حدث وحديث
كانت قمة العرب الاقتصادية في الكويت قمة المصالحة العربية كما سماها البعض، وهذا ما كنا نرجوه ، ونتمناه من وقت طويل نحن الفلسطينيين ، لأننا ندرك بأننا جزء من هذه الأمة العربية ، وبأن أهدافنا الوطنية مرهون تحقيقها بوحدة هذه الأمة ، وبأننا شئنا أم أبينا نتأثر بما تتأثر به هذه الأمة ، وما يصيبنا يصيبها ، وما يصيبها يصيبنا ، ونعرف أكثر من هذا أن فرقة العرب هي فرقة الفلسطينيين وهذا ماهو قائم اليوم. لذلك نحن أول من دخلت الفرحة لقلوبهم عندما صفيت قلوب ملوك ورؤساء وأمراء العرب، وننتظر أن تدخل الفرحة إلى قلوبنا يوم تنتهي الخلافات الفلسطينية الفلسطينية وإلى الأبد، ويتوحد الصف الفلسطيني المقاوم. توقفت المجازر في غزة، وتوقف العدوان الصهيوني ولو مؤقتاً على شعبنا في غزة، وبقيت غزة جريحة تنتظر من يداويها من العرب ، انتظرت القمة طويلاً ، ولكنها تأخرت ، ومع أنها جاءت متأخرة فهذا أفضل من ألا تأتي ، ومما لاشك فيه رغم إنها قمة اقتصادية، أنها أعطت أهمية خاصة لما جرى في غزة ، ويكفي أن العرب قد تصالحوا من اجل غزة ، ولم يبخلوا في تقديم الدعم المالي ولم يتوانوا عن إدانة العدوان والمطالبة بوقفه وسحب جيش الاحتلال من غزة، ولم ينسوا أن يحملوا المسؤولية القانونية للعدوان للكيان الصهيوني ، كما أنهم لمحوا بأن مبادرة السلام لن تبقى على الطاولة حسب تعبيرهم إذا استمر العدوان. كل هذا جيد، ولا أحد منا ينتظر أكثر مما توصلت له هذه القمة، وأنا أعرف أن طموحات جماهيرنا العربية والفلسطينية التي خرجت للشوارع منددة بالعدوان هي أكثر من ذلك ومطالب طموحة وهذا حق للجماهير، ولكن بطبيعة الحال الجماهير شيء ، والأنظمة شيء أخر، ففي نهاية المطاف الأنظمة هي التي تحكم ، ونحن من أعطاها الشرعية وعلينا أن نقبل بحكمها، ولكن سؤالي هنا : ماذا بعد؟ ماذا لو تكرر العدوان الإسرائيلي ؟ وهل العدوان فقط أن يستخدم الصهاينة السلاح؟ الاعتداء على القدس وتهويدها هل نحسبه اعتداء أم لا ؟ بناء المستوطنات هل هو اعتداء أم لا ؟ الجدار العنصري والاستمرار في بنائه اعتداء أم لا ؟ الاستمرار في إغلاق المعابر والحصار اعتداء أم لا ؟ كيف سيتعامل العرب مع هذه المسائل ، وكيف سيتقبلون الرد الوطني الفلسطيني المقاوم؟ مع حبنا وتقديرنا وشكرنا للجميع إلا أن الشعب الفلسطيني يحتاج أكثر مما قدم له في القمة وعلى كل المستويات.