صباح الخير
أصبحت على قناعة تامة أن مثل هذه المحاكم مخصصة بدرجة أساسية للعرب وللضعفاء في هذا العالم الذين لا يوجد لهم سند ولا من يدافع عنهم .قالوا صدام حسين كذا ، وكذا ، وسمحوا لأنفسهم باحتلال العراق كاملاً وقتل ما يزيد على مليون من أبنائه ، وتشريد ما يزيد على خمسة ملايين ، وقدموا صدام حسين إلى محكمة على شاكلتهم وأعدموه ولم يتحرك ساكن أو إدانة لمثل هذه المحاكم والمنظمات ، وأقول لكم بصراحة لم يتحرك ساكن من الحكام العرب.حاكموا ياسر عرفات على طريقتهم وحاصروه في المقاطعة ثلاث سنوات لأنه قال لهم لا ! ثم سمموه وقتلوه ،ولم يصرخ حتى أقرب الناس إليه. واليوم الرئيس البشير رئيس السودان تحت ذرائع كاذبة وشعارات مفضوحة ، يصدرون مذكرة تقديمه للمحاكمة!!أنا فقط أسال:هل يمكن أن تصدر هذه المحكمة مذكرة بتقديم بوش للمحاكمة؟ ألم يفضح المسؤولون الأمريكان السيد بوش في التقارير التي قدموها وكشفوا فيها أن كل الأسباب التي من أجلها جرى احتلال العراق ثبت أن ليس لها أساس من الصحة ، ألم يذكر هؤلاء إنهم أجبروا على تصريحاتهم لإدانة العراق وصدام؟جيد : إذا كان هذا ما حصل ألا يعني أن بوش مسؤول عن كل عمليات القتل والتشريد والتدمير لشعب كامل في العراق؟أما حكام الصهاينة فمن يجرؤ على الحديث عنهم من قريب أو بعيد من هذه المحاكم فهي من المحرمات ؟تاريخ الصهاينة في فلسطين حافل بالإجرام منذ أن وطئت أقدامهم أرض فلسطين واحتلوها .في قرية الطنطورة الساحلية الفلسطينية ، قام الجنود الصهاينة بقتل الفلسطينيين العزل لأنهم “ كانوا يشعرون بالضجر” بقيت المجزرة خمسين عاماً طي الكتمان ، وعندما اختار باحث يهودي يبحث عن ما يؤهله لدرجة جامعية ، لم يكن أمامه إلا الكشف عن حقائق الموت التي وقعت في الطنطورة ، الضجر اليهودي يستوجب سفك دم العرب ، حتى يكون عليهم أن يقبلوا قتل عشرين منهم على يد جندي إسرائيلي غضب من خطيبته ، فحمل رشاشاً ، وقصد تجمعاً للعمال الفلسطينيين في “ عيون قارة وحصد أرواحهم حتى يوصل رسالة إلى جيشه! في المدارس اليهودية ، يقرأ “الأطفال” اليهود تلك الأسفار التي تصور “ أعمال ألقتل البطولية” ليوشع بن نون ، وفي الأعياد يشترون لهم لعبة العربي المشنوق.من منا لا يعرف ولم يسمع بمجزرة قنا التي أرتكبها رئيس الدولة الصهيونية اليوم بيرز ؟ من منا لا يعرف مذابح شارون في صبرا وشاتيلا ؟وحتى لا نذهب إلى التاريخ تعالوا معنا إلى حاضر المجازر الصهيونية في غزة بالأمس القريب ، هل تحتاج إلى شهود؟ لماذا لا يقدم مرتكبو الجرائم من الصهاينة إلى المحاكم؟الإجابة عن هذا السؤال يجب أن لا تخفي على أحد ، ولم يعد سراً أن مجلس الأمن الدولي ، وهيئة الأمم المتحدة ، ومحاكم الجزاء الدولية ، كلها أصبحت الآن وفي ظل سياسة القطب الواحد تحت الهيمنة الأميركية ، ولم تعد مستقلة ،ولم تعد قراراتها نزيهة ، ولم تعد قادرة على أن تنفذ قراراً واحداً يدين إسرائيل.أمام هذه الصورة ، ما هو الموقف العربي المطلوب؟ هل سننتظر حتى يؤكل حكامنا واحداً تلو الآخر؟هل مسموح لهؤلاء التوغل في شؤوننا الداخلية؟هل هم مسؤولون عن تربيتنا؟ هل نحن قصر؟هل نسي هؤلاء أن شعوبنا العربية حية وأمتنا حية وهي المسؤولة عن الحكام. هل حصل أن تدخلنا في شؤونهم ، هل حصل أن احتللنا أرضهم ، هل قتلنا شعوبهم ؟ هل ارتكبنا مجازر بحقهم؟ هل شردنا مواطنيهم؟ فإذا كان الجواب لا ، وهو لا قطعاً ، لماذا نعطيهم الفرصة للانفراد بنا واحداً واحداً ، لماذا لا نكون يداً واحدة في مواجهة الأعداء ، لماذا لا نوحد الصف العربي ، لماذا لا نكون أقوياء حتى نفرض احترامنا فرضاً عليهم؟.لماذا نتردد عندما نطالب بمحاكمة الصهاينة ، كما هو حاصل بعد مجازر غزة،لماذا لم يتحمل العرب مسؤولياتهم ، لماذا لم يقوموا بحملة ضد الصهاينة ؟أقول لكم بصراحة لماذا نستقبل مجرمي الحرب الصهاينة بعد مجازر غزة في بعض العواصم العربية ... وتعرفونها؟نحن بمواقفنا الضعيفة نعطي فرصة لمحاكمتنا وقتما شاء هؤلاء إذا أغضب البعض أمريكا وإسرائيل ، ويظن من لا يغضبهم أن رأسه محمية والله لا و ألف لا.