[c1]إشعاع حضاري[/c]وعلى أية حال ، كانت تعز في عهد الدولة الرسولية أشعاعاً حضارياً ، وقبلة كبار العلماء والفقهاء ، والكتاب، والأدباء الكبار من مختلف البلدان العربية والإسلامية يولون وجوههم شطرها . وهذا العالم الجليل النحوي فيروز أبادي صاحب القاموس المحيط يلقي عصا الترحال في مدينة تعز , ويصير علماً من أعلامها . وتذكر الروايات التاريخية أنّ مدينة تعز خلبت لُب الشعراء القدامى بطبيعتها الآسرة الخلابة وبعظمة تاريخها . فتفننوا في وصفها , وهذا الأمير عبد الله بن الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين الذي عاش في القرن العاشر الهجري ( السادس عشر الميلادي ) ، يقول عنها : « حمىَ رب الأنام لنا تعزا وحق لها المدينة أن تعزا » .تعز في التاريخ الحديثوعندما نذكر مدينة تعز القديمة ، فإن جبل صبر الشامخ يظهر بهيكله العظيم ، وهذا الجبل جزء لا يتجزأ من نسيج تاريخ المدينة والعكس صحيح ، وبعبارة أخرى فجبل صبر مثله مثل تعز شاهد عيان علىَ الأحداث الجسام، والأمور الخطيرة العظام ، فقد شاهد الدول اليمنية المختلفة التي تعاقبت على حكم تعز كدولة بني نجاح ، والدولة الصليحية ، والرسولية ، والدولة الطاهرية ، وشهد حكم العثمانيين في اليمن وقبلهم المماليك . وفي عصر الإمام يحيى بن حميد الدين المقتول سنة ( 1367هـ / 1948م ) شهدت تعز وأهلها مثلما شهدت مدن اليمن الأخرى على يديه العذاب الغليظ وبعده على يد ابنه الإمام أحمد الجلاد والذي جعلها مركزاً لحكمه . وشهدت تعز أيضاً حركة الثلايا في سنة 1955م والتي عبرت عن رفضها للظلم والظالمين ولكن سرعان ما نطفأت جذوتها ولكنها كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت في نفوس حركة الأحرار جذوة الأمل العريض من التخلص من مخالب الظالمين الذين أدخلوا اليمن في نفق الجهل ، والتخلف ، والمرض , وتكميم الأفواه . [c1]صحيفـــــة ( الثـــــورة )[/c]وعندما انفجر بركان ثورة السادس والعشرين من سبتمبر العظيم , كانت تعز الناطق الرسمي للثورة حيث كانت صحيفة ( الثورة ) تصدر منها وعلى الرغم من الأوضاع الحرجة الأولى والصعبة التي شهدتها الثورة الوليدة كانت تعز بمثابة الذراع القوي الذي أحاط بها وحماها من أعداء الحياة والنهار . وقدم أهلها النفس والنفيس لترتفع راية الثورة عالية خفاقة في ربوع اليمن الغالي . [c1]خــــلود الشـــــمـــــــس[/c]وعندما اشتعل الكفاح المسلح في عدن وجنوب اليمن , كانت تعز أول المدن اليمنية التي احتضنت الفدائيين. وعلى أرضها الصلبة الحرة كانت تقام المعسكرات لتدريب الفدائيين على قتال الاستعمار البريطاني ودحره من جنوب أرض اليمن المحتل.وفي الثاني والعشرين من مايو سنة 1990م ، رفرفت على جبالها ، وسهولها ، ووديانها ، وهضابها راية الوحدة الخالدة خلود الشمس . ومازالت تعز المدينة صانعة التاريخ تتدفق بالحيوية والنشاط والإبداع الكبير في مختلف مجالات الحياة السياسية ، والثقافية ، والاجتماعية ، والاقتصادية, وتزداد تألقاً ، ورونقاً ، وجمالاً يومًا بعد يوم .
|
تاريخ
تعز مدينة صنعت التاريخ
أخبار متعلقة