صباح الخير
* استبشر أهالي عدن الطيبون خيراً, بانتخاب / د . عدنان عمر الجفري «ابن عدن» - محافظاً لمحافظتهم, هذه المدينة التي ترعرع وشب وتعلم ويعمل ويعيش فيها - فلهم إذاً الحق في أن يستبشروا - لأن محافظهم .. هو منهم وإليهم .. وأخ وابن لهم .. وقادم إليهم من بين أوساطهم ومن داخل مدينتهم وليس من خارجها, ويعرفونه حق المعرفة ويعرفهم وعلى دراية تامة بحالهم وحال محافظتهم وهمومها ومشاكلها ومتطلباتها, وبالطبع يدرك .. ما تريد عدن؟! وماذا يريد أهلها الصبورون..؟! وهذا هو الهدف الأسمى من وراء انتخاب محافظي المحافظات من أبنائها..!!* لقد شهدت عدن - على مدى الـ (18) عاماً من عمر الوحدة المباركة - تحولات كبيرة ونهضة تحديثية وتطويرية, انطلقت من (الصفر) وهي ماثلة للعيان, فلا يمكن لأحد أن ينكرها إلا من كان جاحداً, شملت المفاصل الحيوية الهامة في مكونات بناها التحتية, واستنهاض همتها الاقتصادية والتجارية وخصها بالمشاريع الاستثنائية في قطاعات التنمية المتنوعة والخدمات - رغم التعثرات والإشكاليات والمصاعب الكثيرة, التي واجهت بعضها ,إلى جانب متاعب ومعاناة وعوائق المركزية المفرطة, التي كانت دائماً ما تحول دون تنفيذ المشاريع الطموحة والمطلوبة في وقتها - وبالتالي تسبب إخفاقاً في عدم بلوغ كامل الغايات المرجوة من ورائها..!!* لقد نهضت عدن من جديد, وبعثت وخرجت من بين الأنقاض, إلى عالم العصر الرحب, وميدان الحياة الفسيح والانفتاح الواسع, لتعوض سنوات الحرمان والتغييب والانغلاق وقسوة القدر والدهر الذي أصابها في مقتل, وشل فاعلية الحركة فيها وصادر قدراتها ودمر إمكانياتها وأهدر خبرات كادرها وإبداعات أهلها وناسها - وتحقق فيها ما تحقق .. من مشاريع التحديث والتطوير التنموي والخدمي, خلال (عقد ونصف) من الزمان - ما لم يتحقق خلال (ربع قرن), في العهد الشمولي - الذي ظلت فيه في حالة (موت سريري) .. وغيبوبة احتضارية, غيبها وعزلها تماماً عن الكون الحي - وتحسب هذه الطفرة والنهضة والتحول التحديثي والتطويري في عدن دون منازع - للأخ الرئيس صالح, الذي للأمانة والتاريخ .. أولاها اهتماماً استثنائياً, ومنحها دعماً سخياً ومساندة لا تضاهى, ووضعها في صدارة أجندته رغم مشاغله الكبيرة بهموم الوطن بأسره - والجميع لا يزال يتذكر, فترة بقائه الطويل في مدينة عدن, عقب حرب صيف 1994م, وكيف حرص شخصياً وبصورة مباشرة على متابعة إعادة تأهيل مرافقها ومؤسساتها المدمرة والمشلولة والمنهوبة - وخصوصاً (الميناء, والمصفاة, والمطار) والقطاعات الاستراتيجية الأخرى, وبعث الروح فيها - ليستأنف عملها وحركة نشاطها من جديد, وفي زمن قياسي لا يصدق, وظل متنقلاً بين أحيائها ومستقبلاً مواطنيها .. مع بدء صباح كل يوم, ومتولياً الوقوف على هذه المهام بنفسه .. وهي العادة نفسها التي ظل عليها .. وما زال الأخ الرئيس, في زياراته بعد ذلك, لهذه المدينة الفاضلة التي تستحق هي ومواطنوها كل خير, وتواصله المستمر مع مسؤوليها, للسؤال عن سير تنفيذ المشاريع فيها, إلى جانب حرصه - مع حلول كل شتاء .. على ممارسة مهامه الرئاسية منها. في ضوء ما تقدم - نود أن نطرح السؤال التالي :- هل حال عدن على خير ما يرام ..؟! وهل عدن خالية من الهموم والإشكاليات ..؟! وهل لدى مواطنيها طموحات وأماني..؟!* للإجابة عن هذا السؤال ـ وبكل شفافية، أقول.. إن عدن بالرغم مما تحقق فيها من منجزات ومشاريع كبيرة، وما شهدته من تحولات، وتوسع عمراني وحركة تجارية واستثمارية واسعة ـ إلا أن هناك (ملفات هامة) وغاية في التعقيد، بحاجة إلى ملامستها والاقتراب منها ومعالجتها بواقعية وشجاعة وإرادة لا تقبل التردد أو التسويف ـ وأبرزها ملفات مشاكل وقضايا (الأراضي، والاستثمار، والمنطقة الحرة، والتأميم، ووضع الميناء والمطار، والمرافق المتعثرة، وشمولية الجمعيات السكنية والزراعية لكل أبناء عدن) إلى جانب الطموحات الأخرى، في المزيد من مشاريع التطوير والتحديث التي تحتاجها بالفعل هذه المحافظة كعاصمة اقتصادية وتجارية للجمهورية اليمنية، والحفاظ على معالمها ومآثرها التاريخية وتجانسها الثقافي والاجتماعي والروحي. هذه القضايا هي (مربط الفرس) نظراً لأهميتها وتعقيداتها، وقد شكلت لها العديد من اللجان ـ وبتوجيهات رئاسية وعلى مستوى رفيع، ولا ننكر أن بعضاً من هذه اللجان قد تمكنت من معالجة بعض من هذه القضايا، وتوقفت عند بعضها الآخر، الأمر الذي يتطلب من محافظ عدن المنتخب د. عدنان الجفري، مراجعة كافة هذه الملفات وبمسؤولية، واضعاً في الحسبان إنه(نائب) أيضاً، انتخب من أهالي عدن أيضاً.. فثقة الناس فيه كبيرة، وأملهم أكبر.. ما يتطلب منه أن يضع هذه (الملفات) بالذات، على رأس أجندته وأن يبدأ البداية الصحيحة في هذا الاتجاه ـ بمشاركة جميع المعنيين وإشراك ذوي المشورة والخبرة والتجربة في ذلك ـ خصوصاً فيما يتعلق بقضايا ملاك الأراضي والمستثمرين.. والتي تكتنفها الكثير من الصعوبات والتعقيدات والتداخلات، عكست نفسها على الاستثمار في المحافظة وتفعيل ميناءي عدن ـ البحري والجوي، وتحرير أجواء الأخير، باعتماد سياسة الأجواء المفتوحة للتنافس بين شركات الطيران ـ وطنية وعالمية.* لدى مواطني عدن.. ثقة كبيرة في محافظهم ـ مع تمنياتنا له بالتوفيق والنجاح.. والله من وراء القصد.
