د. زينب حزامللطفل اليمني بيئة خاصة ؛ ولا أستطيع هنا الغوص في هذه التجربة ؛ رغم أنني قدمت العديد من الموضوعات عن طلاب المدارس الابتدائية والثانوية ؛ ولكن أدب الطفل ؛ وإعلام الطفل له المتخصصون في هذا الجانب ؛ وفي بلادنا يوجد العديد من الكتاب الجيدين والمتميزين في مجال الطفل .وهنا أتساءل لماذا نجحت (ماما نجيبة حداد) عندما كانت تقدم برامج الأطفال التلفزيونية في تلفزيون عدن؛ بتقديم برامج الأطفال وإعدادها لفترة طويلة ؟! ؛ بينما فشلت بعض مقدمات برامج الأطفال في تقديم برامج تلفزيونية للأطفال ؛ هل كان الاعداد غير جاد ؛ عموماً أدب الأطفال وبرامج الأطفال التي تحتوي القصص المصورة أو الكرتونية تحتوي على فن جديد نسبياً ودعم مؤسسات الدولة أو القطاع الخاص للبرامج التلفزيونية الخاصة بالأطفال محدود جداً.حقاً لقد ظهرت في الأعوام السابقة من هذا القرن توجهات جادة نحو الاهتمام بأدب الطفل خاصة إعداد الأفلام الكرتونية المحلية التي تواجه العديد من الصعوبات خاصة من الأفلام الكرتونية المستوردة من الخارج ؛ مما يعرقل الإنتاج المحلي للأفلام الكرتونية المحلية .. والمشكلة الرئيسية التي نواجهها الآن هي طباعة أدب الأطفال خاصة في مجال على النفس وثقافة وتربية الطفل ؛ الذي يتطور باستمرار مع ظهور جهاز الكمبيوتر والإنترنيت الذي بدأ يغزو كل بيت يمني ؛ مما يجعلنا لا نستطيع تقديم الأعمال الأدبية الساذجة والبسيطة أمام الانفتاح الثقافي والتكنولوجي الذي بدأ يسيطر على عقل الطفل . إن الحل لهذه المشكلة يجب أن نتناولها من التراث اليمني القديم وتقديمه بقالب شيق ومعاصر للطفل ؛ لأن في تراثنا كنوزاً أدبية لا يمكن الاستغناء عنها .. وهنا يأتي دور الكتاب المطبوع محلياً لأدب الطفل وكيفية إيصاله إلى يد الطفل بثمن زهيد ومتناسب مع قضية ارتفاع الأسعار للكتاب والمواد الغذائية التي نعانيها في الوقت الحاضر نتيجة الأزمة الاقتصادية الدولية . وللمدرسة والأسرة دور مهم بتدريب الأطفال بقراءة الكتاب الالكتروني والكتاب المطبوع.إن الأديب الذي يكتب بعقلية الطفل وبأسلوب الطفل مع مراعاة العمق في المضامين والبعد الإنساني ونجد هذا في أدب الأطفال عند الأديبة والكاتبة نجيبة حداد والأديبة والكاتبة الصحفية نهلة عبد الله والأديب عبد الرحمن عبد الخالق وغيرهم من الكتاب والشعراء في اليمن الذين لم تسعفني ذاكرتي حالياً لذكر أسمائهم والذين ساهموا بتطوير أدب وثقافة الطفل وأصبحت كتبهم خالدة وذات مضمون فلسفي أحياناً يعود إليها الإنسان في أي مرحلة من عمره .لقد ظل هذا التساؤل يطاردني بضعة أعوام ؛ بحثاً عن أدب الطفل وإعلام الطفل ؛حتى اتضح لي بالنظر إلى الكتب المعروضة في معرض الكتاب الدولي الذي أقيم في صنعاء في شهر أكتوبر 2007م ؛ وبرزت بعض الأعمال في أدب الطفل منها محلية ودولية وكان الثمن يتناسب مع ذوي الدخل المحدود وكنت أتمنى أن أرى ازدحام الأطفال على شراء الكتب المتواجدة في المعرض ؛ ولكنني لم أر إلا مجموعة بسيطة جاءت إلى المعرض مع أولياء الأمور ؛ وربما يكون سبب عدم تدفق الأطفال على معرض الكتاب هو النقص الملحوظ في إعلام الطفل ؛ فأنا من متابعي برامج الأطفال المحلية سواء كان ذلك في الإذاعة أو التلفزيون ؛ لم أسمع أو أشاهد برنامجاً محلياً يعرض قصة أو أقصوصة محلية أو مصورة في برامج الأطفال ؛ وهذا دليل واضح على عدم الاهتمام بإعلام الطفل وأدب الطفل .