نزلات البرد والأنفلونزا.. الأعراض والآثار وطرق الوقاية
الشتاء قد يحمل أمراضـا عديدة، دون غيره من فصول السنة الأربعة... وأشهر هذه الأمراض نزلات البرد والأنفلونزا التي تأتي نتيجة تقلب المناخ أو التغيير المفاجئ في الأحوال الجوية .ولا يخلو مستشفى ولا منزل في هذه الأيام؛ من مرضى طريحي الفراش، يعانون من أعراض ذلك المرض.والمؤسف في هذه الأيام أن تداخل الأحوال الجوية بين درجة الحرارة والرطوبة يؤدي إلى انتكاسات متعددة، فمثلاً يظن المريض أنـه قد شفي من الأنفلونزا، لكن أعراض المرض لا تنتهي بل تعود من جديد، فما هو سر هذا المرض وما هو سببه ؟ وكيف يمكن تجنبه والوقاية منه، وعدم عودته في موسم واحد؟ صحيفة “14 أكتوبر” التقت الدكتور وفاء شوالة طبيبة أطفال التي حدثتنا عن كل ما يتعلق بالمرض من خلال اللقاء التالي : [c1]التغيير المناخي وانتشار الأمراض [/c]في البداية لفتت د. وفاء شوالة إلى أن الإصابة بالأنفلونزا ونزلات البرد والتهابات الصدر تزداد نتيجة لتغيير الجو المفاجئ ما يؤثر على درجة الجسم، و يسهل حدوث خلل مؤقت في مناعة الجسم فعندما يتعرض لدرجة حرارة منخفضة تنقبض الأوعية الدموية في الأنف وتقل مقاومته، وبالتالي تتكاثر الفيروسات الموجودة بتجويف الأنف والفم.. وسرعان ما تحدث رعشة عند الخروج إلى الجو البارد ومن المفيد أن يكون الانتقال من الجو الدافئ إلى الجو البارد بطريقة غير مفاجئة.وأوضحت في سياق حديثها أن فيروس الأنفلونزا إذا لم يعالج بشكل جيد، فإن المريض يصاب بسرعة بالتهابات الرئة وإفرازات مخاطية من الأنف وسعال، كما أن التهابات الحنجرة قد تؤدي إلى الإصابة بالتهابات في القلب، كما يسبب مضاعفات تؤدي للإصابة بالأنفلونزا مع ازدياد متسارع في درجة حرارة الجسم.[c1]الأطفال ونزلات البرد[/c]وأشارت الدكتورة وفاء إلى أن البرد والأنفلونزا مرضان يختلفان في حدتهما، حتى ولو اشتركا في الأسباب، فالأطفال المصابون بالزكام والسعال تكون حالتهم عادية، حيث أنـهم في هذه الحالة مصابون بالبرد، أما الأنفلونزا فتختلف أعراضها عند الأطفال.. وتؤكد ضرورة عدم استخدام المضادات الحيوية عند الإصابة بنزلات البرد؛ إلا بعد استشارة الطبيب ، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة والمغلقة ، وضرورة التهوية الجيدة للمنزل حتى لا يصاب الأطفال بالمرض مرة أخرى، كما يجب إعطاء الأطفال السوائل الدافئة بكثرة ويجب الحرص على أن يرتدي الأطفال الملابس المناسبة.[c1]الشتاء والروماتيزم[/c]وتقول د . وفاء شوالة : إن الشتاء له تأثير كبير على المفاصل بصفة عامة، حيث يؤدي إلى تقلص في العضلات وأن التغيير المفاجئ في درجة الحرارة يؤثر كذلك ، فمثلا يكون الشخص جالسـا بمكان دافئ، ثم يذهب مباشرة إلى مكان بارد هنا تتأثر العضلات وتزداد الآلام ، وتصاب أوتار الأصابع خصوصـا لدى المصابين بمرض السكر.لذلك ينصح مرضى الروماتيزم دائمـا في فصل الشتاء باستخدام الماء الدافئ للأصابع لمدة ربع ساعة. أما حالات الإسهال فتكثر في فصل الصيف وتقل في فصل الشتاء.[c1]نزلات البرد[/c]وأشارت إلى أن نزلات البرد سببها فيروس ينتقل عن طريق العدوى ومن أعراضها ارتفاع درجة الحرارة، مع الإحساس بالتعب والإرهاق والانسداد في الأنف وفقدان الشهية في بعض الأوقات ، مع الشعور بآلام ، وهناك عوامل تساعد على الإصابة بنزلات البرد، فمثلا الأشخاص الذين يعانون من التهابات مزمنة بالجيوب الأنفية ومن الحساسية ، يصابون بالبرد أكثر من غيرهم .[c1]طرق العدوى [/c]وذكرت د. وفاء أن الإصابة بالأنفلونزا مرض معد لهذا يجب الابتعاد عن مصادر الإصابة بالأنفلونزا التي تنتقل عن طريقها وهي طريقة السعال والعطس واللمس باستخدام أدوات المصابين وبسبب دخول الرياح الباردة هنا تنتقل العدوى من الشخص المريض إلى الشخص غير المريض، فهنا لابد من الحد من الانتقال.[c1]نصائح [/c]ونصحت الدكتورة وفاء شوالة بتناول “ عصير الليمون والبرتقال، وعلى كل أم أن تهتم بطفلها ورعايته رعاية صحية جيدة، وأهم شيء هو التغذية المناسبة لأنها ترفع المناعة عند الأطفال والطريقة المثلى للعلاج من الأنفلونزا هي الراحة التامة، لاسيما عند بدء الأعراض ومحاولة تدفئة جسم المريض وتجنب مصادر العدوى، وعدم الاحتكاك بالمرضى وتجنب استخدام أدوات الغير، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، كما أنصح بارتداء الملابس المناسبة “ .[c1]العلاج[/c]وقالت : “ العلاج يكون عند تناول التغذية الصحية واحرص على شرب السوائل الدافئة بكثرة، لاسيما تلك المحتوية على فيتامين (سي) لإنها العلاج الأفضل.كما تقول إن الأهم من العلاج هو الوقاية كما يقال : “الوقاية خير من العلاج”.[c1]كلمة أخيرة[/c]إن نسبة انتشار الزكام ونزلات البرد عالية عند الأطفال، لاسيما من عمرهم 4 سنوات وما دونها ، على أنـه كلما كبر الإنسان زادت مقاومته لهذا المرض حتى سن ما قبل الشيخوخة، عندها يصبحون مثلهم مثل الأطفال.لهذا يتفق أطباء الأطفال على أن الطفل لا يصاب بالبرد والأنفلونزا بسبب الشتاء وإنـما بسبب تغيير الجو واحتكاك جسمين ببعضهما البعض.