بعد وصف رجل الدين السلفي نبيل العوضي غير المحجبة بـ”سهلة المنال”
الكويت / متابعات :نشبت حالة من السجال في الكويت حول ارتداء الحجاب في أعقاب وصف الداعية الإسلامي الكويتي نبيل العوضي مَنْ نزعت حجابها بأنها «سهلة المنال وتجر الرجل إلى الشهوات»، ما دفع الكاتبة الليبرالية الكويتية إقبال الأحمد للرد عليه والقول إن «هناك أشخاصاً بلا لحية أفضل من أناس ملتحين». وبدأ السجال عبر مقال كتبه الدكتور نبيل العوضي في صحيفة «الوطن» الكويتية منذ أيام، عندما انتقد حادثة حرق الحجاب التي حصلت أخيراً في سويسرا، وأضاف أن المرأة التي «نزعت حجابها سهلة المنال, يستمتع بالنظر إليها كل صاحب قلب مريض وعين خائنة, وربما تسببت في فتنة رجال وجرتهم إلى الشهوات المحرمة فحملت أوزارهم عند الله يوم القيامة».وذكر العوضي، الذي دشن حملة « التشجيع على الحجاب» في الكويت، في مقال له بجريدة الوطن الكويتية أن « البنت إذا بلغت 9 سنين ينبغي على والديها تشجيعها وتحبيبها في الحجاب»، موضحاً أن « الحجاب فرض وتركه معصية كبيرة وإثم عظيم عند الله تعالى, والله جل وعلا الذي خلقنا وأنعم علينا بهذا الجسد الذي خلقه في أحسن تقويم, مع هذا فقد أمر المرأة أن تحتجب وتستتر أمام الأجانب من الرجال».وقوبل وصف المرأة غير المحجبة بأنها سهلة المنال برفض من الكاتبة الليبرالية إقبال الأحمد التي خاطبت العوضي قائلة «بأي حق تصفني بأني سهلة المنال لأني كشفت عما حرم الله وأن يستمتع بي كل صاحب قلب مريض وعين خائنة». وتساءلت الأحمد التي لا ترتدي الحجاب في مقال لها بجريدة «القبس» الكويتية «أي دين يكفل لك ويسمح لك يا دكتور نبيل أن تقذفني بأقسى الصفات، وتقول ربما تسببت في فتنة الرجال وجرهم إلى الشهوات».وخاطبت العوضي في مقال آخر «أنت تقول إنك رجل دين تفتي وتحدث وتعطي دروساً بالدين والسلوك ولكنني أرى آخر من دون لحية بعيداً عن مظاهر التدين الشكلية ولا يحمل لقب شيخ ولم يحج في حياته وقد لا يصلي أفضل بكثير.. تعرف ليش؟ لأنه لا يعرف سوء النية ولا يغتاب الآخرين ولا يقذفهم بما قذفت أنت به نساء الكويت غير المحجبات الفاضلات المحصنات المحترمات».وذكرت الأحمد في تصريح نشره موقع «العربية.نت» أن «كثيراً من نساء المجتمع الكويتي سافرات وما قاله العوضي لا تقبله أي سيدة محترمة في مجتمعنا»، مشيرة إلى أن «مشكلة التيار الديني في الكويت أنه يتحدث باسم الجميع, ونحن لا نرفض الدين لكن نرفض التحكم في الحريات والتحدث باسمنا».ووصفت الأحمد العلاقة بين التيارين الإسلامي والليبرالي في الكويت بأنها ليست علاقة خلاف وإنما تصادم في أمور كثيرة يجدها التيار الديني أنها ملزمة بينما يرى التيار الليبرالي أنها نوع من الحريات. وأضافت «هناك صحوة لعدم التمادي في هضم حقوق الناس، كما حدث من قبل التيار الديني في الكويت، حيث صار هناك عملية تحكم في كيفية اللبس والتحدث والتعامل مع الآخرين والاحتفال والاستمتاع».واعتبرت الأحمد أن الداعية نبيل العوضي مارس القمع معها كونه وصفها بأوصاف لا تمت لها بصلة، مشيرة إلى أنها تحتفظ بحقها في الرد بعدة طرق، دون أن توضح إن كان من بين تلك الطرق تقديم دعوى قضائية ضد العوضي. وكان العوضي عاد ونشر مقالة عقب مقالة الأحمد يخاطب فيه «السافرة» التي انتقدت مقاله الأول وذلك على حد تعبيره. وأضافت «أي موضوع به تدخل في حريتي الشخصية هو خط أحمر بالنسبة لي، وأنا لست ضد كل من يدعو للدين ولكن لدي التزاماتي الدينية بشكل أعرفه أنا جيداً, فالدين ليس حجاباً أو نقاباً وإنما هو رحمة وتسامح وحب وتقبل للرأي الآخر, وهذا هو الدين الذي تعلمته في مدارس الكويت وتلقيته من أبائي وأجدادي الذين كانوا لا يتركون صلاة جماعة في المسجد».وتابعت «ليس لدينا حساسية تجاه التيار الإسلامي إلا إذا تعدت الأمور بشكل يلغي وجودنا وحريتنا وقدرتنا على الاختيار، خاصة أننا نعلم أنه لا ينقصنا شيء يتعلق بثقافتنا الدينية والشعائر التي نقوم بها داخل بيوتنا وليس أمام الناس».