[c1]تجاهل أدب الطفل [/c]ويجد القارئ لأدب الطفل تجاهلاً واضحاً من قبل المؤسسات الرسمية والغير الرسمية ؛ حيث يتم طباعة الكتب التي تجد الربح المادي السريع أو المجاملات ؛ بينما نجد كتب الأطفال التي تطبع محلياً ولا تنافس الكتب المستوردة من الخارج التي تميز بإخراج متفوق وطباعة أنيقة فاخرة وملونة ؛ ومواضيع ملائمة لتوجهات العصر؛ ومغرياته وثقافته العولمية الرائجة ؛ يضاف إلى ذلك أزدهار أفلام الأطفال الكرتونية اليابانية المترجمة إلى اللغة العربية والتي تشد أنتباه الأطفال والتي تتوفر فيها عناصر التسلية والتوعية والمعلومات ؛ وربما قد تكون أثر كثيراً على النشاط الرياضي للأطفال .وفي طليعة الأسباب التي أثرت على الطفل وعدم اهتمامه بالقراءة الكتب المطبوعة ؛ والسبب الرئيسي في رأيي ليس هو عدم طباعة الكتاب المحلي فقط ؛ بل أعتقد تقصير الإعلام هو السبب الرئيسي ؛ وعدم توفير الدعاية الإعلامية للكتاب المحلي سواء كان للطفل أو للكبير مما عرقل انتشار دائرة الكتاب .. إن الدعاية الإعلامية وفقدانها أو بمعنى أدق غيابها عن الأدب العام أو أدب الطفل أثر كذلك على الكتاب المدرسي ؛ مما جعله كتاباً في مستوى متدنً من حيث الطباعة والتنظيم البرمجي للكتاب المدرسي المطبوع محلياً والذي لا يحتوي على أسس عصرية مبسطة ومشوقة تلفت أنتباه الطالب لها ؛ وتخضعه لجاذبية الإبداع .إن الهدف الاساسي للأدب الطفل هو تطوير طاقته الإبداعية والإنسانية وبدوره هذا يكون قادراً على تطوير برنامج التعليم والأدب وربطها بالتنمية ومتطلباتها.ونحن هنا نهدف إلى الغوص في أعماق الطفل وتكوين شخصيته وكرامته . أن تربية الطفل من خلال تذوقه للأدب والقصة والأفلام الكرتونية الخاصة بالأطفال تمده بالمعلومات الهامة التي تلقي الضوء على الطفل وتعده للمجتمع وتكوين السلاح له في المستقبل .فلم يعد الاهتمام بأدب الطفل وإعلام الطفل من أجل استثمار الجهد والمال والرعاية الكاملة للأطفال بل هي في الواقع استثمار المستقبل لأي مجتمع لأن التنمية تقوم على الإنسان الصحيح المتمتع بقدرات خلاقة وتفكير منظم وسليم وهذه الصفات لا تكتسب في الكبر ؛ أنما هي من تربية الطفل في سن مبكر وتعلمه فن القراءة والتذوق للأدب العام والقصة والشعر وفن الرسم وأستخدام الألوان وأهميتها في التعبير عن أحاسسه تجاه الأشياء المحيطة به.يأتي الطفل إلى المدرسة ليبدأ تكوينه العقلي والحضاري والإنساني ؛ لذلك ينبغي أن تكون المدرسة قطعة من الجمال والنظافة والتنسيق لأن الطفل يقضي ساعات طويلة في المدرسة وربما تكون أكثر مما يقضها مع أفراد أسرتة ؛ وأنني من خلال نزولي الميداني إلى معظم المدارس في محافظة عدن وجدتها تفتقر إلى المكتبة المدرسية رغم وجود مخازن للكتب المدرسية ؛ أنني أتذكرعندما كنت أدرس في السنوات الأولى من المرحلة الأبتدائية كانت هناك حصة تسمى القراءة الحرة ؛ وكانت المعلمة تقدم لنا عدداً من القصص المصورة والملونة وتختار كل طالبة قصتها المفضلة ؛ مما ساعدنا على تذوق الأدب وخاصة القصة ؛ بينما نجد هذه الأيام انعدام هذه القراءة الحرة وتحشو الكتب المدرسية المعلومات المكررة والتي لا يستفيد منها الطالب ؛ أن تقديم القصص الملونة والمصحوبة بالرسومات تساعد الطفل على تلصيق المعلومات في الذهن وتنمي تذوقه الجمالي للقراءة الأدب العام ؛ أن تغيب الصورة الإيضاحية عند تقديم المعلومات يساعد على تبخر المعلومات القيمة .أن بناء المكتبات الخاصة بالأطفال ومساعدتهم في أختيار الكتاب المناسبة سواء كانت قصة ملونة أو قصيدة أو كتاب مدرسي شيء يدعو إلى احترام أطفالنا وتقديرهم ؛ فعلينا أن نوفر لهم الكتاب الجيد والقيم والأدب المميز وتقدم الإعلام الجيد لأدب الطفل حتى تتضح لنا أفكارهم وعواطفهم واتجاهاتهم فنحاول أن ننمي مواهبهم ونسمو بها .
|
ثقافة
محاولة لكسر الحاجز بين أدب الطفل والإعلام
أخبار متعلقة