لدى افتتاح مؤتمر رابطة مجالس الشيوخ والشورى في الدول العربية والإفريقية:
[c1]عبدالغني يؤكد حرص الرابطة على تعزيز التواصل العربي الإفريقي لخدمة المصالح المشتركة[/c] صنعاء/ سبأ:أكد الأخ عبد ربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية أن اليمن يهتم بالدور الذي تؤديه رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة من أجل بناء علاقات عربية افريقية جيدة، موضحا أن المرحلة المقبلة ستشهد إجراء تعديل دستوري، يجري التحضير له حالياً، لتوسيع صلاحيات مجلس الشورى خصوصاً في جانب التشريع، بما ينظم العلاقة بين مجلسي النواب والشورى على أساس نظام الغرفتين. جاء ذلك في كلمة ألقاها نائب الرئيس لدى افتتاح المؤتمر الثاني لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي والذي بدأ أمس بصنعاء وينظم من قبل مجلس الشورى بالتعاون مع الأمانة العامة للرابطة بحضور رؤساء ونواب رؤساء وأعضاء المجالس الأعضاء في الرابطة.وقال الأخ نائب رئيس الجمهورية:"أن ما تقوم به الرابطة، هو ما نحتاج إليه في هذا المنعطف الهام من تاريخ المنطقة، فنحن بحاجة إلى مزيد من التعاون والتنسيق، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون المثمر فيما بين شعوبنا العربية والإفريقية"مضيفا:" نحن بحاجة إليها جميعاً لتنمية مصالحنا المشتركة، السياسية والاقتصادية، وقد شجعنا قيام هذه الرابطة، وحريصون على نجاحها وعلى أن تمضي في طريقها لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها".و عبر عن السعادة بما تحقق من أهداف الرابطة، مؤكداً أن كثيراً من هذه الأهداف تحقق في البلدان الأعضاء وأصبحت تمثل قواسم مشتركة فيما بينها، فدولنا تؤمن بالحرية والديمقراطية وتخوض انتخابات دورية، تعيش وتطبق قيم العصر".ونوه نائب رئيس الجمهورية بالاستحقاقات الديمقراطية التي شهدها اليمن خلال الفترة الماضية وفي مقدمتها الانتخابات الرئاسية والمحلية، وقال: "لقد شهد اليمن خلال العام الماضي انتخابات رئاسية ومحلية تم إجراؤها في مناخات تنافسية حرة ونزيهة شهد لها الجميع داخليا وخارجيا و جسدت حقيقة الحراك الديمقراطي والتعددية التي تعيشها اليمن".وأضاف: "أن الديمقراطية التي آمن والتزم بها اليمن تمثل نهجا ثابتا في حياة مجتمعنا منذ وقت مبكر لم تفرض علينا من أحد بل جاءت وفقاً لقناعة راسخة لأنها السبيل الأمثل لتحقيق كافة الأهداف والغايات الوطنية المنشودة للبناء وصنع التقدم للوطن، مؤكداً العزم على مواصلة السير على درب تعزيز وتطوير تجربتنا الديمقراطية القائمة على التعددية السياسية والحزبية والمشاركة الشعبية الواسعة وحرية الرأي والصحافة ومشاركة المرأة".وأشار الأخ النائب إلى إن هناك تكامل يمكن أن ينشأ على المستويين السياسي والاقتصادي، بين الدول العربية والإفريقية في ظل ما تزخر به المنطقتان من تنوع في الثروات الطبيعية، وحيث يمكن للتعاون الذي تسعى الرابطة من أجل تحقيقه،أن يساهم في بناء اقتصاديات متكاملة وأكثر قوة في المنطقتين العربية والإفريقية.وعبر نائب رئيس الجمهورية عن تقديم الدعم للرابطة لتنفيذ البرنامج الجديد الذي يتضمن الكثير من القضايا المهمة وخصوصاً ما يتعلق بتفعيل التعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية والعربية من خلال القطاع الخاص"، مشيرا إلى إن عزم الرابطة على تشكيل لجنة للسلام والأمن تمثل مبادرة سيكون لها أثرها في التقليل من وطأة المشاكل التي تعاني منها المنطقتان، وكذا في تعزيز المبادرات الإقليمية والدولية التي تصب في نفس الاتجاه.