عياش علي محمدفي أغنية(حالي ياعنب رازقي)في عام 1375هـ كتب القمندان قصيدته الرائعة(حالي ياعنب رازقي)الذي يقول مطلعها:ياقلبي تسلى على[c1] *** [/c]ساجي الطرف ظبي الخلاوأنت ِياسحابة ابرقي[c1] *** [/c]حالي ياعنب رازقيياقلبي دلابي دلا[c1] *** [/c]كلك ياعيوني حلا وينك ياعسل مشرقي[c1] *** [/c]حالـي ياعنب رازقيإلى آخر الأغنية،وقد غناها في وقت سابق ومنذ ظهورها الفنان فضل محمد اللحجي والفنان مسعد أحمد حسين والفنان عوض عبدالله المسلمي.وفي وقت لاحق غناها الفنان مهدي درويش،ولا يوجد فنان آخر لم يغن هذه الأغنية،فقد تشرفت هذه الأغنية بحناجر معظم الفنانين اليمنيين.ذاع حيت هذه الأغنية في لحج،وصلت إلى عدن حيث فسرها بعض العلماء بأنها دعوة مفتوحة لمعاقرة الخمر،وقالوا وما الخمر إلا من عصائر العنب،مثل الشيخ محمد سالم البيحاني الذي شن حملة قاسية على هذه الأغنية وزاد في حملته أنه قام بكتابة المقالات النقدية على هذه الأغنية في صحيفة(فتاة الجزيرة) تحت اسم محمد سالم البيحاني خريج جامعة الأزهر،.وقد أشار الأمير أحمد فضل القمندان إلى هذه الحملة في كتابه الصغير(فصل الخطاب في إباحة العود والرباب) وزاد أيضاً في رده على منتقديه بمقالات أخرى في صحيفة فتاة الجزيرة حيث كان يكتب عليها اسمه وإلى جانب ذلك يكتب أحمد فضل القمندان خريج مسجد مساوى.اسمحوا لنا قبل أن نتناول مساجلات هذه الأغنية،علينا أولاً أن نتطرق إلى رأي عدد من الكتاب والسياسيين والأدباء والمثقفين عن الأمير أحمد فضل القمندان ووقوفهم إلى جانبه في مسيرته الفنية والأدبية على الربوع اللحجيه.فهذا الأستاذ(إبراهيم راسم) من أصل تركي وقد عاش في لحج الخضيرة(معلماً للموسيقى) وكان يطمح إلى أن يدون كل أعمال القمندان بالعلامات الموسيقية(النوتة) ليسهل تناولها ويتمتع بها من حرم من سماعها.وتحدث الشاعر صالح فقيه عن القمندان وعن قدراته الإبداعية بالقول إن الأمير أحمد فضل القمندان يقول الشعر بلغة البلد العامية بدون تكلف أو مبالغة وهو أقدر الشعراء بل هو عنوان أدب الأمة.وقال الأستاذ علي محمد علي لقمان في أبياته الشعرية حول القمندان:قم خاشعاً لدامع العشاق وأخضع لتيه الفانيات فإنه واشرب كأس العاشق المشتاق خمر الأديب وكأسه والساقيوفي عام 1938م،قال عنه الأستاذ الأديب عبد الرحمن جرجرة الذي كان يصدر صحيفة(اليقظة) اليومية:إن الشاعر أحمد فضل العبدلي باعتراف لابد منه لا سيما وأن موسيقى الأمير أحمد فضل قد رفعت كثيراً من شأن موسيقى جنوب الجزيرة،وبما أن الموسيقى دليل على تقدم الأمة وسمو شعورها بموسيقى الأمير أحمد فضل كموسيقى فياضة بالمرح،طربه راقصة(كالرومبا) تهز شعورنا نحن اليمنيين والحضرميين وشعور كثير من أخواننا العرب. وقال عنه المحامي محمد علي إبراهيم لقمان:لقد أسكرتني حلاوة الأشعار البدوية والأغاني الشعبية بل الأغاريد اللحجية التي نفثتها روح الأمير أحمد فضل القمندان الفياضة الدالة على شاعريته النادرة.. ويواصل محمد علي لقمان المحامي:وأعظم سمات هذا الأمير النبيل أنه يعلم ما يعني ويعني ما يعلم،وهي ميزة فاتت أعظم الشعراء فتخبطوا في دياجير وهاموا في واد مظلم.