السعودية تدعو إلى قمة خليجية .. و(حماس) تقول إن هناك نقاط خلاف باقية مع خطة الهدنة المصرية
غزة/عواصم /14اكتوبر/ رويترز : كثف المجتمع الدولي جهوده لوقف الحرب الدائرة في غزة أمس الأربعاء وتمسكت إسرائيل بمطلبها بعدم السماح بإعادة تسليح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ظل وقف لإطلاق النار وأرسلت طائراتها الحربية لإسقاط قنابل مدمرة للمخابئ على الأنفاق التي تستخدم في التهريب.وقال بسام عبد الله وهو مصور فلسطيني محلي «استخدموا قنابل اخترقت الأعماق إلى الأنفاق وهزت مُخيم رفح للاجئين بالكامل. الأرض ارتجت أسفل أقدامنا.» وأضاف «كنا نشعر بالخوف -- لكننا الآن اعتدنا عليه.»وبينما دخل الهجوم على غزة يومه التاسع عشر واقترب عدد القتلى من ألف فلسطيني قالت الشرطة الإسرائيلية أن ناشطين في لبنان شنوا هجوما ثانيا بالصواريخ على شمال إسرائيل في أقل من أسبوع لكن لم يُصب أحد بأذى.وردت إسرائيل بقصف مدفعي. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات في أي من جانبي الحدود التي يسودها التوتر ولم يعلن أحد المسؤولية عن إطلاق الصواريخ.وفي القاهرة جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون دعوته «لوقف فوري ودائم لإطلاق النار» بين إسرائيل وحماس التي أطلقت أمس الأربعاء مزيدا من الصواريخ على مدن في جنوب إسرائيل لم تسبب إصابات.لكن في إشارة إلى محادثات الهدنة بالقاهرة مع حماس طالب بان الذي يزمع زيارة إسرائيل والأردن وسوريا لكنه لن يزور قطاع غزة أثناء جولته أي طرف له نفوذ أن يساعد في إنهاء إراقة الدماء.واختتم وفد حماس في القاهرة جلسة أُخرى من المباحثات مع الوسطاء المصريين.وقال أيمن طه المسؤول بحماس لرويترز بالتليفون من العاصمة المصرية إن المحادثات لم تنته تماما وإنهم قدموا رؤيتهم بشأن حل وفي انتظار الرد.ولم يذكر تفاصيل بشأن شروط حماس لوقف إطلاق النار.ويدعو الاقتراح المصري إلى وقف مؤقت لإطلاق النار يعقبه هدنة طويلة الأجل وفتح المعابر الحدودية في غزة مع وجود مسؤولين من السلطة الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس بعد أن طردت حماس قواته من غزة في عام 2007 .وتتناول المرحلة الثالثة من المبادرة جهود المصالحة بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها عباس.من جانبه قال قيادي في حركة حماس أمس الأربعاء انه ما زالت هناك نقاط خلافية بشأن المبادرة المصرية الرامية لوقف الاقتتال بين إسرائيل والجماعة الإسلامية.وأضاف أسامة حمدان ممثل حماس في لبنان في مقابلة مع قناة الجزيرة « ما زالت هناك نقاط خلاف إزاء المبادرة ولم يتم حلها حتى الآن.»وأشار إلى أن المبادرة في صورتها الحالية لا تتواءم مع المصلحة الوطنية الفلسطينية وأنه يتعين تعديلها مؤكدا أنه «لا توجد مبادرة لا يمكن تعديلها أو إدخال تغييرات عليها.»وكان الهدف من المقترحات هو هدنة مؤقتة تسمح بإجراء محادثات بشأن ترتيبات طويلة المدى لتأمين الحدود المصرية مع غزة وإنهاء الحصار الإسرائيلي لغزة.إلى ذلك قال التلفزيون السعودي إن العاهل السعودي الملك عبد الله دعا إلى قمة طارئة لدول الخليج العربية في الرياض يوم الخميس لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على غزة.وتهدف الدعوة فيما يبدو لإجهاض محاولة من قطر لعقد قمة عربية في الدوحة يوم الجمعة رفضت السعودية ومصر حضورها مفضلين عقد مشاورات بشأن غزة على هامش القمة الاقتصادية العربية في الكويت الأسبوع المقبل.ولم تعط قناة الإخبارية السعودية التي أوردت الدعوة لعقد القمة في الرياض مزيدا من المعلومات.