طبعتها على رأس شاعر تخطى السبعين من عمره وتعتبره أبا شعريا لها
خديجة ناجع والشاعر محمد العلي
جازان/ متابعات :دافعت رئيسة اللجنة النسائية في نادي جازان الأدبي عن نفسها، في وجه حملة ضدها أطلقها سعوديون في مواقع إلكترونية؛ بسبب قبلة على رأس شاعر تخطى السبعين من عمره.وجرت الحادثة في ملتقى جازان الشعري؛ حيث قامت خديجة ناجع بتقبيل رأس الشاعر محمد العلي (تخطى 70 عاما)، الذي كان ضيف شرف الملتقى، وذلك «تقديرا له كأب شعري ورمز كبير»، بحسب ما عبرت عنه خديجة نافع، رئيسة اللجنة النسائية بأدبي جازان.ورغم مضي أيامٍ عدة على انتهاء الملتقى الشعري، إلا أن تداعياته لا تزال مستمرة في أوساط المثقفين وعلى شبكة الإنترنت، إذ إن الآراء والمشاركات تتعقب خديجة، مطلقين عليها أوصافا لا تليق، بحسب تقرير أعدته الصحافية فاطمة عطيف ونشرته صحيفة «الحياة» الطبعة السعودية أمس السبت.ودافعت خديجة ناجع عن نفسها، وقالت «نعم أنا قبلت رأس الشاعر الكبير محمد العلي أثناء تكريمي، لأنه في مقام الأب لي وهذا متعارفٌ عليه في جازان، وربما في الجنوب كله، فتقبيل رأس الكبير سواء كان رجلا أم امرأة يعد احتراما وتقديرا لعامل السن أولا ثم للمقام».وأوضحت «أنا بنت قبيلة تميّز بين الصحيح والخطأ، ولا يستطيع أحد إنكار هذا العُرف القبلي في جازان، أو عدم تقبيلهم رؤوس كبيرات السن اللواتي لسن محارم لهم». وأشارت إلى أنها لو قبّلت رأس أحد آبائهم وكان أقل عمرا من محمد العلي، لما قامت هذه القائمة.وتساءلت خديجة، التي كانت موضع إعجاب المشاركين والمشاركات في ملتقى الشعر: «هل كان المطلوب مني أن أقبّل رأس من تجاوز الثامنة والسبعين عاما من تحت الطاولة وبعيدا عن عدسات التصوير؟ هل هذه هي القيم الأخلاقية والشرعية، هل هذه لها صلة بالقيم أو الأعراف والضوابط الاجتماعية التي يستفيد هؤلاء من تكريسها حفاظا على مؤسستهم المتشنجة؟ فكل ما يُحاك من اتفاقات حولي، أو ما تتناوله المواقع الإلكترونية التي كتبت من بعض الأدعياء، سببه هؤلاء المتشددون».وتعتقد أن ما يحدث لها هي وغيرها من بنات الوطن «إنما هو جزء من الإرهاب، لأن الإرهاب ليس محدودا بالتفجير، وإنما له أكثر من صورة».وتوضح قائلة «سأقولها للمرة الأولى وبكل بصراحة، ما يحدث لي الآن من تهديد سببه رفضي كرئيسة للجنة النسائية في نادي جازان الأدبي أن تكون اللجنة تحت وصاية بعض المحافظين، الذين قدموا نصائح لي، ومنها ما تدعوني إلى عدم الأخذ بكلام وزارة الثقافة والإعلام».وقالت إنها تلقت خطابا من مجهول بعد الملتقى الشعري «يحوي بيانا تحذيريا بأن وزارة الثقافة والإعلام لن تنفعني». وتقول رئيسة اللجنة النسائية في «أدبي جازان» إن هؤلاء يحرضون عملها الحكومي ضدها ويهددونها بالفصل، لافتة إلى أنها سترسل صورة من هذا الخطاب إلى أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر، وأخرى إلى وزير الثقافة والإعلام».وتضيف أن هؤلاء «ربما ظنوا في صمتي ضعفا، لكنني أستطيع الرد عليهم والدفاع عن نفسي»، مؤكدة أن كل هذه الحملة «ليست سوى تصفية حساب تتم الآن ليست لها علاقة بتقبيل رأس الشاعر محمد العلي، خصوصا أولئك الذين لا تمر أية أنشطة نسائية إلا بإذنهم، كما أن المسألة لها علاقة بعدم مشاركة الكثير من الشعراء في الملتقى، فصبوا على القسم النسائي جام غضبهم بأسماء مستعارة».