قالها لي يوماً يابني "تعلم كيف تحب وتكون خيراً للناس، يا بني مهما كانت الحياة ومهما خاض الإنسان فيها من معارك دفاعاً عن حقه في الحياة ومبادئه وأهدافه ومهما كانت دوامة الحياة اليومية التي يعيشها الإنسان ان كانت سعياً وراء الرزق فكل هذا يحتاج الى لحظات من الحب تشعره بإنسانيته وتعيده إلى احساسه بجمال الحياة.." وقال لي أيضاً:"ان الحب خليط من النشوة والسعادة والأمل والترقب وتأمل الطبيعة التي تجعل الإنسان يعيش في عالم أكيد يدرك كل شيء حوله دون التسرع في احكامه.." وقال "ان مع وجود الحب تعيش في زمن لا يعد محسوباً من عمرك لانها لحظات فوق العمر وأكبر من الزمن.."يا بني.. "تعلم كيف تحب ان للحب مذاقاً روحياً خاصاً فتصبح للحياة حلم رومانسي جميل.أبي العزيز الغالي أتذكر جيداً في ذاك المساء حين كنت مستلقيا فوق أريكة المنزل حين قلت لي وتشهد على هذا الحديث أمي الغالية قلت أيمن عندما كنت طفلاً صغيراً تقول لأمي اني أرى في ولدي هذا وجهي الآخر.. كما بادرت أمي بتصحيح العبارة قالت كنت تقول "وجهان لعملة واحدة" أرى فيك نصفي الآخر.. أبي يعجز الوصف وتنفذ مني الكلمات .. كيف الوصف الذي يليق بعملاق مثلك؟!! أبي نم وأنت قرير العين وثق بنا أننا سنواصل حلمك الأكبر ونكون مثلما كنت قلماً شريفاً غيوراً على وطنك محباً لوطنك لا تبحث عن الهتاف مثلما قال الشاعر محمد القعود في أبياته:يكره الهتاف للخرافةويضحك كثيراً ممن يؤلهون البشر..يمقت باعة المبادئ والضمائروكرادلة السياسة ولقطاء الأحزابوسماسرة الشعاراتيضحك كثيراً على اناقة الخديعةويذرف دمعة واحدة فقطعلى حقيقة لم تولد بعد..محمد القعودأبي العزيز أعرف أنك لن تستطيع قراءة رسالتي هذه ولكني على علم يقين ان ما في احشائي واحساسي هي التي قد تصل أليك.أبي العزيز.. نحن فلذات كبدك.. نحن حاملون أسمك نعدك ان أسمك ومملكتك ستظل دائماً في الأعلى عازمون ان نواصل ما بدأته أبي عشت فارساً للكلمة محباً للوطن والوحدة شريفاً في حلمك وفي قلمك ومت على عهدك مع صاحبة الجلالة والأرض.. ونحن فلذات كبدك أبناءك نعدك .. نعدك.. نعدك.. ان تكون لصم.. بم اسم لا يقهر في زمن تقهر فيه الرجال نصنع من المستحيل غاية ومن الكلمة درعاً نحمي به كل الشرفاء والغيورين على بلدهم.والدي العزيز نم وأنت قرير العين وثق ان ابناءك باقون على عهدك لا نخشى الزوابع من أصحاب النفوس الضيقة سنكمل رسالتك مع صاحبة الجلالة ونكون فداءً لوطننا وقلماً حراً شريفاً إنسانياً صادقاً صدوق الكلمة حتى يلف بنا الزمن وننام نومة عميقة طويلة حيث أنت الآن..إنا لله وإنا إليه راجعونالمحب لك دوماً ابنك أيمن عصام سعيد سالم(أبو بنان)
