عميد كلية التربية عدن بمناسبة الذكرى الـ 35 لتأسيسها :
لقاء / أحمد سالميُصادف هذا الشهر الذكرى الـ (35) لتأسيس كلية التربية / عدن، التي سميت عند نشأتها بـ (كلية التربية العليا)، وقد كانت أول كلية جامعية أُنشئت في اليمن، وأُقيمت الكلية وفق أهداف محددة، عكست حاجات ملحة لم يكن من الممكن تأجيلها أكثر من ذلك، وهي حاجات البلد لمعلمين يمنيين مؤهلين تأهيلاً مناسبًا لمراحل التعليم ما قبل الجامعة.وفعلاً شكل قيام الكلية نقطة البدء لظهور المعلم الوطني الذي حلّ تدريجيًا محل المعلم الأجنبي والعربي.وقد بلغت هذه المسيرة الوطنية مبتغاها مع قيام كليات تربية في عددٍ من محافظات الجمهورية، ومن خلال عملها مجتمعة تحققت الأهداف المباشرة لقيامها وهو خلق قاعدة عريضة من المعلمين اليمنيين في مختلف المجالات التي يتطلبها التعليم ما قبل الجامعي.كذلك حققت هذه الكليات أهدافًا أخرى يمكننا أن نجدها في النشاط الثقافي والتنويري الذي نهضت به هذه الكليات، إذ أنّ خريجي هذه الكليات يصنفون بصورة عامة على أنّهم مثقفون.وهذا حق قد يجادل بعض بشأنه، غير أنّه لا يمكن أن ننكر أنّ عددًا ليس بقليل من خريجي كلية التربية عدن وأبرز المثقفين الفاعلين ولا تعوزنا الأسماء للتدليل على ذلك، فمنهم الشعراء ومنهم كُتّاب القصة ومنهم الصحفيون والباحثون.. الخ.وبهذه المناسبة وفي خضم التحضير للاحتفاء بها التقت الصحيفة بالأستاذ الدكتور/ يعقوب عبد الله قاسم عميد الكلية للتعرف من خلاله على نشاط الكلية التعليمي والتربوي ومراحل تطور هذا النشاط خلال الفترة السابقة.س : تحتفلون هذه الأيام بالذكرى الـ (35) لتأسيس كلية التربية عدن في جامعة عدن، بعد هذه الفترة الطويلة نسبيًا من تاريخ قيام الكلية، كيف تقيمون الدور الذي أديته في المجالات التعليمية والتربوية والثقافية؟ مساهمة إيجابيةج : يرجع نشأة الكلية إلى نوفمبر 1970م، وهي الكلية الجامعية الأولى ونواة التعليم العالي مع نظيرتها كلية التربية جامعة صنعاء، فهما معًا تعتبران اللبنة الأولى للتعليم العالي في اليمن كله.وطبيعي أنّ كلية التربية عدن خلال الخمسة والثلاثين عامًا الماضية ساهمت مساهمة فعّالة إذ رفدت التعليم العام بقاعدة عريضة من المعلمين بمستويات مختلفة : دبلوم ما بعد الثانوية وبكالوريوس ودبلوم عال (دبلوم بعد البكالوريوس) وماجستير ودكتوراه في مجالات مختلفة من مجالات العلم والمعرفة، بل وأصبح كثيراً من الخريجين من هذه الكلية يتبوأون مراكز مرموقة في الميادين الأكاديمية والتعليمية والتربوية والثقافية وغيرها، أي أنّ الكلية بالإضافة إلى دورها التعليمي والتربوي أدت دورًا تنويريًا لا يُستهان به، وهذا كله يشير إلى جوانب التطور في عمل الكلية ونجاحها في تحقيق الأهداف التي أُقيمت من أجلها.س : هل تعتقد أنّ الكلية فعلاً قد أدت دورها بنجاح أم أنّ بعض العثرات قد رافقت نشاطها خلال الفترة الماضية؟ج : الحقيقة أنّ الأهداف الأساسية للكلية يمكن إجمالها على النحو الآتي :1 _ إعداد معلمين لمختلف المراحل الأساسي والعام.2 _ القيام بالدراسات التربوية والتعليمية على الصعيد اليمني ولمعالجة المصاعب في هذا الجانب والنهوض به وفقًا لما لكل ما هو حديث ومعاصر في هذا الجانب.3 _ الشراكة مع وزارة التربية والتعليم بمختلف مكوّناتها في مجال التكوين للمدرسين والتدريب والتأهيل وتقديم الاستشارات العلمية والتربوية.4 _ إعداد الباحثين المتخصصين في مجا لات التربية وعلم النفس وطرائق التدريس، وتكنولوجيا التعليم، وإجراء البحوث والدراسات التربوية.5 - الإسهام في التنمية الاجتماعية والتنوير الاجتماعي.