وداعا للأنـوتة والنـعومة . .
علي غير العادة وفى ظاهرة جديدة علي بلادنا العربية وتقاليدنا الإسلامية ، اقتحمت الفتيات العربيات مجالات الرياضة المختلفة وبالأخص العنيفة والصعبة ذات الخطورة الكبيرة التي لا تتلاءم مع المرأة كونها أنثى جميلة رقيقة خلقت من أجل التكريم والتعزيز في بيتها .وجاءت مشاركة الفتيات العربيات في مثل هذه الرياضات، تشبها بالغربيات من جانب وكنوع من الحرية والمساواة بالرجال من جانب آخر ، خاصة في ظل المحاولات الخارجية المستمرة لإغواء المجتمع العربي وبالأخص الإسلامي للخروج عن تقاليده.فباتت السعودية مروة العيفة أحد أبرز هؤلاء الفتيات اللاتي اخترقن مضمار رالي السيارات وحققن بطولات علي المستوى الدولي وسط اهتمام إعلامي متناقض من الشارع السعودي بين القبول والرفض خاصة أن القوانين في السعودية تمنع السيدات من قيادة السيارات . وطالبت مروة بإعطاء الحق للمرأة في مزيد من المشاركات سواء رياضية أو سياسية ، منتقدة عادات المجتمع وتقاليده التي تشل من حركة وإبداع المرأة الخليجية وتحرمها من حقها المكتسب في ممارسة الرياضة أسوة بالرجل الذي عجز عن ان يحقق بعض الإنجازات التي سجلتها الفتاة الخليجية رياضيا، وعلى مستوى العالم . وعلي نهج مروة سارت التونسية حميدة السكلاوي التي تعد أول امرأة عربية وإفريقية تشارك في رالي دولي في سباق الدراجات النارية ، والتي تسعى لمزيد من الإنجازات في مجال الرياضة خلال الفترة المقبلة .وكان فريق السيدات الإماراتي للكيك بوكسينج أحدث الإفرازات في الرياضة العربية بعدما أقتحم الساحة الدولية بمشاركته الأخيرة في بطولة العالم التي أقيمت في قبرص ، وحقق من خلالها إنجازات كبيرة علي الصعيد الدولي تحت قيادة الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم .أما بالنسبة لبطلة السيارات السعودية مروة العيفة فقد حققت إنجازا غير مسبوق بنيلها المركز الأول في رالي دبي الدولي للسيدات , علماً أنه أول رالي للسيدات في منطقة الشرق الأوسط والعالم .وباتت العيفة أول سيدة سعودية تحقق نصراً في سباقات الرالي مستفيدة من تواجدها في الإمارات الذي منحها فرصة قيادة السيارات خصوصاً أن ذلك يعتبر محظوراً في بلدها الأم السعودية . وعلى الرغم من الهالة الإعلامية التي حظي بها فوز مروة بالسباق العالمي, إلا أن الصحف السعودية تناولت الخبر على استحياء ولم تبرز الإنجاز الذي حققته البطلة الشابة بما يوازي اهتمامها بأبطال الراليات السعوديين من أمثال عبد الله باخشب . وطالبت مروة السيدات السعوديات بعدم الاهتمام بالبحث عن قيادة السيارة فقط بل لابد لها أن تطالب بحقها في الانتخاب والمشاركة في العمل السياسي وفتح الباب لها لكي تحترف الرياضة أياً كان نوعها وتشجيعها على التميز والإبداع ، مشيرة إلي أن ما يعيق المجتمع السعودي ويجعله في مؤخرة الدول هو فرض القيود على المرأة السعودية وحرمانها من أبسط حقوقها.أما سائقة الدراجات النارية التونسية حميدة السكلاوي التي شاركت في الدورة الرابعة والعشرين لرالي تونس الدولي ، أكدت أنها ستحترف السباقات الدولية وستشارك بعد ذلك في رالي الفراعنة بمصر ثم رالي "دبي" بالإمارات العربية المتحدة لتدخل هذه الشابة التونسية غير المتزوجة "30 عاما" التاريخ كأول امرأة عربية وإفريقية تشارك في رالي دولي . وتحدت حميدة طبيعتها كأنثي رقيقة وخاضت تجربة صعبة لأنه ليس سهلا على امرأة أن تستطيع التحكم في دراجة بهذا الحجم في رمال الصحراء وقيادتها لساعات دون توقف . ورغم أن التونسية حميدة تعد الحالة الأولى في اختصاص الدراجات النارية إلا أن التجربة النسائية التونسية في عالم السباقات قديمة ، حيث سبقتها كاّ من : نادية القمودي وعبلة لسود وهند الشاوش . وبالنسبة لمنتخب فتيات الإمارات للكيك بوكسينج الذي خاض تجربة جديدة بالنسبة للرياضة العربية ، فقد أبلي بلاء حسنا خلال منافسات بطولة العالم التي أقيمت في العاصمة القبرصية نيقوسيا حيث احتل المركز السادس في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة ، وذلك بناء على النتائج التي أسفرت عنها منافسات البطولة . وكان المنتخب الإماراتي للكيك بوكسينج بقيادة الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم قد حصل على 40 ميدالية ما بين ذهبية وفضية وبرونزية خلال بطولة العالم . وجاءت الميداليات بواقع تسع ميداليات ذهبية أربع لمنتخب السيدات وخمس لمنتخب الرجال ، وتسع ميداليات فضية خمسة منها لمنتخب السيدات وأربع لمنتخب الرجال، واثنتان وعشرون ميدالية برونزية منها سبع عشرة ميدالية لمنتخب السيدات وخمس ميداليات لمنتخب الرجال ، ليكون بذلك إجمالي عدد ميداليات الفتيات 26 ميدالية مقابل 14 للرجال .وتدل النتائج علي نجاح فتيات الإمارات في التفوق والدخول للعالمية بل والتفوق علي الرجال ، إلا أنّ هذه الإنجازات جاءت علي حساب شريعتنا الإسلامية وتقاليدنا العربية وتمسكنا بمنهجنا الديني المستهدف من الغرب الذي يحرضنا دائما علي التخلي عنه في مقابل مكاسب مادية ، وذلك عن طريق الإبهار وتحقيق الإنجازات والبطولات العالمية والدخول في دائرة الضوء.