وأكد نائب الرئيس أنه لا حل للصراعات والمشاكل التي تشهدها المنطقتين العربية والإفريقية إلا بالتطبيق الصارم لمقررات الشرعية الدولية، وبإنهاء سياسة الكيل بمكيالين.. مبينا انه لا حل إلا بإنهاء الاحتلال في فلسطين والعراق وفي هضبة الجولان السورية، ومزارع شبعا اللبنانية.وقال " لا حل لتلك المشاكل والمنازعات والصراعات، في المنطقة إلا من خلال تعاون إقليمي حقيقي يعتمد الحوار سبيلاً وحيداً لإنهاء المواجهات والمشاكل التي تستنزف الثروات وتعيق تنفيذ خطط التنمية". منوها بالاتفاق الذي وقع بين كل من السودان وتشاد برعاية المملكة العربية السعودية الشقيقة، مشيدا بالجهود الخيرة لخادم الحرمين الشريفين من أجل إنهاء المواجهة بين البلدين الشقيقين.واعتبر الأخ النائب ما تحقق على هذا الصعيد إثبات أن الحوار هو أفضل طريقة لحل المشاكل والنزاعات ، داعياً الرابطة لكي تعمل في هذا الاتجاه.من جانبه ألقى عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى، رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، كلمة رحب في مستهلها بالأخ نائب رئيس الجمهورية، ومعبراً عن شكره له ممثلاً عن فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية راعي المؤتمر.وقال إن رعاية فخامته الكريمة لهذا المؤتمر تعبر عن مقدار الاهتمام الذي يوليه شخصياً، للرابطة والتي تحتضن صنعاء أمانتها العامة.وأضاف الأخ عبد الغني : "إن هذا الاهتمام ينسجم بشكل تام ، مع النهج الذي يسير عليه اليمن، تحت قيادته الحكيمة، نهج الحرية والديمقراطية والتعددية، المعبر عن قيم العصر، والتضامن لكافة الحقوق والحريات، والقائم على مبدأ الفصل بين السلطات، وعلى مبدأ التفويض الشعبي لسلطات ومؤسسات الدولة عبر الانتخابات الحرة والمباشرة.وأشار رئيس مجلس الشورى رئيس إلى أن المؤتمر ينعقد بعد مرور ثمانية أشهر على الانتخابات الرئاسية والمحلية، والتي أنجز من خلالها اليمنيون أهم استحقاقاتهم الديمقراطية، وبنجاح منقطع النظير، وقال : " إن مناخاً من الحرية والمنافسة المتكافئة والاستقرار الذي ينعم به اليمن،هو الذي ضمن هذا المستوى من النجاح لدورة الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة، وهو الذي كفل ويكفل التواصل الحثيث لمسيرة البناء الديمقراطي والتنمية الشاملة".ونوه ًبالمرحلة المتقدمة التي بلغها اليمن اليوم في هذه المرحلة ، وسط أجواء من الشراكة الإقليمية والدولية، معتبرا زيارة رئيس الجمهورية الأخيرة إلى الولايات المتحدة بأنها أثمرت نتائج طيبة على مستوى العلاقات الثنائية، وعبرت في الوقت ذاته عن مستوى الالتزام الذي يبديه اليمن بقيادته الحكيمة ، تجاه قضايا المنطقة، وهو ما تجلى في دعوة فخامته الصريحة إلى الرئيس الأمريكي لكي تقوم بلاده بمسئوليتها، كقوة عظمى وراعية لعملية السلام، تجاه الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقه في قيام دولته المستقلة على أرضه المحتلة.وجدد رئيس مجلس الشورى التأكيد على حرص الرابطة في المضي على خطها المرسوم، كياناً إقليمياً فعالاً، يتميز بكونه أهم قنوات الحوار المباشرة التي تربط بين الوطن العربي وإفريقيا، وقال: "إن هذا الإيمان ينطلق من قناعة راسخة بأهمية تفعيل التواصل الإفريقي العربي من وحي المبادئ والأهداف التي تنتظم في إطارها مهام وأنشطة الرابطة، بالنظر إلى حجم المصالح المشتركة التي يمكن بناؤها بين هذين الإقليمين المهمين، في عالم يتجه نحو مزيد من التكتل الإقليمي على قاعدة المصالح المشتركة".وأضيفا: "إن الرابطة، تمثل إحدى المحفزات التي يؤمل أن تستنهض جهدنا الجماعي لبناء قاعدة صلبة وراسخة لتعاون سياسي واقتصادي وثقافي، نواجه به مختلف التحديات، ونعزز به فهمنا المشترك لذاتنا أولاً ولمن حولنا ثانيا، ونعظم به المنافع الاقتصادية المشتركة".