غضون
* تدبر الأمريكيون المهتمون بتطوير السينما أمرهم وابتكرت اللجنة جائزة سميت باسم أعضائها بدون تعقيد أو بحث في المسميات التاريخية سموها باسم «أوسكار» .. وجائزة «الأوسكار» تمنح لأفضل فيلم سينمائي منذ مايو 1929 ثم بحبحوها شوية وصارت تمنح كل سنة لأفضل فيلم ومخرج وممثل ومصور.. و«الأوسكار» صارت أشهر من جائزة نوبل رغم أنها عبارة عن تمثال صغير مكونات الذهب فيه قليلة.. العبرة ليست في الذهب أو في القيمة المالية للأوسكار بل في رمزيته وشهرته وذيوع صيته.. ممثلون ومخرجون ومصورون سينمائيون يسعون للحصول على «الأوسكار» رغم أن الواحد منهم من الثراء بحيث يمكنه شراء مليون تمثال ذهبي بوزن كأس العالم.* لماذا لا يكون عندنا جوائز مثل «الأوسكار» في مجالات السينما والقصة والشعر والصحافة والبحث العلمي والتفوق الدراسي.. جوائز سموها ما شئتم وصمموها كما تريدون وضعوا لها قيمة ومقداراً بحيث لا يحصل عليها إلا الذين يريدون الحصول عليها بإبداعاتهم وابتكاراتهم ومواهبهم دون غيرهم من قليلي المواهب والذكاء..لدينا الآن أشهر جائزة وهي جائزة رئيس الجمهورية التي تمنح لأفضل قارئ قرآن وأفضل قاص وأفضل شاعر وأفضل مُغنِّ.. و..و.. ويقال إن شروط الحصول عليها فيها قدر جيد من الدافعية وان لجان التحكيم لديها قدر من الحيادية، لكن أين تلك الأعمال التي تتابعت الجوائز لها منذ سنين دون أن نراها أو نسمعها أو نقرأها..؟ أعتقد أن هناك خيارات أخرى أفضل..* وزارة الثقافة تقيم حفلات «تكريم» ووزارات أخرى أيضاً تفعل ذلك.. لكن المسألة لا تتعدى احتفالاً وتوزيع شهادة ورقية وقرشين يستعين بهما المكرم على العسرة.. أي مجرد تقديم إعانة مالية تكفي مصاريف شهر أو شهرين .. والتكريم عندنا مستحق للشخص ليس لأنه مبدع أو قدم عملاً راقياً أو لأنه «مخ» بل لأنه «مسكين الله» أو لأنه «قضى معظم سنوات حياته في خدمة الوطن» .. يعني مجاملات.. واحتراماً لكبار السن ليس غير..