فتشت في أوراقي بحثاً عن رسائل بداية العام، فوجدت رسالة وصلتني قبل عامين من الأخ خالد المنصور، عن طريق مجموعة بريدية عرفتها عن طريق الصديق المثقف نجيب الزامل رجل الأعمال والكاتب الصحافي، رسالة أشار فيها إلى أن لدى الغربيين والشرقيين عادة يمارسونها مع نهاية كل عام، وحثنا عليها مع نهاية العام الهجري. قال إن هذه العادة تدعى "New Years Resolution” أي قرارات أو تعهدات السنة الجديدة، ويقف الإنسان مع نفسه فيها ويعاهدها بعد طول تأمل لإيجابياته وسلبياته، بالتخلي عن عادة طالما أمل أن يتخلص منها.كتب جملة من الأمور للتدليل على الفكرة، سرد ثمانين مثالاً، وكان المثال الأخير هو: أن انسحب من أمام خصمي قبل وقوع الإصابات.وجدتني في لحظة صفاء متوجهاً للإجابة عليه. قلت له في رسالة الكترونية:أخي العزيز خالد المنصور حفظه الله...الإخوة الأعزاء...لكم من التحايا أليقها، ومن السلام أجمله، ومن المحبة أخلصها، ومن التهاني بكل مناسبة تحبونها أصدقها... ثم، أما بعد...عني شخصياً، أجد نفسي مع هذا العام اتجه بإخلاص تجاه السلام... سلام متصالح مع النفس، ومع الآخرين...اعتقد أني وجدت نفسي مأخوذاً أمام النقطة التي تحدثت عن الانسحاب من أمام خصمي قبل وقوع الإصابات...لا أدري يا خالد ما الذي حل بي أخيراً...بتُ لا احتمل إصابة الخصوم قبل إصابات فريقي...ربما كان اعتراضي أصلاً على فكرة ولغة الإصابات هو النقطة الأصلية في الموضوع.قبل أعوام كنت في بعثة، استغرقت عامين تقريباً...بعد أن عدت إلى عملي وجدت من زملائي، من كان ينتظر قدومي على أحر من الجمر، فرحت بذلك بطبيعتي البشرية، لكني اكتشفت لاحقاً أنهم ينتظرونني ليستخدموني محارباً في الصفوف الأمامية قبالة من يكرهون.كانوا يستندون إلى إرث قديم لي، يجعلني أرفض أن يداس لي فيه على طرف، وانتفض غضباً أمام الدائس ولو كان رئيسي.لكني عندما رجعت، قلت لهم إني لو لم أخرج من هذه التجربة إلا بأمر واحد هو أن الدنيا أقل قيمة من أن نخسر منها لحظة في معارك زائفة، لكفاني...هكذا وجدتني منساقاً إلى هذا التعليق، وأرجو ألا يكون أزعج منكم أحداً...أنهيت الرسالة ووقعت ساخراً:تركي الدخيل، مشروع سعودي فاعل في حزب الخضر.[c1]*نقلا عن صحيفة (الوطن ) السعودية[/c]
سعودي في حزب الخضر!
أخبار متعلقة