واستعرض الأخ عبد العزيز عبد الغني الإنجازات التي حققتها الرابطة، والتي شملت تنفيذ برامج الزيارات المتبادلة بين المجلس وعقد لقاء تشاوري على مستوى رؤساء المجالس، منوها منوهاً بالتوسع الأفقي الذي تشهده الرابطة بانضمام مزيد من الأعضاء الجدد إليها، معتبرا ذلك دليل على الأهمية المتزايدة التي باتت تحتلها الرابطة في إفريقيا والعالم العربي.وعبر رئيس مجلس الشورى، رئيس الرابطة عن تفاؤل الأعضاء بهذا المؤتمر وبانعكاساته الإيجابية على العمل المشترك في إطار الرابطة، منطلقين من إيمان عميق بأهمية القضايا التي سينظرها المؤتمر ، والتي ستتحقق من خلالها واحدة من أهم التحولات في مسيرة الرابطة.وقال: "إن القضايا التي أقرها اجتماع مجلس الرابطة، وتعرض على المؤتمر، تشير إلى مرحلة جديدة ومتميزة من نشاط الرابطة، لأنها تعكس الأولويات التي ستزيد رابطتنا أهمية، وتشجعها على القيام بمسئولياتها تجاه منطقتنا، من خلال دبلوماسية برلمانية نشطة، تستنهض كل إمكانيات التواصل والتعاون وبناء المصالح المشتركة بين دولنا".وبين عبد الغني الاهتمام الذي تستشعره الرابطة تجاه قضايا المنطقتين العربية والإفريقية، مشيراً إلى عزم الرابطة إنشاء لجنة تعنى بالسلام والأمن في إفريقيا والعالم العربي، وقال: "إن ذلك يعكس حرص الرابطة على الإسهام في جهود احتواء النزاعات الناشبة في المنطقتين العربية والأفريقية، والتي أثرت بشكل سلبي على جهود التنمية، وعمقت من مظاهر الفقر، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، ودوامة العنف التي تجتاح العراق، والوضع في كل من دارفور والصومال"، معبراً عن قناعة الرابطة بأن ظاهرة الإرهاب، تشكل إحدى التحديات الكبيرة التي تواجه عالمنا وتستدعي مواجهتها واستئصالها ، لكنه قال إننا معنيون بالتأكيد على أهمية التفريق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة للشعوب من أجل نيل حقوقها المشروعة.وتطرق رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة إلى قضية الفجوة المعرفية التي تتسع بين الدول المتقدمة والفقيرة، داعياً بهذا الصدد إلى ردم هذه الفجوة من خلال برامج اقتصادية طموحة، تعزز بدعم لابد منه من قبل الدول المتقدمة من قبيل إعفاء الدول النامية والأقل نمواً من الديون وأعبائها، ومن خلال السماح بنقل التكنولوجيا عوضاً عن تصدير المنتجات الجاهزة.وعبر في ختام كلمته عن شكره لرئيس مجلس الولايات بجمهورية السودان علي يحيى عبد الله الذي أعلن استضافة السودان للمؤتمر الثالث للرابطة في العاصمة الخرطوم.كما ألقيت في افتتاح المؤتمر كلمتان من قبل علي يحيى عبد الله رئيس مجلس الولايات بالسودان، وليفينوس أوسوجي، أمين عام الرابطة أشارا فيها إلى أهمية انعقاد المؤتمر، وثمنا الجهود التي بذلتها الحكومة اليمنية ومجلس الشورى في استضافة فعالياته، واستعرضا الأهداف التي تسعى الرابطة إلى تحقيقها منها تعزيز الوعي بالديمقراطية وأهمية المجالس التشريعية في وضع السياسات الوطنية في العالم العربي وإفريقيا وتعزيز مجالات التعاون بين الدول العربية والإفريقية ، وأشاد رئيس مجلس الولايات السوداني بنجاح الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت مؤخرا في اليمن ، معتبرا الديمقراطية اليمنية نموذجا يحتذى به. وواصل مؤتمر رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في الدول الإفريقية والعالم العربي أمس جلسات أعماله برئاسة الأخ عبدالعزيز عبد الغني، رئيس مجلس الشورى، رئيس الرابطة حيث ألقيت الكلمات من قبل عدد من الوفود المشاركة.