لاتزال مرحلة المراهقة من أهم وأخطر المراحل التي يمر بها الأبناء وتمر بها الأسرة أيضاً ومع انتشار وسائل الاتصال الحديثة أصبحت مسؤولية الأسرة في توجيه المراهق أمراً بالغ التعقيد لأن مصادر معلومات المراهق خرجت من نطاق السيطرة كما أن تجاربه أصبحت أكثر اتساعاً مع ما يرافق ذلك من احتمالات الانحراف.للأسف الشديد لقد أصبحت وسائل الإعلام والاتصالات تلعب دوراً سلبياً يتنافى مع ما يجب عليهم القيام به.فنجدها تصرف أنظار الشباب عن التفكير والتخطيط لمستقبله بل انها تضع أسساً غريبة للتفوق وهناك أشياء لا تفيد المراهق ولا المجتمع من حوله فنجدها تمجد لاعب كرة غير ملتزم أو فنانة مبتذلة أو مطربة لا تقدم إلا العري والانحطاط وتكثر معهم الحديث واللقاءات وتجعلهم نجوماً فوق العادة ومن ثم يسعى شبابنا إلى تقليدهم مؤكدين أن هذا هو ما يتطلبه العصر الآن.إن القيم والأخلاق والالتزام أصبحت بفعل وسائل الإعلام شعارات قديمة لا تصلح.فالمشكلة تكمن في أولياء الأمور الذين يعتقدون ان الشباب عاجز عن فهم وإدراك ما يحدث من حوله ويطالبون باعتناق افكارهم ومعتقداتهم والسير في نفس طريقهم من دون أن يكون لنا حق الاختيار أو التعبير عن أنفسهم ومعايشة عصرهم لكل ما فيه من متغيرات متلاحقة وسريعة.إن مشاهدة الفضائيات والتجول على صفحات (النت) أمر ضروري لمعرفة كل ما يحدث في أي مكان في العالم كي لا نعيش منعزلين عن الثقافات والحضارات الأخرى.لذلك يجب على الأسرة أن تكون جاذبة (للأبناء وليست طاردة) وذلك يمكن حدوثه من خلال الاستماع الواعي لشكواهم ومطالبهم ومحاولة التعرف على وجهة نظرهم وتوظيف أفكارهم وطموحاتهم بطريقة صحيحة.
وسائل الاتصال تهدد شبابنا العربي بالانحراف
أخبار متعلقة