فيما مجلس صيانة الدستور يجتمع بمرشحي الانتخابات لبحث الشكاوى
طهران 14اكتوبر/ باريسا حافظي وحسن جاسب شارك عشرات الآلاف من الإيرانيين الذين ارتدوا الملابس السوداء وحملوا الشموع في مسيرة أمس الخميس حدادا على القتلى الذين سقطوا في احتجاجات حاشدة ضد انتخابات رئاسية يقولون هم والمرشح المهزوم مير حسين موسوي انه جرى التلاعب في نتائجها.واحتشد المتظاهرون الذين اخذوا يهتفون “الله أكبر” في ميدان الإمام الخميني بوسط طهران استجابة لدعوة موسوي للتجمع في المساجد أو في تجمعات حاشدة سلمية للتعبير عن التضامن مع الضحايا وعائلاتهم.وبعد أيام من الغضب الشعبي إزاء الانتخابات المتنازع عليها وجه مجلس صيانة الدستور الدعوة إلى موسوي والمرشحين الاثنين الآخرين اللذين خسرا أيضا أمام الرئيس محمود أحمدي نجاد لمناقشة شكواهم يوم غد السبت.وتسببت الانتخابات في اندلاع اكبر المظاهرات التي تشهدها إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979 وأكثرها عنفا ما أحدث هزة في إيران خامس اكبر مصدر للنفط في العالم والتي تخوض صراعا ايضا مع الغرب بسبب برنامجها النووي.وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن سبعة أو ثمانية أشخاص قتلوا في احتجاجات منذ إعلان نتائج الانتخابات في 13 يونيو حزيران الجاري. وتعرض عشرات الإصلاحيين للاعتقال في جميع أنحاء البلاد واتخذت السلطات إجراءات مشددة ضد كل من وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية.ورفع المتظاهرون صورا للقتلى. وكانت بعض وجوه الضحايا ملطخة بالدماء فيما يبدو أن الصور التقطت لهم بعد موتهم.وكان مكتوب على إحدى اللافتات “أشقاءنا الشهداء سنعيد أصواتكم” وكتب على أخرى “لماذا قتلتم أشقاءنا”.وتحدث موسوي وهو معتدل يؤيد إقامة علاقات أفضل مع الغرب إلى الحشد عبر مكبر صوت. وقال شهود انه كان يرتدي قميصا وحلة سوداء.وطالبت لافتات أخرى المتظاهرين بالبقاء في المنزل يوم الجمعة حيث من المقرر أن يؤم الزعيم الأعلى آية الله على خامنئي صلاة الجمعة في طهران لكن اللافتات طالبت المتظاهرين بالتجمع مجددا في اليوم التالي في العاصمة.واعتقل ضباط امن المعارض السياسي ابراهيم يزدي أثناء وجوده بالمستشفى وفقا لما ذكره أحد حلفائه امس الخميس.ويرأس يزدي حركة الحرية المحظورة وكان وزيرا للخارجية في أول حكومة لإيران بعد الثورة. وتم إلقاء القبض على عشرات الاصلاحيين منذ بدء موجة من الاحتجاجات بسبب الانتخابات المتنازع عليها.وذكر متحدث باسم مجلس صيانة الدستور أن المجلس بدأ “فحصا دقيقا” للشكاوى التي قدمت بعد انتخابات 12 يونيو وعددها 646 شكوى، ومن بين الاعتراضات وجود نقص في بطاقات الاقتراع والضغط على الناخبين لدعم مرشح بعينه ومنع ممثلي المرشحين من الذهاب إلى مراكز الاقتراع.يذكر انه قد أعلن فوز احمدي نجاد وحصوله على ما يقرب من 63 في المئة من الأصوات مقابل 34 في المئة لموسوي اقرب منافسيه.اما موسوي فإنه يريد إلغاء الانتخابات وإعادتها. ويقول مجلس صيانة الدستور انه مستعد فحسب لإعادة فرز صناديق الاقتراع المتنازع عليها.من جانيه أفاد عباس علي كد خدائي المتحدث باسم المجلس أن موسوي والمرشحين الآخرين مهدي كروبي ومحسن رضائي قد يطرحون اعتراضاتهم خلال اجتماع استثنائي لمجلس صيانة الدستور يوم غد السبت.وذكرت وكالة مهر للأنباء أن احمدي نجاد دافع عن شرعية الانتخابات وقال في اجتماع لمجلس الوزراء يوم الاربعاء أنها “مثلت تحديا كبيرا لديمقراطية الغرب.”وأضاف “مثل الثورة الإسلامية هي الفائز في الانتخابات” مشيرا إلى أن 25 مليون ناخب من الناخبين البالغ عددهم 42 مليونا يوافقون على الطريقة التي يدير بها البلاد.وترفض السلطات الاتهامات بأنها تلاعبت بنتائج الانتخابات لكن عشرات الآلاف من الإيرانيين تحدوا شرطة مكافحة الشغب وميليشيا دينية ليعبروا عن غضبهم في الشوارع متجاهلين دعوة الزعيم الأعلى آية الله على خامنئي إلى الوحدة الوطنية.ونقلت صحيفة كيهان عن خامنئي قوله “لا يجب أن تتحول الأجواء الطيبة التي كانت سائدة قبل الانتخابات إلى أجواء من المواجهة والعداء لان كلا من جماعتي الناخبين يؤمنون بالنظام الإسلامي.”ومن المتوقع أن يستعرض أنصار احمدي نجاد قوتهم عندما يؤم خامنئي صلاة الجمعة غدا في جامعة طهران.وقالت وكالة انباء فارس شبه الرسمية ان اثنين من ابناء الرئيس الاصلاحي السابق اكبر هاشمي رفسنجاني الذي يدعم موسوي منعا من مغادرة ايران. وكانت فائزة ابنة رفسنجاني تحدثت الى انصار موسوي يوم الثلاثاء. ودعا طلاب متشددون الى اعتقالها هي وشقيقها مهدي.وقالت وزارة المخابرات الايرانية امس الخميس انها كشفت مخططا ارهابيا له صلة بجهات خارجية لزرع قنابل في بعض المساجد وغيرها من الاماكن المزدحمة في طهران خلال الانتخابات.ونقل التلفزيون الايراني عن بيان للوزارة قوله انه تم الكشف عن عدة جماعات ارهابية واضاف ان هذه الجماعات على صلة باعداء ايران في الخارج ومنهم اسرائيل. وقال حميد نجافي رئيس تحرير صحيفة كيهان انترناشونال وهي صحيفة ايرانية يومية ناطقة بالانجليزية ان تحقيقات مجلس صيانة الدستور في الاصوات ستهديء من الاضطرابات لكن النتيجة الاجمالية لن تتغير لانه “لا يوجد احتمال جزء من المليون بحدوث اي حالات تزوير.”ونددت ايران بالانتقادات الغربية للانتخابات على الرغم من أن ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما اتسمت بالحذر لتبقي الباب مفتوجا امام حوار محتمل.