وقال هشام يوسف مساعد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لتلفزيون العربية المملوك للسعودية ان 14 دولة فقط وافقت على حضور القمة بما يتناقض مع إدعاء قطر في وقت سابق بأن 15 دولة وافقت على المشاركة وهو ما يشكل النصاب اللازم لعقد قمة.ومع تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين حاجز الألف سلط الشد والجذب على خطط عقد قمة الضوء على الانقسامات العميقة في العالم العربي بشأن المقاومة الفلسطينية المسلحة لإسرائيل وتحدي الولايات المتحدة التي تساند معظم الدول العربية..وقالت مصادر حماس التي تحدثت قبل أحدث جلسة مفاوضات إن الحركة تطالب بتجديد التهدئة لفترة تتراوح بين 6 و12 شهرا قابلة للتجديد تقترن مع انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة وفتح المعابر الحدودية.وقالت إسرائيل إن اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن يضمن عدم تعويض حماس ترسانتها العسكرية التي ضربتها الهجمات الإسرائيلية في الهجوم الذي بدأ يوم 27 ديسمبر.وفي بوليفيا قال الرئيس ايفو موراليس امس ان بلاده ستقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل بسبب الهجوم الذي تشنه في قطاع غزة والذي أسفر عن مقتل ما يربو على ألف فلسطيني.وموراليس حليف قوي للرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز الذي طرد السفير الاسرائيلي من بلاده في السادس من يناير إحتجاجا على ما يحدث في غزة.وأعلن موراليس عن ذلك في كلمة أمام الدبلوماسيين في قصر الحكم.قال مسؤولون في وزارة الصحة في قطاع غزة ان عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الهجوم الاسرائيلي المستمر منذ 19 يوما على القطاع وصل إلى 1000 قتيل على الأقل أمس الأربعاء بينهم مئات المدنيين.وهذه الإحصائيات مثل الإحصائيات السابقة تخضع لمصاعب الإحصاء والتحقق في فوضى الحرب الدائرة هناك. والمسؤولون الاسرائيليون ليس لديهم حصيلة ثابتة للإصابات في صفوف الفلسطينيين لكنها تقول إن قواتها قتلت مئات الناشطين.وقال مسعفون إن عشرة أشخاص على الأقل بينهم أربعة ناشطين على الأقل قتلوا أمس الأربعاء. وتم انتشال جثث من الهجمات السابقة. وقال معاوية حسنين رئيس خدمات الإسعاف بوزارة الصحة إن الحصيلة الإجمالية للقتلى ارتفعت إلى 1010 فلسطينيين.وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومقره غزة انه جمع إحصائيات تبين أن 673 مدنيا قتلوا منذ أن شنت إسرائيل حملتها الجوية يوم 27 ديسمبر. وبينهم 225 طفلا و69 امرأة. وفي وقت سابق هذا الأسبوع قالت وزارة الصحة إن نحو 400 امرأة وطفل بين القتلى.ومع اقتراب القوات الإسرائيلية من وسط مدينة غزة عبر المجتمع الدولي عن قلقه المتنامي بشأن محنة الأطفال المحاصرين هناك.وتحدثت تقارير جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان عن نقص في الإمدادات الحيوية في قطاع غزة خاصة المياه. كما يتسبب نقص الوقود في انقطاع متكرر للكهرباء.وتسمح إسرائيل بمرور شحنات من الغذاء والدواء بشكل شبه يومي تقريبا لكن تقريرا جديدا لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) قال إن وقف إسرائيل للهجمات لمدة ثلاث ساعات يوميا “غير كاف بدرجة مؤسفة.”وقالت الشرطة انه في شمال إسرائيل سقطت ثلاثة صواريخ من لبنان على حقول فضاء خارج مدينة كريات شمونة.وقال بنيامين بن اليعازر الوزير بالحكومة الإسرائيلية “في ضوء الأمور في الوقت الراهن لا نزمع فتح جبهة ثانية. ونأمل أن يكون هذا الحادث منعزلا.”