عالم الصحافة
كتب توماس فريدمان مقالا في صحيفة (نيويورك تايمز) عما وصفها برياح التغيير التي هبت على الشرق الأوسط أخيرا، والعوامل التي تقف وراءها.وقال إن ما شهده الجميع في الانتخابات اللبنانية من فوز التيار الموالي للغرب على حزب الله و”الرغبة الشديدة للتغيير التي انكشفت في الحملات الانتخابية في إيران” والانتخابات الإقليمية بالعراق حيث مني أكبر حزب موال لإيران بالهزيمة، كل ذلك جاء نتيجة “أربعة عوامل تاريخية تمكنت معا من إحداث صدع في هذه المنطقة الصخرية”.أول هذه العوامل هو انتشار التكنولوجيا مثل الإنترنت والمدونات واليوتيوب والهواتف النقالة خاصة في أوساط الشباب، ما وفر لأهالي الشرق الأوسط أدوات رخيصة للتواصل أفقيا والتعبئة سياسيا وتوجيه الانتقادات للقادة خارج نطاق سلطة الدولة.كما أن هذه التكنولوجيا مكنت الناخبين من مراقبة أي عملية تزوير للانتخابات عبر إرسال ملاحظين يحملون هواتف نقالة مزودة بآلات تصوير.ثانيا، وجود مساحة لتحقيق سياسات حقيقية، وهو ما حققه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش -رغم أن كثيرا من أعماله منفرة- بعد الإطاحة بنظام الراحل صدام حسين عام 2003 وتعبئة الأمم المتحدة لإخراج سوريا من لبنان عام 2005، ما هيأ الأجواء أمام سياسات ديمقراطية حقيقية لم تكن موجودة في العراق ولبنان قبل عقود.وقال فريدمان إن الانتخابات في العالم العربي كانت “مجرد نكتة.. حتى إنني لم أكن انتظر -خلال فترة عملي في نقل التقارير من لبنان في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي- نتائج الانتخابات لأنها معروفة”.ثالثا، فريق بوش فتح هوة في جدار العالم العربي ولكنه لم يتقن العمل الذي تلاه، وهو التسبب في ظهور أحزاب إسلامية منافسة على السلطة.هذه الأحزاب هي حزب الله في لبنان، وقوات موالية للقاعدة في أوساط السنة العراقيين، والمجلس الإسلامي الأعلى بالعراق الموالي لإيران، وجيش المهدي في أوساط الشيعة، وطالبان في باكستان وأفغانستان، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.غير أن تلك الجماعات الإسلامية -كما يقول فريدمان- بالغت في تصرفاتها وفرضها أنماط الحياة الدينية أو في جر المجتمعات إلى مواجهات لا ترغب بها الشعوب.وأخيرا، قدوم الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي تمكن من خلال قوته الناعمة من تفكيك التوجه الشعبي المناوئ لأميركا في العالمين العربي والإسلامي.[c1]الاحتجاجات دليل على الإحباط الشعبي في إيران :[/c]قالت صحيفة (صنداي تلغراف) في افتتاحيتها إن فوز محمود أحمدي نجاد يعد كارثة لإيران والعالم، مضيفة أن الإيرانيين مثقلون بنظام “فاسد” قمعي أهدر إمكانات البلاد “ودفع بها إلى الهامش”.وأضافت الصحيفة أن إيران تعاني من ديمقراطية زائفة بحيث تذهب آمال الناخبين في اختيارهم مرشحين للبرلمان أو الرئاسة أدراج الرياح، عندما لا يتفق اختيارهم مع وجهة السلطة الدينية.وأوضحت أن تلك السلطة الدينية كان دورها بارزا بانتخابات مجلس الشورى عام 2000 عندما اجتاحها التيار الإصلاحي، والذي تم تقييده من جانب المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي ومجمع تشخيص مصلحة النظام والأدوات الثورية الأخرى بالبلاد.وشككت (صنداي تلغراف) بنتائج الانتخابات الرئاسية التي كشفت عن 63% من الأصوات لصالح مرشح الرئاسة أحمدي نجاد و34% منها لمنافسه مير حسين موسوي، وقالت إن الأرقام تم طبخها.وأشارت إلى أن حجم الاحتجاجات في العاصمة طهران البارحة إنما يدل على مدى الإحباط الشعبي وخاصة لدى فئات المثقفين، ومضت إلى أن هناك استعدادا من جانب الولايات المتحدة لتعميق عرى التعاون مع العالم الإسلامي، كما صرح به الرئيس باراك أوباما في خطابه بالقاهرة.واستدركت أن الفرصة لتحقيق ذلك التعاون قد تتضاءل مع نجاح نجاد وإصرار طهران على دعم حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اللتين ترميان لتدمير إسرائيل بالإضافة لمضي طهران قدما في البرنامج النووي الإيراني.من جانبها قالت (صنداي تايمز) إن ملالي إيران زوروا الانتخابات في ظل خشيتهم من شعبية أوباما المتزايدة بالعالمين العربي والإسلامي.وأضافت أنه رغم أن نتائج الانتخابات الرئاسية شكلت لكمة قوية لآمال الرئيس الأميركي في إيقاف طهران برنامجها النووي، فإن سياسة “اليد الممدودة” الأميركية ستستمر في إطار السعي لعلاقات أفضل مع إيران والعالم الإسلامي.