وانطلاقًا من مجمل هذه الأهداف يمكن القول إنّ الكلية قد قدمت مساهمة كبيرة في مجال إعداد المعلمين، وتحديدًا للمرحلة الثانوية وبعض الشيء للتعليم الأساسي، لكنها أغفلت جانبًا مهمًا وهو إعداد المربين أو المشتغلين في رياض الأطفال وإعداد معلم صف ومعلم مجال وهذا الأنواع من التأهيل مهم؛ لأنّها تعتبر الأساس في التكوين ولن يصلح التعليم ما لم نخلق حب التعليم والمعرفة لدى النشء من مرحلة الطفولة.الكادر الفنيس : يلاحظ على مخرجات كليات التربية بعض الضعف في التكوين العلمي والثقافي العام إلى ماذا تعزون ذلك؟ج : الضعف يمكن أن يعزي أولاً إلى ضعف الإمكانات سواءً في ما يتعلق بالجوانب الإنشائية أو التجهيزات، وكذلك عدم توافر الكادر الوسطي الفني، علاوةً على ذلك الزيادات في إعداد الطلاب المقبولين سنةً بعد سنة وعدم وجود ما يقابل هذه الزيادة في الإمكانات.كما أنّ نوعية المدخلات للأسف ليست بالمستوى العلمي المطلوب، وهي مدخلات تتميز بافتقارها للدافعية والحماس، وأيضًا عدم وجود الدافعية لدى بعض أعضاء الهيئة التدريسية في التجدد ومواكبة كل جديد في العلم والمعرفة وتقنيات التعليم.يُضاف إلى ذلك عدم قدرة الطالب أن يحدد ماذا يريد، وربما يعود ذلك إلى ضعف الإرشاد سواء كان ذلك في المدرسة أو الجامعة، ولا ننسى هنا نظرة الطالب التشاؤمية حول المستقبل مثل الحصول على وظيفة أو فرصة مواصلة الدراسة.س : هل استكملت الكلية خلال الفترة السابقة بنيتها الأساسية من المباني والمختبرات والمكتبات التخصصية؟ وهل هناك مشاريع قيد الإنجاز؟ج : الحقيقة أنّ جامعة عدن وكلية التربية إحدى الكليات التي تنتمي لها قد استفادت من خيرات الوحدة المباركة، وتجسد ذلك باستحداث أو إضافة مبانٍ جديدة، غير أنّ ذلك لا يتناسب والزيادة في أعداد الطلاب المقبولين.. وهذا يضاعف الحاجة إلى مختبرات وتجهيزات.. والحقيقة أنّ لدى رئاسة الجامعة كثيرًا من المشاريع في هذا المضمار، أملنا كبير في تحقيق كثيرٍ منها قريبًا.س : ماذا بشأن المناهج الدراسية، هل جرى تحديثها خلال الفترة السابقة؟ج : ما يتعلق بالخطط الدراسية والمناهج أود أن أنوه هنا إلى أنّ الكلية تقف كل خمس سنوات لتقيم الخطط الدراسية والمناهج التي تتبعها، وكانت آخرها في صيف العام المنصرم 2005م والتي أقرت جملة من التوصيات تختص بالمراجعة والتجديد والتنويع في مخرجات الكلية تغير لبعض المساقات بما يلبي الحاجة لرفع مستوى الخريجين للتدريس في هذا المجال وبما تتطلبه حاجة الدراسة، مثال ذلك اللغة العربية، الدراسات الإسلامية، الرياضيات، اللغة الإنجليزية وذلك لحجم هذه المساقات في المدرسة.مراحل مهمةس : ما هي المشاريع الجديدة للكلية لتطوير أدائها ودورها في المجال التعليمي _ التربوي؟ج : أقرت الورشة التي أشرنا إليها سلفًا إدخال مقررات جديدة مهمة مثل :معلم الحاسوب الذي سيبدأ بإذن الله في العام الجامعي 2006/ 2007م، ومعلم مجال، وتخصص رياض الأطفال، وذلك لما لهذه المراحل من أهمية وسيبدأ العمل بهذه المقررات الجديدة في العام الجامعي 2007/ 2008م، وندرس حاليًا فتح برنامج خاص بمعلم صف يمنح الملتحقين به درجة البكالوريوس، وكذلك برنامج مهني خاص بخريجي الكليات من غير خريجي كليات التربية وذلك بالنظام التكاملي.وهذا يخدم من يرغب الالتحاق بمهنة التعليم من خريجي كليات الزراعة أو الهندسة أو الطب أو الآداب إلى غير ذلك من الخريجين تلبيةً لحاجات المدارس ومعاهد التعليم الفني والمهني والمؤهلين المهنيين في الإرشاد النفسي والاختصاصيين الاجتماعيين والتربويين والإدارة التربوية ورعاية الموهوبين إلى غير ذلك من البرامج التي يتطلبها التعليم العام والأساسي والتمهيدي (رياض الأطفال) ووفق ما تحتاجه وزارة التربية والتعليم في هذه الميادين من كوادر مؤهلة تأهيلاً مناسبًا.س : هل تشعرون بالرضا بما قدمتموه وما تقدمونه...؟ج : نحن بذلنا ما نستطيع.. وحسبنا أننا اجتهدنا؛ فإن كنّا قد أصبنا فلنا حسنتان وإن كنّا قد أخفقنا فلنا حسنة، وفي كلا الحالتين لنا نصيب من الثواب.
طلاب الكلية