جثث كثيرة يمكن أن تكون غرقت أو التهمتها أسماك القرش
سفينة تابعة للبحرية البرازيلية تجوب المنطقة التي تحطمت فيها الطائرة الفرنسية بالمحيط الأطلسي يوم السبت الماضي
باريس/14 أكتوبر/رويترز:انتشلت فرق البحث البرازيلية أول جثتين من طائرة الخطوط الجوية الفرنسية/ايرفرانس/ التي سقطت في المحيط الأطلسي وقال محققون انه تم اكتشاف قراءات سرعة خاطئة في نفس طراز الطائرة المتحطمة.وقال مسئولو الإنقاذ أن سفن البحرية عثرت على جثتي رجلين وحطاما يضم مقعدا ازرق برقم مسلسل يماثل أرقام رحلة اير فرانس رقم 447 وحقيبة ظهر بها بطاقة تطعيم وحقيبة بداخلها تذكرة لاير فرانس.وقال جورج امارال المتحدث باسم القوات الجوية البرازيلية للصحفيين في مدينة ريسيفي بشمال شرق البرازيل “هذا الصباح في الساعة 8.14 صباحا أكدنا العثور على أجزاء وجثث تخص طائرة اير فرانس.”وتجوب طائرات تابعة لسلاح الجو البرازيلي وسفن تابعة للبحرية البرازيلية منطقة واسعة من المحيط تبلغ مساحتها نحو 1100 كيلومتر قبالة الساحل الشمالي الشرقي للبرازيل منذ اختفاء الطائرة الايرباس ايه330-200 يوم الاثنين مما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 228 شخصا.ويعد تحطم هذه الطائرة خلال رحلة لها من ريو دي جانيرو الى باريس أسوأ الكوارث الجوية في العالم منذ عام 2001 والأسوأ منذ نشأة اير فرانس قبل 75 عاما.ويعتقد رجال الإنقاذ أن جثثا كثيرة يمكن أن تكون غرقت أو التهمتها اسماك القرش. وقالوا انه لن يتم إبلاغ احد سوى أفراد العائلتين بهويتي الجثتين اللتين عثر عليهما.وأسفرت عمليات التفتيش من قبل عن انتشال حطام من المحيط ثبت أن ليس له علاقة بالحادث .وقال يوم السبت محققون فرنسيون يحاولون معرفة سبب تحطم الطائرة أن شركة ايرباص اكتشفت قراءات خاطئة للسرعة في طائرات ايه 330 قبل الأسبوع الماضي وأوصت زبائنها بتغيير احد أجهزة قياس السرعة.وأصدرت اير فرانس في وقت لاحق بيانا قالت فيه أنها بدأت في تغيير أجهزة قياس سرعة الطيران في طائرات شركة ايرباص ذات الجسم الطويل بسبب مخاوف من تكون ثلوج عليها وذلك قبل خمسة أسابيع من تحطم الطائرة ولكن ذلك لم يتم إلا بعد أن فشلت في الاتفاق على حل مع شركة ايرباص.ويدرس المحققون احتمال أن أجهزة قياس السرعة للرحلة رقم 447 تراكمت عليها الثلوج مما أدى إلى قراءات سرعة خاطئة مما جعل الطيارين يضعون الطائرة على سرعة خطيرة لدى اجتيازها عاصفة رعدية.غير أن رئيس وكالة التحقيق في الحوادث الجوية الفرنسية قال انه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت مشاكل تتعلق بأجهزة خاصة بقياس السرعة تعمل بالضغط هي المسئولة عن الكارثة.وأفاد بول لوي ارسلانيان لرئيس الوكالة “بعض أجهزة قياس السرعة (على الطائرة ايه 330) كانت هناك خطة لتغييرها..ولكن هذا لا يعني انه بدون هذه الأجزاء تكون الطائرة معيبة.”وأكدت ايرباص أنها أصدرت نشرة تطالب فيها شركات تشغل الطائرة يبلغ عددها 50 أو أكثر بان تدرس تغيير أجهزة قياس السرعة المعروفة باسم “أنابيب بيتوت” ولكنها قالت انه إجراء اختياري لتحسين الأداء وليس مرتبطاً بأي مخاوف على السلامة.وذكرت اير فرانس في بيانها يوم السبت أنها بدأت في ملاحظة مشكلات سرعة الطيران من تكون الثلوج في الطائرات من طرازي ايه 330 وايه 340 في مايو 2008 وطلبت حلا من ايرباص وهي الشركة المصنعة للطرازين.وذكرت اير فرانس ان ايرباص اقترحت إجراء اختبار لمجسات مختلفة على الرغم من الشك في وقت سابق أنها ستحل المشكلة ولكن الشركة رفضت الانتظار وبدأت في تغييرها ابتداء من 27 ابريل نيسان. ولم يتسن الاتصال على الفور بشركة ايرباص للتعليق على ذلك.وقال ارسلانيان في مؤتمر صحفي أن طائرة اير فرانس المنكوبة التي كانت في طريقها من ريو دي جانيرو الى باريس ارسلت 24 رسالة إلية بين الساعة 0210 و 0214 بتوقيت جرينتش تشير إلى سلسلة من الأعطال قبل أن تختفي.ووسط هذا السيل من البيانات كانت هناك رسالة تظهر قراءات متباينة لأجهزة قياس السرعة بالطائرة.وأشار اراسلانيان أن الرسائل أشارت أيضا إلى أن الطيار الآلي لم يكن يعمل لكن لم يتسن معرفة ما إذا كان قد توقف من تلقاء نفسه كما هو مصمم ليفعل عندما يتلقى معلومات يشتبه فيها أو ما إذا كان الطيار قد قرر تعطيله.وأصدرت شركة ايرباص تحذيرا يوم الخميس بضرورة أن يلتزم الطيارون بالإجراءات القياسية بشأن الاحتفاظ بسرعة وزاوية الطيران إذا شكوا في أن مؤشرات السرعة مخطئة.وأوضح خبراء الأرصاد الجوية أن الطائرة عبرت منطقة عاصفة ولكن الطقس لم يشكل تهديدا معينا على ما يبدو.