القوات البريطانية تنسحب من العراق اعتبارا من آخر مارس
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال مسئولون أن مهاجما انتحاريا أوقع 33 قتيلا على الأقل عندما فجر نفسه وسط مجموعة من شيوخ العشائر والمسئولين الأمنيين كانت تقوم بجولة في سوق مزدحمة بغرب بغداد يوم أمس الثلاثاء.وقال اللواء قاسم موسوي المتحدث الأمني في بغداد أن الهجوم وهو ثاني هجوم كبير في العاصمة العراقية خلال ثلاثة أيام وقع في منطقة أبو غريب وأوقع 28 قتيلا و28 جريحا عندما كانت شخصيات بارزة تقوم بجولة في سوق مزدحمة بمنطقة أبو غريب.وذكرت مصادر رسمية أخرى أن الهجوم أوقع ما يصل إلى 33 قتيلا و52 جريحا بينهم مدنيون ونساء وتلاميذ.وقال رئيس بلدية أبو غريب شاكر فزع أن مسئولا كبيرا بوزارة الداخلية توجه إلى مؤتمر مصالحة بين زعماء العشائر في مقر بلدية أبو غريب وعندما خرج من سيارته وبدأ التحدث إلى الناس اقترب المهاجم وفجر نفسه.وذكرت قناة البغدادية التلفزيونية المستقلة أن اثنين من مراسليها قتلا في الهجوم. وقال صحفي بقناة العراقية التلفزيونية المملوكة للدولة أن أربعة من زملائه أصيبوا في الهجوم.وفي حين أن العنف تراجع بشكل كبير في العراق منذ ذروة أعمال العنف الطائفي التي أطلقها الغزو بقيادة الولايات المتحدة للعراق عام 2003 إلا أن مسلحين ما زالوا يشنون هجمات خاصة في مدينة الموصل الشمالية المضطربة.وقتل مدنيان في انفجار سيارة ملغومة يوم أمس الثلاثاء كما أصيب ستة أشخاص في الحمدانية شرقي الموصل.وكان التحسن في الأمن فعالا على نحو خاص في بغداد حيث استأنف العراقيون بحرص حياتهم المعتادة بدرجة أكبر. وقتل مهاجم انتحاري يوم الأحد 28 شخصا عند أكاديمية الشرطة الرئيسية.وقال المتحدث الأمني تحسين الشيخلي وهو يلقي باللوم في هذه الهجمات على جيوب من تنظيم القاعدة أو المتشددين الموالين لحزب البعث المحظور الذي كان يتزعمه صدام حسين انه يتوقع أن تحدث مثل هذه الأشياء من وقت لأخر وخاصة عندما تحدث مفاتحات سياسية تجمع بين أطراف مختلفة.وقال المحلل السياسي حازم النعيمي انه يجب ألا يتسرع المسئولون في إلقاء اللوم على القاعدة.وأضاف أن هذه الهجمات تثير تساؤلات بشأن الصراع على السلطة السياسية.ويأتي أحدث هجوم بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة أنها ستخفض عدد قواتها وقوامها نحو 140 ألفا قبل موعد الانسحاب الكامل من العراق بنهاية عام 2011 مما يثير تساؤلات بشأن ما إذا كانت القوات المحلية ستكون مستعدة للحيلولة دون انزلاق العراق صوب إراقة دماء على نطاق واسع.على صعيد أخر تبدأ بريطانيا في سحب باقي قواتها المقاتلة من العراق البالغ عددهم أربعة آلاف جندي في نهاية مارس الجاري بعد ست سنوات من مساعدة القوات الأمريكية في الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.ومن المقرر أن يستكمل انسحاب القوات البريطانية المقاتلة المتمركزة في مدينة البصرة الجنوبية بنهاية يوليو المقبل.وقال متحدث عسكري بريطاني في البصرة يوم أمس الثلاثاء أن بضع مئات فقط من الجنود البريطانيين سيبقون لتدريب الشرطة العراقية.وفجر غزو قوات التحالف للعراق عام 2003 قتالا طائفيا واسع النطاق ولاقت الحرب معارضة داخل الولايات المتحدة وبريطانيا علاوة على تكلفتها العالية.وتراجع العنف في العراق بدرجة كبيرة العام الماضي وتستعد القوات الأجنبية للرحيل.وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشهر الماضي أن الولايات المتحدة ستسحب حوالي مئة ألف من جنودها من العراق بنهاية أغسطس عام 2010 وستترك نحو خمسين ألفا فقط.وقال الضابط البريطاني اللفتنانت كولونيل ديكي وينتشستر «الخفض التدريجي سيبدأ في 31 مارس. وسنوقف العمليات في حوالي 31 مايو...على كل القوات المقاتلة وقوامها أربعة آلاف تقريبا مغادرة العراق بنهاية يوليو.»وأضاف المتحدث البريطاني أن الجيش الأمريكي سيرسل نحو 900 من الشرطة العسكرية إلى البصرة لقيادة تدريبات الشرطة في إطار خطط الولايات المتحدة لفتح مقر لقيادة قواتها في جنوب العراق.وتتحمل القوات العراقية حاليا مسؤولية الأمن في الجنوب.وقال وينتشستر عبر الهاتف من البصرة «سيتم تجهيز مقر أمريكي هنا. سيتولى المقر الأمريكي قيادة جنوب العراق.»وأرسلت بريطانيا 46 ألف جندي للخليج للمشاركة في غزو العراق عام 2003. وسيطرت القوات البريطانية على محافظة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط ولكنها انسحبت إلى مطار البصرة في عام 2007 لتترك للقوات العراقية مهمة الحفاظ على الأمن.