عندما يهدأ الإرهابيون فذلك يعني شيئاً واحداً هو أنهم يكونون منهمكين في الإعداد لهجوم إرهابي آخر تستغرق عملية الإعداد له وقتاً أطول، ولذلك علينا أن لانطمئن لهذا الهدوء، فخلال النصف الأول من العام الماضي كان الإرهابيون في تنظيم القاعدة أظهروا مثل هذا الخمود وفجأة نفذوا ذلك الهجوم الذي شهدته مأرب مطلع شهر يوليو وقتلوا سبعة سياح أسبان وأصابوا ستة بجروح إضافة إلى أنهم قتلوا وأصابوا ثمانية مواطنين يمنيين.. وكان العام نفسه سيئاً ايضاً بالنسبة للإرهابيين أنفسهم، فبعد نحو شهر من ذلك الحادث تلقوا ضربة موجعة في عملية نفذتها قوات مكافحة الإرهاب في منطقة تقع بين الجوف ومأرب قتل فيها أربعة من كبار الإرهابيين، وقبل ذلك وبعده وقع فارون من سجن الأمن السياسي وقادة خلايا إرهابية آخرون في قبضة الشرطة.. لذلك علينا أن نتوقع أن يكون قادة القاعدة قد أمروا خلاياهم النائمة بتنفيذ هجوم إرهابي في البلاد قبل منتصف هذا العام، وهذا القول ليس ضرباً من الكهانة، بل استنتاج يمكن أن يتوصل إليه أي مراقب أو متابع لخبرات وسلوك التنظيم الإرهابي الذي بات يتلقى مساعدة من بعض القوى المحلية مثل توفير الملاذ الآمن لأسباب عصبية أو سياسية، وهذا التنظيم الإرهابي أعتاد قادته أن يوجهوا بعض الرسائل قبل تنفيذ أي هجوم وتنطوي على إشارات يفهمها اتباعهم.. وقبل أيام نشر على موقع الكتروني تابع للجماعات الإرهابية بيان ذكر فيه تنظيم القاعدة إنه سيقوم بتحرير أسراه(!) من السجون اليمنية وسيتابع مهمته “الجهادية” لقطع إمدادات النفط وضرب المصالح الأمريكية.. وهو عندما يعلن ذلك لايعني أنه سيقوم بذلك على وجه التحديد، فقد اعتاد الإرهابيون على استهداف أي شيء تطاله أيديهم، ولذلك يصعب توقع هدفهم التالي، فقد يكون قتل رجال أمن أو مسجد أو متنزه أو سياح أو أي هدف آخر، لذلك لاسبيل للحماية من الإرهاب سوى ملاحقة الإرهابيين بصورة مستمرة، وعدم الركون إلى هدوئهم!
|
تقارير
غضون
أخبار متعلقة