والتي في طريقها إلى الجفاف الذي بدأ يستشري وبشكل كبير في دولٍ كثيرة.نحن بحاجةٍ إلى مثل هذه البحوث العلمية والدراسات لنتجنب هذا الشبح المخيف الذي أصبح يهدد حياتنا وهو (الجفاف) وحتى تستمر حياتنا لابد من التفكير والابتكار لطرق جديدة وبشكل دائم.[c1]مهندسة / نجيبة معمر الشميريمديرة التوعية المائية - عدن[/c]