الشرطة سمحت لنحو 4000 محتج بالتقدم صوب مقر الحكومة
بشكك/ وكالات:أقال رئيس قرغيزستان كرمان بك باقييف وزير داخليته أمس الاثنين في محاولة لاسترضاء المحتجين الذين احتشدوا أمام مقر حكومته مواجها أعنف أزمة خلال 16 شهرا قضاها في الرئاسة.وشاب حكم باقييف صراع طويل على السلطة مع معارضيه. وتصاعدت المواجهة أمس الاثنين عندما تراجعت الشرطة للسماح لنحو 4000 محتج بالتقدم صوب البيت الابيض الذي يضم مكاتب الحكومة.ويحمل الاحتشاد خارج البيت الابيض دلالة كبيرة لان محتجين اقتحموا المبنى في مارس من العام الماضي ما اضطر الرئيس السابق للهرب الى الخارج. ويرى بعض المراقبين أن باقييف يواجه الآن نفس المصير.وقال قاني بك إيمان علييف النائب المعارض في البرلمان "لن يكون هناك استقرار في بلدنا الى أن يستقيل" مشيرا الى باقييف.وأضاف "لن نقتحم (البيت الابيض). نريد تسليما سلميا للسلطة في اطار الدستور. نحن نبقي الوضع هنا تحت السيطرة لكن اذا نفد صبر الناس فان أي شيء يمكن أن يحدث."ولم يلق باقييف بأي تصريح علني على الاحداث منذ أيام ولم يظهر بالبرلمان كما كان متوقعا أمس الاثنين وبدا أنه يسعى لكسب الوقت من وراء اقالة وزير الداخلية واستبداله بمرشح تؤيده المعارضة.وظهر وزير الداخلية الجديد عمر بك سوفان علييف وسط المحتجين واعتلى شاحنة للمعارضة عليها مكبر للصوت لمخاطبتهم.وقال "أود أن أؤكد لكم بالنيابة عن شرطة قرغيزستان أن الشرطة لن تطلق النار على شعبها. نحن مع الشعب."وقال رئيس الوزراء فليكس كولوف للصحفيين في حفل استقبال حكومي انه يتوقع انحسار الاحتجاج. وأضاف "انه ينحسر. أعتقد أن هناك عددا أقل من الناس. كل شيء سيكون على ما يرام." وفي وقت سابق أمس الاثنين تراجع صف من قوات الامن كان يحول بين المحتجين والسياج المعدني المحيط بالبيت الابيض. وتقدم الحشد صوب السياج وهزه البعض لكن أحدا لم يقفز من عليه الى الداخل.وتشغل قرغيزستان موقعا استراتيجيا مهما في اسيا الوسطى وهي تستضيف قواعد جوية عسكرية روسية وامريكية.وفي مارس عام 2005 فر رئيسها السابق عسكر اقاييف من البلاد بعد أن أمضى في السلطة سنوات طويلة وذلك عندما اجتاح حشد البيت الابيض وانهار حكمه.وبعد بضعة أشهر انتخب باقييف الذي كان أحد زعماء المعارضة رئيسا للبلاد وتعهد باجراء اصلاحات وتعديلات للدستور تضمن مشاركة البرلمان في السلطة بصورة أكبر.لكن البلاد شهدت العديد من الاحتجاجات وأحداث الشغب وجرائم القتل. ويقول معارضوه انه أخفق في تحقيق وعوده وان حكمه أصبح يشوبه الفساد والمحسوبية والعجز عن حل مشاكل البلاد.وانطلقت شرارة أحدث سلسلة من الاحتجاجات وسط الجدل الدائر حول التعديلات الدستورية التي طال انتظارها والتي تطالب بها المعارضة للحد من سلطات باقييف وتعزيز سلطات البرلمان.وأرسل باقييف مقترحاته الخاصة بالتعديلات الدستورية الى البرلمان يوم الاثنين لكنها بدلا من أن تهديء حدة التوتر زادتها تأججا.وغضبت المعارضة لان باقييف لم يحضر الى البرلمان ليقدم المقترحات بنفسه.وبعد أن انحسرت الاحتجاجات التي انطلقت الاسبوع الماضي اكتسبت قوة جديدة أمس الاثنين وانتقلت من مبنى البرلمان الى البيت الابيض حيث تضاعفت أعداد المحتجين.وعلى النقيض من الاحداث التي أطاحت بأقاييف العام الماضي كان احتجاج المعارضة منظما وذا طبيعة مسالمة.وانطلقت هتافات قوية عندما اعتلى ضابط بالشرطة شاحنة مكبر الصوت وأعلن أنه لن يقبل بعد الان تلقي "أوامر اجرامية" واستبدل "كاب" الشرطة بالقبعة البيضاء التقليدية في قرغيزستان. وبدأت المعارضة تظاهراتها في الشوارع الخميس الماضي وهددت بالسعي إلى شل البرلمان إذا لم يمنحه باكييف قدرا أكبر من المشاركة في السلطة، كما اتهمته بالسعي لحله. وتقول المعارضة إن ما بين 30 و75 نائبا بالبرلمان إما في جانبها أو متعاطفون معها، وهو ما يكفي لعدم اكتمال النصاب القانوني في حالة عدم حضورهم أو لمنع أي خطوة تشريعية. غير أن النيابة العامة اعتبرت مطالب المعارضة باستقالة الرئيس واحتجاجاتها غير دستورية حسب القوانين القرغيزية. وتواجه قرغيزستان صعوبة في تحقيق الاستقرار منذ "ثورة" مارس 2005 التي طردت الرئيس عسكر أكاييف وحملت باكييف إلى السلطة متعهدا بإجراء إصلاحات. وتهدد الاحتجاجات بأزمة جديدة في البلاد.