شخصيات خالدة
عاش هذا الشاعر حياة قصيرة جدا مفعمة بالأحداث المهمة والخطيرة حيث عاصر ثورتين في روسيا، والحرب العالمية الأولى التي جلبت الويلات للكثير من الشعوب .ولد سيرغي يسينين في الثالث من شهر أكتوبر 1895 في قرية قسطنطينوفو في مقاطعة ريازان احدى مقاطعات الاتحاد الروسي سابقا، حيث قضى سنوات طفولته. وقد توجه يسينين في أواخر عام 1912 بعد إكمال المدرسة إلى موسكو بطلب من والده ، وفي عام 1913 عمل يسينين في دار نشر "الثقافة"، وبدا بكتابة القصائد منذ أيام المدرسة .سطع نجم الشاعر يسينين في أوائل القرن العشرين على الرغم من ظهور الكثير من النجوم المتلألئة في سماء الشعر الروسي كالكسندر بلوك وفلاديمير ماياكوفسكي، والكسندر تفاردوفسكي، وآنا اخماتوفا، ومارينا تسفيتايفا. ويتميز يسينين عن جميع هؤلاء الشعراء الكبار ببساطته فهو ابن العائلة الفقيرة والقرية والطبيعة الروسية التي لم تفارق مخيلته أبدا في حين انحدر جميع الشعراء الذين عاصروه تقريبا من أسر مثقفة وعاشوا حياة العاصمة بصالوناتها الأدبية الصاخبة وقد كان يسينين أقربهم إلى الشعب الروسي كسلفه الشاعر الروسي العظيم الكسندر بوشكين حيث حفظ وردد الجميع قصائده وأشعاره الجميلة المشبوبة بحزن روسي عميق. ويرى النقاد أن موهبة يسينين الشعرية الرائعة والأصيلة تستند إلى طبيعة الحياة في روسيا وإلى الإنسان الروسي نفسه. ورغم ذلك انتشر صيت هذا الشاعر في العالم كله وترجمت أشعاره إلى أكثر من 32 لغة عالمية، وصدرت دواوينه في أوروبا والولايات المتحدة والعديد من بلدان العالم الأخرى. كما ترجمت قصائد يسينين إلى اللغة العربية، وقرأه وأحبه المثقفون العرب .وتوفي سيرغي يسينين في مدنية لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا) في عام 1925 في ظروف مأساوية .ورغم أن الشاعر الروسي سيرغي يسينين عاش حياة قصيرة إلا أنه ترك أثرا واضحا في الشعر الروسي والعالمي. كما يحظى هذا الشاعر بمكانة كبيرة وخاصة في روسيا المعاصرة حيث تنتشر نصبه في العديد من المدن الروسية.وتشهد قرية قسطنطينوفو التي ولد فيها يسينين في أوائل شهر أكتوبر من كل عام مهرجانا للشعر يشارك فيه الكثير من المثقفين الروس. وقد استحدثت في روسيا جائزة أدبية تحمل اسم الشاعر سيرغي يسينين. ومازال العديد من النقاد الأدبيين في روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة يخوضون في التفاصيل والجوانب الغامضة من حياة وإبداع سيرغي يسينين.