ونعود الآن مجدداً إلى موضوعنا الأساسي أغنية(حالي ياعنب رازقي) التي شاعت وملأت الأفاق بعبير كلماتها الرقراقة وتأثير موسيقاها الراقصة،لتحتضنها الحناجر والأصوات ويتغنى بها كل صغير وكبير أكان قاعداً في مجلسه أو يعمل في حقله أو سائراً إلى منزله..أغضبت هذه الأغنية الشيخ عبد المجيد الأصنج على الرغم من أن الأمير أحمد فضل القمندان قدم عدة براهيناً عديدة بأن الغناء ليس محرماً واستند إلى عدة أحاديث دينية،وكان رده مهذباً لا يحمل التجريح بل يحمل الحجج والبراهين.وكان رد الشيخ الجليل عبد المجيد الأصنج قصيدة(معارضة) لأغنية(حالي ياعنب رازقي) قدمها للفنان عوض عبدالله المسلمي، الروي والقافية والوزن لأغنية حالي ياعنب رازقي وهي بعنوان:(من للباب ذا المغلق)لعينيك حبي نقي[c1] *** [/c]ياذا الصارم الأبرقياروحي ويا استبرقي[c1] *** [/c]من للباب ذا المغلقوالأغنية كانت دعوة لترك الخمر وإظهار ضرره من كل النواحي قال في بعضها:خليها وخذلك بدل[c1] *** [/c]آكل اللـوز وطعـم العسل واغزي القوم بالفيلق[c1] *** [/c]من للباب ذا المغلقكم من كأس يادارسي[c1] *** [/c]شل المال للفارس من جيـب الغبي الشقي [c1] *** [/c]من للباب ذا المغلقأصل الفقر كأس الخمور[c1] *** [/c] أينك يا الشباب الجسور أهجرها ولا تستقي[c1] *** [/c] من للباب ذا المغلقأن الخمر كيد اليهود[c1] *** [/c] ذا خطف القوىوالنقــودفر من ذا البلاء المحدقـي[c1] *** [/c] من للباب ذا المغلقوظل الفنان عوض عبدالله المسلمي يغني بهذه الأغنية في بعض الجلسات الخاصة حتى لا يقطع شعرة معاوية بينه وبين الأمير أحمد فضل القمندان حتى لا يؤجج الحملات الصحفية المتفاقمة بين الأمير أحمد فضل القمندان والشيخ محمد سالم البيحاني.غناها(المسلمي) على أصولها ولم يغير باللحن بأي شيء ورجوعاً لأغنية(حالي ياعنب رازقي) حييت تمكنت فرقة الفلاح الموسيقية بلحج من عزفها وقام الفنان مهدي درويش بغنائها على نمط جديد من الحداثة تطلبها العصر الجديد.هذه الحادثة حادثة الخصام وتبادل القذائف الكلامية بين الأمير أحمد فضل القمندان والشيخ محمد سالم البيحاني(توقف) وعادت الحياة إلى طبيعتها بين الاثنين.وقد وردت هذه الحادثة في كتاب الدكتور محمد عبده غانم(شعر الغناء الصنعاني) وأيضاً تناول هذه الحادثة(روبرت سارجنت) في كتابه نثر وشعر من حضرموت وكذا الأستاذ أحمد بومهدي في مداخلته في المهرجان الثالث للقمندان1997م.أما أغنية الشيخ عبد المجيد الأصنج(من للباب ذا المغلق) فقد سجلها الفنان عوض عبدالله المسلمي عام 1950م على اسطوانة شمعية بشركة(طه فون) بعد سبع سنوات من وفاة الأمير أحمد فضل القمندا.