صنعاء / سبتمبر نت :في سابقة تعيد الساحة الثقافية اليمنية والعربية إلى أحداث ما قبل نصف قرن عاود "الاسلاميون" في اليمن شن حروبهم ضد منابر التنوير والوعي الفكري مستهلين إياها بحملة شرسة ضد أسبوعية (26 سبتمبر) والصحيفة الالكترونية (26 سبتمبر نت) الصادرتين عن دائرة التوجيه المعنوي، واللتين تعتبران منبري التنوير الثقافي والفكري الأول في اليمن، وتتصدران قائمة الشرائح المثقفة، والتيارات المعتدلة من فئات الشعب اليمني، وتعتبران المصدر الأول لاستقاء الأخبار لوسائل الإعلام المحلية والخارجية.وقد اتخذت حرب الإسلاميين نهجين الأول: الأسلوب التعبوي التحريضي القديم الذي كان " الإسلاميون" يمارسونه قبل حوالي نصف القرن ضد صحيفة "المعرفة" التي كان يصدرها محمد محمود الزبيري ومحمد أحمد النعمان - رحمهما الله - لينتهي الأمر بالتهديد المباشر لرئيس تحرير هاتين الصحيفتين - العميد علي حسن الشاطر- بالتصفية الدموية، والتي ينظر فيها القضاء حالياً.وقد تطور الأمر مؤخراً إلى الاستعانة بالمنظمات التابعة للإسلاميين التي تفتي بتحريم العمل الثقافي والإعلامي على أفراد القوات المسلحة والأمن، حيث تبنى محامي الإسلاميين خالد الآنسي - الذي يتولى الدفاع عن الشيخ محمد المؤيد ورفيقه محمد زايد المعتقلين لدى السلطات الأمريكية بتهمة الإرهاب، وأصدرت بحقهما محكمة أمريكية أحكاماً بالسجن تصل إلى (70) عاماً، وبجانبه زميله المحامي محمد ناجي علاو- الذي يتولى الدفاع عبر منظمته عن المعتقلين اليمنيين في غوانتنامو الذين تتهمهم السلطات الأمريكية بالتورط بأحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، والذي يشغل أيضاً مركز رئيس المكتب القانوني لحزب التجمع اليمني للإصلاح (تيار الإخوان المسلمين)- تبنيا رفع مطالبة لرئيس الجمهورية بإغلاق صحيفة "26 سبتمبر" وموقعها الإلكتروني أيضاً، معتبرين بقاءهما يعد "جريمة دستوريه".ففي رسالة رفعها المحاميان إلى فخامة رئيس الجمهورية بصفتهما رئيسي "الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات"- منظمة غير حكومية- قالا: "إننا نجد وفقاً لنصوص الدستور وقانون خدمة أفراد ضباط القوات المسلحة وقانون الأحزاب وهيئة الشرطة أن إصدار هذه الصحيفة وموقعها الإلكتروني يعتبر خرقاً وانتهاكاً صارخاً للدستور والقانون في هذا الشأن".وأضافا: "إن الواجب الدستوري يحتم عليكم اتخاذ القرار بإقفال هذه الصحيفة والموقع الالكتروني دون حاجة للفت النظر لذلك من أحد"، وطالبا بـ"اتخاذ إجراءات وأقفال هذه الصحيفة وموقعها الإلكتروني وموقع سبتمبر نت وإنهاء هذا الانتهاك المستمر للقانون والخرق لنصوص الدستور"- نورد نص الرسالة أدناه.ويعتقد مراقبون أن الحرب التي أشعلها مؤخراً الإسلاميون في اليمن ضد صحيفة "26 سبتمبر" وموقع "26 سبتمبر نت"- علماً أن إدارتي تحريرهما منفصلتين- هي مؤشر خطير في مسيرة عمل حزب التجمع اليمني للإصلاح، وتؤكد غلبة ثقل التيار المتشدد داخله القادم من خلفيات حركة الأخوان المسلمين، معللين ذلك بأن الحرب على منابر الوعي والتنوير الثقافي والفكري هي بالأصل حروب سبق للإخوان المسلمين أن خاضوها في مختلف أرجاء العالم الإسلامي، وبنفس الأسلوب الحالي الذي يتضمن التعبئة الإعلامية المضادة، وفتاوى إهدار دماء القائمين عليها، ثم تحولها إلى مواجهة مباشرة من خلال ما تعرضت له الكثير من الصحف التنويرية لهجمات إرهابية، وإحراق وتدمير.وأبدى المراقبون في تصريحاتهم لـ"نبا نيوز" استغرابهم الكبير أن تلجأ بعض القوى السياسية إلى هذا الأسلوب في زمن الانفتاح الديمقراطي، والتعددية الحزبية التي بلغت من العمر في اليمن ما يزيد عن (16) عاماً.هذا وتعد صحيفة "26 سبتمبر" وموقع "26 سبتمبر نت" من أكثر وسائل الإعلام اليمنية اعتدالاً وابتعاداً عن المناكفات الحزبية، وينتهجان أسلوب العمل التعبوي الوطني الذي يعزز من علاقة الفرد وانتمائه بالوطن وقضاياه الأساسية، إلاّ أنهما كانا الأشد وطأة على الإرهاب ولعبا دوراً أساسياً في مكافحة التطرف وثقافة التكفير، ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال، كما أنهما يتصدران المتابعين لأخبار الحرب على الإرهاب - سواء في اليمن أو غيرها من بلدان العالم - وهو ما يرجحه المراقبون لأن يكون سبباً وراء الحرب التي يشنها "الإسلاميون" على هذين المنبرين الإعلاميين.يشار إلى أن جميع دول العالم تمتلك دوائر توجيه معنوي، تصدر عنها الصحف والمطبوعات التعبوية المختلفة لكون ذلك جزءً أساسياً كمن هيكلة المؤسسات العسكرية في جميع أنحاء العالم.
"الإسلاميّون" يشعلون الحرب على أكبر منابر التنوير الثقافي في اليمن
أخبار متعلقة