فجأة ومن دون مقدمات داهمتني تلك البنت الشقية قائلة في جرأة متناهية ممزوجة بإثارة مدمرة (أخاصمك آه .. أسيبك لا) ولن تصدقوا هول الصدمة التي صفعتني بها تلك البنت الشقية حين شاهدتها عبر إحدى الفضائيات في قالب مثير حطم صورتها البريئة في ناظري وتفكيري وأنا الذي كنت قد توقعت أن يكون لها شأن في عالم الطرب العربي، ولكن رعم صدمتي فيها وجدت نفسي أنساق مع تلك الطلة الجديدة لا شعوريًا وكأن تنويمًا مغناطيسيًا قد أسرني، عندما فقت من ذلك التنويم الجميل وجدت نفسي بين معاتب ساخط من جهةٍ وبين متحدٍ ومعجبٍ في الوقت نفسه ولولا الشعور الأبوي الذي أحسست به تجاهها عندما قدمت في إطلالتها الأولى من خلال قناة وللمشاهدين أيضًا غنوة (شيل عيونك عني).. ولولا تلك الكمية الهائلة من البراءة التي ظهرت بها في إطلالتها الأولى لكنت قلت بيني وبين نفسي (لا حول ولا قوة إلا بالله) خصوصًا وهي تتمايل بغنج مقصود وتقول (أخاصمك آه) أو فكرت تفكيرًا آخر والعياذ بالله خصوصًا عندما تحرك خصرها (السائب أصلاً) وتتركه على هواه كشلال ماء هادر.. يختلج في تفكير وقلوب شباب هذه الأيام أو طلبت من الغفور الرحيم المغفرة عن ما فكرت فيه ولكن شعور وإحساس الأب تجاه الابنة الشقية كان هو الغالاب في نهاية المطاف، أو اعتبرت ذلك الإبداع عيبًا في عرفنا نحن الذين نعشق أم كلثوم وفيروز.إنّ التحول الجذري الذي أحدثته نانسي عجرم في شكلها الذي جعلها تبدو أكبر سنًا وأكثر إثارة هوالذي حطم تلك الصورة الرومانسية التي توقعت أن تسير على منوالها، هذا صحيح! لكنني فجأة أراها عبر الشاشة ترميني بكل أسلحة الأنوثة الطاغية وتشل حركة تفكيري مثلما حصل لغيري بالتأكيد ثمّ تنساق معها أذني أيضًا؛ لأنّ لها صوتًا مخمليًاجميلاً ولا أعتقد أن أصدق النقاد قد ينكر عليها ذلك، ورغم أنني ما زلت تحت تأثير نانسي في بدايتها الحالمة البريئة إلا أنني لن أستطيع أن ألومها على تلك القفزة التي اختصرت بها مشوارًا طويلاً حتى أصبحت تهدد عروش من سبقوها من مطربات الدلع الغُنائي كما وقد يفاجأ بعض بما يقرأه الآن مني خصوصًا وأني قد ركزت في تناولي من خلال حلقات ( حكاية غنوة) على الأعمال الموسيقية الغُنائية المتعارف عليها لدى أهل الصحافة والفن والأدب بالأغاني الراقيةولكنني في هذه الحلقة أختلف مع الأمر حيث وجدت أمامي أغنية بإمكاني أن أطلق عليها أغنية متكاملة من كل النواحي (صوت وصورة وإخارج رائع) حيث أنني نظرت إلى الموضوع من منظور نقدي حيادي متمشيًا بعض الشيء مع مفهوم العصر السريع، والحقيقة أنّ مخرج الأغنية للتلفزيون قد أجاد باقتدار لا يخفى أن يترجم شعر فوزي إبراهيم ولحن المبدع محمد سعد بإخراج رائع للأغنية مضيفًا إليها الحس المكمل لنظرة الشاعر والملحن في قالب جميل وجديد، ثمّ اكتملت الأغنية بوجه البنت الشقية (النوارة) حيث توّجت جهود الجميع بسحرها وحضورها وتلقائيتها، فهي تعبر عن جيل غير جيلنا نحن العجائز، لكن لا يمكن أن أقول غير أنّها أبدعت، كما يداهمني بين الحين والآخر سؤال يتعجب عن ما يطرحه بعض النقاد من آراء في صفحات الجرائد والمجلات لتحليل ظاهرة نانسي عجرم التي يرى غالبيتهم أنّها تتنافى مع قيم وعادات مجتمعنا العربي وكأنّه لا يوجد لدينا غير ظاهرة بنت عجرم متناسين المشاهد اللبنانية والمصرية التي كانت وما تزال تعج بالأغاني والمشاهد التي تخاطب الغرائز والأمثلة كثيرة حتى أنّ بعضًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يعلنون صراحةً ويطالبون القنوات بمنع أغاني نانسي عجرم المصوّرة تلفزيونيًا! وهو الأمر الذي يثلج المصرية نانسي والشكرة المنتجة ومدير أعمال البنت (الصفقة) ويزيد مداخيلهم فمثل نانسي عجرم لا شك هي صفقة مربحة ماديًا وإلا لما تكبد راعي مواهبها (.....) خسائر إعادة بروزتها والبحث عن ملحنين وكُتّاب كي يكتبوا لها ثمّ يأتي الصحفيون والمنتقدون كي يساعدوا من دون قصدٍ (الله أعلم) على انتشار هذه الظاهرة من خلال كثرة الحديث عنها بمناسبة ومن دون مناسبة حتى وصل الأمر إلى مجلس النواب.الحقيقة أنّ بنت عجرم الشقيةدوّخت الكل واستطاعت (بغض النظر عن الأسلوب) أن ترسي لها قاعدة جماهيرية واسعة في انطلاقة صاروخية لم تسبقها إليها فنانة من قبل على حد علمي، إذًا بالفعل هي ظاهرة لكنها ظاهرة محببة إليّ بشكل عام، وهي نتاج جهد فني واضح من الجميع لإبراز هذه الظاهرة بذلك الشكل الرائع. أحترت بيني وبين نفسي عن كيف أصنف هذه الأغنية؟ هل هي من الأغاني الهابطة أم من الأغاني المحببة إلى القلب أم الاثنين معًا؟! فوجدت أنّ النظرة لمثل هذه الأمور الحساسة جدًا جدًا يجب أن تكون نظرة حياديةبعيدًا عن التأثيرات الحسيةوالـ..... لكن الشيء المؤكد الذي توصلت إليه أنّ هذه البنت الشقية قد أحيت في نفسي روح الشباب الممزوج بالإعجاب حتى أنّها أوصلت إليّ إحساس أمير الشعراء أحمد شوقي عندما قال متحسرًا على شبابه :ألا ليت الشباب يعود يومًالأخبره بما فعل المشيبوأعود لأشجع نانسي عجرم عن ما قامت به ولن أستطيع أن ألومها أو ألوم أحداً من أركان ذلك العمل الممتع، ولكنني حتمًا سأذكر ذلك البيت من الشعر الخالد :وغرامُ الشباب أشهى إلى النـفسي، وإن كان في المشيب الوقار
|
رياضة
أخاصمك آه .. أسيبك لا !!
أخبار متعلقة