وداعاً زميل الحرف عصام سعيد سالم
عبدالقوي الأشولعند هذا المكتب وهذا الفناء .. مازال طيف الزميل الاستاذ / عصام سعيد سالم .. ماثلاً في ذاكرتنا نحن زملاء المهنة .وهناك عند المحطة الاولى التي جمعتنا وهذا العزيز الراحل قبل ما يزيد عن عشرين عاماً .. لازالت ذاكرتي تحتفظ بهيئة / عصام الشاب الممتلي حيوية وعطاء وجوه غيبها الموت وهي في ناحية العطاء رهط من زملاء المهنة ومن اسرة صحيفة«14 أكتوبر»باتوا في ملكوت الرحمن .. رحيل تلازم بقدر من المفاجئة او هي لحظة الموت المباغثة بكل ما تترك فينا نحن الاحياء من خزن عميق وربما شعوراً بقدراً من الاحباط واليأس والرهبة .كيف لا يكون الامر كذلك .. والراحلون .. من امثال عزيزنا الاستاذ / عصام .. كان لهم حضور فاعل بيننا من خلال مسيرة عطاء تلازمنا فيها كاسرة واحدة .. بل لو اننا جمعنا عدد ساعات بقائنا في هذا الوسط لوجدنا انها تفوق ساعات ما يقضيه كل منّا في اسرته .. بمعنى ان حظ اسرتنا الصحفية من العشرة اوفر حظاً .. وهو ما يجعل فراق هؤلاء موجعاً للغاية .هكذا كانت مسيرة حياتنا .. التي كان فيها زميلنا عصام واحداً ممن يفرض حضوره بحجم علاقاته وزملائه .. وابداعاته والى ما هنالك من صفات عرف بها عزيزنا الراحل ابو اياد .حتى في تلك اللحظات التي كنا نجد انفسنا فيها على طرفي نقيض ازاء مسألة ما، او تشتد فيها لحظة تجافينا مثل هذه المواقف لم تكن تبدو الا كسحابة صيف عابرة سريعاً ما تتجلى اثرها نفوسنا باشراقة التسامح والابتسامةالتي كان / عصام الراحل .. واحداً من ابرز المبادرين اليها عبر ما يضفي على اللحظة من قفشات نكاته المألوفة التي سريعاً ما تجعلنا .. نعود الى ساحة تأخينا المعهودة .حقاً لقد هزني بل هز مني رحيل زميلي / عصام سعيد سالم الاسم الصحفي المعروف .. والحضور الابداعي المتنوع حالة أسى .. لم استطع الهروب من سلستها التي يغيب في فواصلها .. وجوه عدد من اعز زملاء الحرف واقدرهم عطاء في بلاط صاحبة الجلالة .فهنا عند مكتب الزميل / عصام الذي شغل نائب رئيس مجلس الادارة ونائب رئيس التحرير في مؤسستنا العريقة .يمكنك ان تستقرأ سحابة حزننا جراء هذا الفراغ الذي تركه عزيزنا اما في وسط الاسرة الصحفية بصفة عامة فلابد انك ستقرأ طبيعة الحضور الفاعل .. للاستاذ / عصام .. المحاضر في ذاتنا بحجم علاقاته المؤثرة وصداقاته الحميمة .. التي هي متجاوزة هذا الوسط الى هالة .. ميكانزيم /.. شخصه عصام بهالتها الواسعة في وسطها الاجتماعي .رحل عصام .. لكنه ترك موروثاً من عطاء الفكر والابداع .. ومدرسة صحفية كان فيها استاذاً يشار اليه بالبنان كيف لا .. وزميلنا عصام .. ينحدر في اصول نشأته الى مدرسة الأب / سعيد سالم / طيب اللَّه ثراه .. وهو الرجل الذي عرفته عدن كواحد من المع شخصياتها الاجتماعية في كنف ذلكم الأب .. شرب عصام معاني القيم الاسرية .. من هذه الاجواء بدأ نشاطه في مضمار الحياة بعد ان تشبع كيانه بالوطنية والاخلاص .فكان ان عرف في ميادين العطاء والكفاح من أجل الحياة .. لكل ابناء وطنه ، فعندما غادر ساحة الحياة .. سعيد سالم الأب كان موقناً ان ثمرة روحه ومهجته هم هؤلاء الابناء الاجلاء ومنهم عصام وشيخان ومحمد .. ومعاوية وابراهيم .عندماتستوقفنا اسماء هؤلاء .. لا نجد بداً من اعتبار عصام الا من ذات تلخصت فيها روح الأب سعيد الذي كان الراحل عنا .. يتملكه شعور الاعتزاز والزهو كلما مر طيف الأب امامه .. طيف لازمه حتى لحظة الوفاة المباغثة .فأي رثاء يمكنه ان يعبر عن حجم الفاجعة والأسى التي داهمتنا برحيلك ايها الاخ العزيز فحين يكون حجم الألم بهذه القسوة .. لا يمكنك ان تستجمع ذاتك .. لتعبر عن مافي اللحظة من شعورك .خصوصاً .. حين يكون الراحلون عنا من المقربين والاعزاء من الاهل والاصدقاء .فلولا شعوري ان التعبير بالكتابة في رثاء الاعزاء .. يشكل قدراً من الوفاء تجاههم لما استجمعت شجاعتي وامسكت حتى .. اطل على قارئنا بقدر من الرثاء او هو النواح اثر فاجعة الرحيل فكم هي المرات التي نجد انفسنا فيها عاجزين عن التعبير او البوح بمافي ذاتنا من أسى .بمعنى ان سطوة القدر المفاجئة المباغثة اكثر سطوة من الوصف والنواح .. لحظة نبدو ضعفاء ازائها .