يحتفل شعبنا في هذه الايام البهيجة بالعيد الثالث والأربعين للاستقلال الوطني الذي تحقق في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م، على طريق بناء يمن حر ديمقراطي موحد.. بمعنى أنّ ثورة 14 أكتوبر بوصفها امتداداً لثورة 26 سبتمبر، أسهمت في تحقيق أهم الأهداف الإستراتيجية للثورة اليمنية وفي مقدمتها التحرر من الاستعمار واستعادة الهوية اليمنية للجنوب المحتل، بعد نجاحها في تحقيق الاستقلال الوطني يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م الذي تمّ فيه دفن مشروع (الجنوب العربي) الذي أراده الاستعمار وركائزه السلاطينية هوية بديلة عن الهوية اليمنية للجنوب المحتل. والثابت ان انتصار ثورة 14 أكتوبر لعب دوراً مهماً في الدفع بمسيرة الثورة اليمنية نحو مرحلةً جديدةً وحافلةً بالإنجاز والعطاء، حيث تم انتزاع الاستقلال الوطني لجنوب الوطن، وإنهاء الكيان الاستعماري الأنجلو سلاطيني المسمى (( اتحاد الجنوب العربي))، والذي كان مكوناً من الإمارات والمشيخات والسلطنات التي انضوت ضمن ذلك الكيان الانفصالي العميل ، إلى جانب السلطنات الشرقية التي حرص الاستعمار على إبقائها خارج (اتحاد الجنوب العربي) في حضرموت والمهرة وسقطرى، وصولاً إلى توحيدها يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م العظيم في إطار دولة وطنية واحدة حملت اسم اليمن، ومهدت لتحقيق الهدف العظيم للحركة الوطنية اليمنية المعاصرة والمتمثل في تحقيق وحدة الوطن اليمني الكبير.. حيث جاء ميلاد الجمهورية اليمنية وتدشين التحول نحو الديمقراطية التعددية يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م ليسجلا نقطة تحول تاريخي في مسار الكفاح الوطني التحرري لنضال شعبنا ضد الاستبداد والاستعمار، ومن أجل الحرية والاستقلال والوحدة.وبقدر ما يحتفل شعبنا بالعيد الثالث والأربعين للاستقلال الوطني في بيئة سياسية وطنية مفعمة بإنجازات وتحولات عميقة تشير إلى عظمة كفاح شعبنا وتضحياته التي صنعت هذه المكاسب، بقدر ما يأتي الاحتفال في ظروف تتطلب مزيداً من العمل والبناء لتطوير هذه المكاسب وحمايتها من المخاطر التي تهددها.ولئن كانت الوحدة اليمنية تشكل اليوم أعظم وأعز الأهداف والمكاسب التي حققها شعبنا، فإنّ الدفاع الحقيقي عن هذه الوحدة لا يكون بدون الوفاء لثورة 14 أكتوبر وصناعها وشهدائها، حيث من الصعب اختزال تاريخ الكفاح الوطني من أجل الوحدة والدفاع عنها بصورة تتجاهل الدور الريادي لمناضلي ثورة 14 أكتوبر وشهدائها في غرس قيم الحرية والوحدة والمقاومة الوطنية في عقول ووجدان وضمائر أجيال متعاقبة حملت رايات النضال من أجل الحرية والاستقلال والوحدة منذ نصف قرن ونيف، وقدمت مختلف أشكال البذل والعطاء والصمود والتضحيات التي عمدت بالدماء دفاعاًعن الثورة وأهدافها في ظروف صعبة ومعقدة وغير مسبوقة.ومن نافل القول أن الوفاء لأبطال ثورة 14 اكتوبر وصناع الاستقلال الوطني لا يمكن فصله عن الوفاء لتاريخ ثورة الرابع عشر من اكتوبر وتضحيات شعبنا اليمني وشهدائه ، ومن المخزي أن يتنكر بعض السياسيين المأزومين للقضية التي ارتبطت بكفاح وتضحيات أبطال الثورة والاستقلال وفي مقدمتهم قحطان الشعبي وعبدالفتاح اسماعيل وعلي احمد ناصر عنتر وصالح مصلح قاسم وعلي شائع هادي ومحمد صالح مطيع ومحمد علي هيثم وعبدالله عبدالرزاق باذيب ومحمد صالح عولقي وعبدالباري قاسم ومحمود عشيش ، وغيرهم من رموز ومناضلي الحركة الوطنية اليمنية الذين أفنوا أعمارهم واجترحوا التضحيات الجسيمة من أجل التحرر الوطني والاستقلال والوحدة .. ومن حقنا القول إنّ العيد الثالث والأربعين للاستقلال الوطني هو عيد الاعتزاز بعطاء هذه الثورة وتضحياتها.. وعيد الوفاء لصناعها وروادها الأوائل وشهدائها الأماجد.. ولسوف يظل اسم ثورة 14 أكتوبر ومناضليها وشهدائها مقروناً بسجل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والوحدة.تحية للعيد الثالث والاربعين للاستقلال الوطني المجيد تحية لذكرى أبطال وشهداء الاستقلال.تحية لذكرى الرواد الأوائل لثورة الرابع عشر من أكتوبر الذين كانوا سباقين في رفع رايات الوحدة والدفاع عنها، وتعرضوا في سبيل ذلك للموت والفقر وعذاب السجون بعد أن قدموا التضحيات الجسيمة دفاعاً عن الوحدة والتصدي للمشاريع الانفصالية الاستعمارية السلاطينية بدون مقابل.تحية لكل من أسهم في التصدي لمشروع (الجنوب العربي) والدفاع عن الهوية اليمنية للجنوب المحتل، ومهدوا الطريق ليوم الثاني والعشرين من مايو 1990م المجيد.تحية لكل من ناضل بالسلاح والكلمة والمال في سبيل تحرير جنوب الوطن من الاستعمار، وإنهاء الكيانات السلاطينية الانفصالية العميلة، وإعادة الهوية اليمنية للجنوب الحر المستقل، ومواصلة رفع رايات الوحدة والدفاع عنها.تحية لكل من أسهم في إعادة وحدة الوطن أرضاً ودولة وشعباً يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م العظيم وفاءً لأهداف الثورة اليمنية ودماء شهدائها البواسل وتضحيات شعبنا العظيم.
عيد الوفاء لأبطال الاستقلال
أخبار متعلقة