غضون
- الإرهاب كالحرب يشتعل أولاً في الرأس بفعل ثقافة المتطرفين ومجانين التعصب، ويعبر عن نفسه في الواقع بتفخيخ الشباب وإرسالهم إلى المكان المحدد ليفجروا أنفسهم ويأخذوا في طريقهم أرواح أبرياء.. وأنا أوافق كلام وزير الداخلية، فأسهل مهمة يمكن أن يقوم بها إنسان هي مهمة الإرهابي، إذ يكفي له أن يمنطق نفسه بحزام ناسف أو يحمل حقيبة متفجرات ويسير بين الناس الآمنين ثم يفجر نفسه فجأة، ولذلك ينجح الإرهابيون أحياناً لأنهم لا يبالون بالآخرين، ولأنهم يدركون أن أجهزة الأمن ليس بوسعها تجنيد شرطي لكل مواطن ولا يمكنها أن تستوقف أي إنسان يسير في الشارع أو تتدخل في شؤونه وحريته الشخصية.. ويعد الإرهابي (عثمان الصلوي) منفذ العملية الانتحارية الأخيرة مثالاً حياً وطرياً لذلك.. شاب يرتدي زياً مدرسياً ويحمل حقيبة مدرسية ويسير في الشارع كغيره، لكن الحقيبة عبئت بمتفجرات بدلاً عن الكتب والكراسات.- مع ذلك نقول للوزير المصري إن الحل الأمني هو الأساس بالنسبة للإرهاب خاصة في هذا البلد الذي يتراجع فيه دور المثقف ورجل الدين والإعلاميين تجاه هذه المشكلة الخطيرة، ليس تعاطفاً مع الإرهابيين بل نكاية بالسلطة.. وإذا كان الحل الأمني قد نجح بمعدل (94) في المائة مع مرتكبي الجرائم الجنائية الجسيمة وغير الجسيمة ويكاد يقضي على ظاهرة الاختطافات فسوف ينجح في القضاء على الإرهاب أيضاً، والدليل على ذلك المملكة العربية السعودية التي قمعت الإرهاب بالقوة الأمنية ولا تزال تتعامل مع الإرهابيين بلا رحمة.. ونحن نقول إن الرحمة مطلوبة لكن الإرهابيين لا يتركون لأجهزة الأمن فرصة في استخدام خيارات أخرى غير مواجهة العنف بالعنف.. إن الوزير السابق الدكتور ناصر العولقي لم يفلح في إقناع ابنه أنور بتجنب السير في طريق الإرهاب وتسليم نفسه للأمن ليسلم ويسلم المجتمع من شروره فكيف يمكن أن يقنعه شخص آخر؟- وزير الداخلية قال لقناة (اليمن الفضائية) قبل يومين إنه «لابد» للمثقف وخطيب الجامع والآباء ووسائل الإعلام أن يلعبوا أدوارهم في مكافحة الإرهاب.. وهي مساهمات مطلوبة وأزعم أن كثيرين يقومون بذلك، ما عدا المعارضة - للأسف - التي أجزم أنها ضد الإرهاب ولكنها تتغاضى عن هذا الدور نكاية بالسلطة، وما عدا «عرابي» الإرهابيين الذين يتصدرون منابر كبيرة في الجوامع والمراكز السلفية..وأذكر معالي وزير الداخلية أن مجموعة من هذه الفئة الأخيرة ذهبوا إلى رئيس الجمهورية قبل أيام يطلبون منه حظر عمل المرأة في الشرطة وقوات مكافحة الإرهاب بدعوى أن عمل المرأة في هذا المجال «مخالف للشرع» بينما لاذوا بالصمت أمام العملية الإرهابية الخطيرة التي وقعت بعد ذلك بيومين.. لم تصدر من أحدهم كلمة إدانة واحدة.. فلا أمل فيهم يا معالي الوزير..