أضواء
يقاس تقدم المجتمعات ونهضتها بحجم مساحة الديمقراطية الممنوحة لشعوبها ومدى إيمانها بحرية الرأي والتعبير، وإذا تحققت العدالة ولدت الحرية، وقد نصت جميع المواثيق الدولية أن حرية التفكير حق مقدس للأفراد، ومن أهم مقوماته الجرأة وعدم التردد في كشف الحقائق وأعمال العقل لمعالجته أمور الحياة المجتمعية ومناقشة قضايا وهموم الوطن والمواطن.وقال دعاة الإعلام الحر والديمقراطية انه إذا تم اضطهاد الصحافيين او سجنهم فإن المجتمع سيكون هو الضحية، والاعتداء على الصحافيين هو اعتداء على احد الثوابت الاساسية للمجتمع الحر وهو حق المواطنين بأن يتمتعوا بوصول حر ومفتوح للمعلومات، كما ان الاعلام المستقل يسلح الحكومات بالشفافية والمحاسبة، وهما عنصران لا غنى عنهما لتحقيق الديموقراطية الحقة والنهضة الاقتصادية. ولذا، يجب منح الكاتب او الصحافي فسحة من الحرية كي يعبر عن وجهة نظره ويشارك ولو بشكل رمزي في القرارات السياسية والاصلاحية التي تهم بلده وشعبه بصفته مواطنا وفردا فاعلا في ديمومة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.ان الصحافيين وممثلي وسائل الاعلام هم في الخطوط الامامية لحرية المعلومات، وحينما يجري ايذاؤهم او ترهيبهم فلا يكونون هم الضحية فحسب، بل العملية الديموقراطية كلها، فحرية الصحافة ذات اهمية مزدوجة للانسان وللمجتمع. فبالنسبة الى الانسان الفرد هي وسيلة للتعبير عن ذاته وآرائه واتجاهاته السياسية، اما بالنسبة الى المجتمع فهي وسيلة اصلاح تساهم في تقدمه وتطوره، وحرية الصحافة هي الاساس الذي تقاس بموجبه كل الحقوق الديموقراطية.وهناك عدة عناصر لحرية الصحافة، منها التعددية الصحفية وانعدام القيود القانونية وعدم خضوع الصحافة للرقابة، ولذلك فإن التداول الحر للافكار والآراء هو احد حقوق الانسان المهمة والجوهرية.نتضامن مع الكاتب محمد عبدالقادر الجاسم في محنته، ونأمل حصوله على حريته بالافراج عنه في القريب العاجل، لتظل الكويت واحة الحرية التي نفخر بها جميعا، ونتباهى بأن لدينا ديموقراطية يغبطنا عليها الكثير من الدول.حفظ الله الكويت حكومة وشعبا من شر الحاقدين. [c1] صحيفة القبس الكويتية