برلين / 14 أكتوبر / متابعات :ودّع حوالي 40 ألف شخص - بينهم أعضاء المنتخب الألماني لكرة القدم - يوم أمس الأحد حارس مرمى هانوفر الدولي روبرت انكه الذي انتحر الثلاثاء الماضي بسبب معاناته من الاكتئاب.وتجمعت الجماهير في الملعب الخاص بهانوفر لإلقاء النظرة الأخيرة على الحارس البالغ من العمر 32 عاماً، والذي رمى بنفسه أمام أحد القطارات السريعة فلقي حتفه.وألقى رئيس الاتحاد الألماني ثيو زوانزيغر كلمة في هذه المناسبة الحزينة قال فيها، «كرة القدم ليست كل شيء. كرة القدم لا تملك الحق بأن تكون كل شيء»، فيما قال رئيس هانوفر مارتن كيند «روبرت، كنت الرقم واحد بكل ما للكلمة من معنى. روبرت انكه لا يملك سوى الأصدقاء وهو دخل القلوب ليس بسبب موهبته الرياضية وحسب بل بطبعه وتواضعه وبمودته».وتميزت المراسم بلحظة دخول تيريزا زوجة انكه، إذ وقفت لها الجماهير الحاضرة في المدرجات لإظهار دعمها لها في هذه اللحظات الأليمة، كما كان مؤثراً أيضاً قيام زملاء الحارس بحمل نعشه.ونقلت العديد من محطات التلفزة الألمانية المراسم التي حضرها لاعبو المنتخب والعديد من الوجوه الكروية الألمانية، مباشرةً على الهواء كما وضعت خارج الملعب شاشتان عملاقتان لإتاحة الفرصة للجماهير التي عجزت عن دخول الملعب لمتابعة المراسم.وكان من المفترض أن يتواجد انكه مع المنتخب الألماني في نهائيات مونديال جنوب إفريقيا 2010، علماً بأنه كان بديلاً لينس ليمان خلال كأس أوروبا 2008.وكان انكه يعتبر المرشح الأوفر حظاً ليكون الحارس الأول، إلا أن إصابته بفيروس غامض في ايلول (سبتمبر) الماضي فتحت المجال أمام منافسه رينيه ادلر لتعزيز حظوظه بأن يصبح الحارس الأساسي في المنتخب الذي حجز بطاقته إلى نهائيات كأس العالم المقبلة عام 2010.وكان انكه عاود التمارين الشهر الماضي مع فريقه بعد غياب دام 5 أسابيع عن الملاعب.وانكه متزوج ولديه ابنة تبلغ 8 أشهر تبناها بعد وفاة ابنته الأصلية بمرض في القلب قبل سنتين.وخاض انكه 6 مباريات دولية في صفوف منتخب بلاده وسبق له أن لعب لأندية خارجية أبرزها بنفيكا البرتغالي (1999 - 2002) وبرشلونة الإسباني (2002 -2003) ومواطنه تينيريفي (2003 - 2004).وترك انكه رسالة يعتذر فيها عما أقدم عليه، وهو كان اتصل في اليوم الذي انتحر فيه بالمستشفى المحلي ليلغي المواعيد المحددة له لمداواة حالة الاكتئاب التي يمر بها.وكشفت زوجة انكه في مؤتمر صحافي الأربعاء بأن زوجها كان يعاني حالة اكتئاب وكان يخضع للعلاج للتخلص منها منذ عام 2003.كما تردد عبر المقربين من أنكه، أن الأخير لم يتمكن من التغلب على مأساة فقدان طفلته، وأقدم على الانتحار لهذا السبب. ونقل تلفزيون «أ أر دي» الألماني أن مكان وفاة أنكه يبعد نحو 200 متر عن قبر طفلته.يذكر أن الاتحاد الألماني ألغى المباراة الدولية الودية التي كانت مقررة بين منتخبي ألمانيا وتشيلي يوم السبت بسبب انتحار انكه.